انهزم المنتخب الوطني المغربي في المباراة الودية، التي جمعته مساء أول أمس الثلاثاء بالملعب الكبير لطنجة بالمنتخب الأرجنتيني، بهدف واحد سجله البديل «أنخيل كوريا «لاعب أتلتيكو مدريد. وظهر المنتخب الوطني في أسوإ حالاته، سواء على مستوى الأداء أو الروح الرياضية، أو النتيجة، وبذلك يكون الفرنسي «هيرفي رونار» قد وجد نفسه بعيدا عن الأهداف، التي كان يريداستخلاصها من المباراة، عبر الوقوف عن قرب على جاهزية بعض اللاعبين، قبل الذهاب إلى مصر لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا خلال الصيف القادم. فاللاعبون الذين تشبعوا بالاحتراف، في أعتى الفرق الأوروبية، تحولوا إلى هواة لا فرق بينهم وبين لاعبي «لالة ميمونة»،أو كلاعبين بأحد دوريات رمضان «فراس الدرب». وكل ما شاهدناه هو العنف المتعمد ضد لاعبي المنتخب الأرجنتيني، وهو ما جعل المباراة تتوقف في أكثر من مرة، لأنه عوض محاورة الكرة أصبح الحوار يتم بالتهديد، كما فعل العميد المهدي بنعطية أو بمحاولة يونس يلهندة الاعتداء في أكثر من مرة على لاعب أرجنتيني، كما أن بلهندة كاد أن يحول المباراة من لقاء في كرة القدم إلى مباراة للملاكمة، كما أن أفواههم حملت هي الأخرى بعض عبارات العنف، خاصة وأن حركات أيديهم ورؤوسهم كشفت كل نواياهم السيئة. وتسببت أحداث شغب المحترفين/الهواة في توقف المباراة في أكثر من مرة من طرف الحكم الزامبي سيكازوي، لأنها كانت تخرج عن طابعها الرياضي الصرف، وهو ما جعل كأغلب المتفرجين يحسون بالندم لأنهم عرضوا أنفسهم لهبوب رياح باردة من أجل مشاهد عنيفة. ودفع الأداء الكارثي للعناصر الوطنية بعدد من المهتمين إلى التساؤل، هل قضى انتقال اللاعبين المغاربة إلى البطولات الخليجية على مهاراتهم، وبذلك يكون هيرفي رونار قد سقط في فخ العاطفة، عندما غير نظرته التي كانت تقلل من مستوى البطولات الخليجية، وأصبح متمسكا بمحترفيه بها، وأن هذا التحول ستكون نتائجه كارثية على المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا. وسيكون لهذه الهزيمة أمام الأرجنتين، والتعادل أمام مالاوي تأثير كبير على موقع المنتخب في الترتيب العالمي، مع ما قد يكون له من تأثير على المعنويات، خاصة وأن كأس إفريقيا على الأبواب. وهنا لا يجب قراءة هزيمة المنتخب الوطني، ومستوى الأداء بشكل منعزل، بل في شموليته، عبر قراءة متأنية لمستوى المنتخب الأول، وإقصاء الأولمبيين من تصفيات كأس إفريقيا. وحتى يكتمل المشهد السيء للكرة المغربية، لم تتوقف الرياح عن الهبوب طيلة المباراة، وبقوة شديدة بلغت في بعض الأحيان 120 كلم، فبات من المستحيل التحكم في الكرة، أو تمريرها بطريقة سليمة. وإذا كان المنتخب الوطني قد جنى الشك من مباراته ضد الأرجنتين، فإن هذا الأخير عرف كيف يكسب بعض الاطمئنان، بعد هذا الانتصار على المنتخب الوطني، والذي لم يكن الأول في تاريخ المواجهات بين المنتخبين، ذلك أنه سبق وأن انتصر 3 مرات (1993 و2010 ثم في 2019). كما أن انتصاره هذا سيساعده على نسيان هزيمته أمام فنزويلا، مساء الجمعة الماضي بإسبانيا 1 – 3، وسيبعد أيضا مدربه «ليونيل سكولاني» بعض الشيء عن دائرة الانتقادات، وقد أظهرت فرحة العناصر الأرجنتينية والأطر التقنية، سواء عند تسجيل الهدف أو عند نهاية المبارة، حجم الضغط الذي كانوا تحته، كما كملت فرحتهم بحصولهم على 500 مليون سنتيم، اشترطها الاتحاد الأرجنتين لمواجهة المغرب.