لايزال المستودع المجاور للورش «الدموي» الذي كان مسرحا لوقوع مأساة أودت بحياة عاملي بناء الأسبوع المنصرم، بملتقى شارع لاجيروند وزنقة دمياط، بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، يتداعى قطعة قطعة، وفي كل يوم تسقط حجرة، دون أن يتدخل أصحاب هذا العقار لإزالة الجدران المتهالكة المحيطة به، ودون أن تتحمّل مصالح الجماعة الحضرية للدارالبيضاء مسؤوليتها حيال أية كارثة محتملة الحدوث، والتي تنذر الجدران المتهالكة بوقوعها في أية لحظة، ما دام المارة يواصلون سيرهم على الرصيف المحاذي لها، وما دام التلاميذ يركضون في ساحة مؤسستهم التعليمية تحت السور الخلفي للمستودع المطلّ عليهم، رغم قيام مصالح مقاطعة مرس السلطان بالإجراءات الإدارية ورمي كرة المسؤولية في مرمى مجلس المدينة، وفق مصادر جماعية. مستودع ليس هو الوحيد الذي يشكّل خطرا على حياة المواطنين والمارة، فهناك عشرات المستودعات المتهالكة جدرانها والمتآكلة أسوارها التي تنتصب «معالمها» عالية، تظهر «شموخا» حجريا ظاهريا، لكنها تخفي ضعفا باطنيا وعلّة تنخر الحجارة والحديد المشكّل لها، منذرة بتداعيها في كل لحظة وحين. مستودعات من قبيل ذلك المتواجد بزنقة الزهور قبالة مدرسة مولاي اسماعيل، وآخر بزنقة دمياط، وأخرى بشارع لاجيروند والأزقة المتفرعة عنه، كلها بنايات مهجورة، تشهد على حقبة معمارية تعود للقرن الماضي، والتي أهملت وتُركت على حالتها، البعض منها يستغل كمخازن والبعض الآخر يضم متلاشيات داخله، وأخرى عبارة عن عقارات فارغة بناياتها أغلقت بالإسمنت والآجور، بعدما أصبحت تستغل في ممارسات شائنة وبات يأوي إلي داخلها من لا مأوى له وتحبل بالكثير من السلوكات غير القويمة! فضاءات المفروض أن يتم إحصاؤها على عجل، وأن تقف على وضعيتها لجنة مختلطة مكونة من كافة المصالح المعنية والجهات المتدخلة، من سلطات ومنتخبين ووقاية مدنية وأمن وغيرهم، حتى يتسنى اتخاذ قرارات آنية بشأنها، لا مجرد الاكتفاء بمعاينات وتدبيج مراسلات ورقية لا يجد مضمونها – في الغالب – طريقه إلى التصريف والتنزيل العاجل، ويكون الهاجس المتحكم في صياغتها إخلاء المسؤولية من جانب أحاذي وتحميلها لجهة أخرى، والحال أن الأمر يتعلق بحياة مواطنين يمكن أن تُزهق في أية لحظة، إذا ما تداعى سور من الأسوار أو تهاوى جدار من الجدران؟