يوم 24 من نونبر المنصرم أقدمت شابة «ماجدة « من مواليد سنة 1982 ، من عائلة طبية معروفة بالمدينة على وضع حد لحياتها بإقامة في شارع هولندابطنجة ،وقيل بأنها أقدمت على الانتحار بسبب مشاكل مع زوجها الفرنسي. ويوم 27 من نفس الشهر ، أقدمت شابة أخرى « دعاء « تبلغ من العمر 18 سنة على شرب مبيد سام «دواء الفئران « مودعة هدا العالم ، دون معرفة السبب وراء انتحار شابة في مقتبل العمر . ويوم 3 من دجنبر الجاري ، أقدم العون القضائي « هشام» من أبناء حي المصلى على شنق نفسه ، وترك رسالة لزوجته يقول فيها «اللهم نقتل نفسي أحسن ميقتلوني ، موضحا بأنه مدين لزبائنه بمبالغ مالية مهمة لا يستطيع أداءها. ويوم السبت المنصرم 5 دجنبر سجلت طنجة ثلاث حالات للانتحار، الأولى كانت بحدائق الأندلس ، بطريق مالابطا ، حيث رمى أستاذ نفسه من الطابق الثالث للعمارة عن عمر يناهز 50 سنة . وحسب جيرانه فإن الأستاذ كان يعاني من مرض نفسي مند مدة طويلة، وأنه كان يعالج لدى طبيب مختص . والثانية تتعلق بشاب يبلغ من العمر 25 سنة «عبد الإله» نزيل مستشفى الرازي بحي بني مكادة المتخصص في الأمراض العقلية والنفسية .وقال شهود عيان من المستشفى بأنه في حدود الساعة الثانية عشر زوالا ، أقدم هدا الشاب الذي يعاني اضطرابات نفسية على الانتحار . أما الحالة الثالثة لليوم الأسود، كما أطلقت عليه وسائل الإعلام بطنجة، فتتعلق بجثة تم العثور عليها في السكة الحديدية ، ما بين المنطقتين الصناعيتين مغوغة والمجد ، وتعود لجثة شاب في العشرينيات من عمره، مجهول الهوية لحد كتابة هذه السطور. وقالت مصادر رسمية إن هذا الشاب أقدم على شنق نفسه في عمود حديدي بالقرب من السكة، فتم أخد بصماته للتعرف على هويته. ولوحظ بأن ظاهرة الانتحار ازدادت خلال السنوات الأخيرة بالمغرب بشكل لافت للانتباه ، حيث تعدى المغرب المعدل الدولي لهده الظاهرة ، حيث سجلت سنة 2013 ، 900 حالة انتحار مصرح بها من طرف الإدارة العامة للآمن الوطني ، و413 حالة انتحار، أحصتها مصالح الدرك الملكي، بالإضافة إلى الحالات التي لم يتم إحصاؤها ولم تسجلها المصالح الرسمية، وهو رقم خطير بالمقارنة مع السنوات الفارطة التي لم يكن فيها المغاربة يفكرون في الانتحار. 2134 من هذه الحالات المسجلة سنة 2013، تمت شنقا: 65 في المائة منهم ذكور مع تسجيل خلال نفس السنة 700 محاولة انتحار، باءت بالفشل فترى ماذا أصاب المجتمع المغربي ؟؟؟ يقول أستاذ جامعي متخصص بأن أزيد من 16 في المائة من المغاربة يفكرون في الانتحار، وأزيد من 6 في المائة يعانون الاكتئاب بمختلف تنوعاته بسبب أمراض نفسية معروفة بالإضافة إلى الوضعية الاجتماعية والاقتصادية. فأهم هذه الأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى إصابة المنتحر بالاكتئاب الحاد ، أو ما يعرف عند المتخصصين ب «الميلانكوليا «? أو انفصام الشخصية أو الاضطراب الحاد أو الإدمان على المخدرات والكحول ... إلى غيرها من الأسباب ، علما بأنه ينتحر شخص على رأس كل 40 ثانية في العالم، حيث سجلت المنظمات الدولية المختصة، انتحار مليون شخص سنويا، وأزيد من 20 مليون محاولة انتحار. ويدعو المختصون المغاربة مع ارتفاع حالات الانتحار بالمغرب، إلى ضرورة إنشاء مراكز متخصصة بالطب النفسي من أجل الوقاية من الإقدام أو التفكير في الانتحار ، مسجلين غياب الطب النفسي في المستشفيات العمومية وغيابه في المدارس والمجتمع بصفة عامة مع قلة الأطباء النفسيين ،بالإضافة إلى إشكالية عدم تقبل المجتمع فكرة الذهاب لطبيب نفساني ، و حتى الذين اقتنعوا بزيارة هذا النوع من الطب ، فيكون ذلك سريا.