انعقد بمدينة تطوان المغربية الملتقى التكويني الاول لإتحاد الشبيبة الإشتراكية الديمقراطية في العالم أيام 4 و 5 و 6 و 7 و 8 دجنبر 2014، تحت شعار «من أجل مشاركة فعالة للشباب في تدبير الشأن العام بالمنطقة العربية». و قد شكلت الجلسة الافتتاحية المنعقدة بمدبنة واد لو لحظة متميزة لهذه الدورة التكوينية والتي ترأسها الكاتب الاول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية السيد إدريس لشكر و بحضور أعضاء الأمانة العامة لإتحاد الشبيبة الإشتراكية الديمقراطية بالعالم العربي ، والسيدة كريستينا بيرك مديرة مكتب مؤسسة فريدريش إيبرت بالمغرب و ووفد عن المكتب الوطني لشبيبة الإتحادية بقيادة كاتبها العام عبدالله صيبري. ومن خلال الورشات واللقاءات الداخلية التي أطرها نخبة من الأساتذة و والخبراء و الباحثين ، و بعد سلسلة من النقاشات العميقة، الهادئة و الرزينة بين مختلف المشاركين و المشاركات حول مختلف مجالات اهتمامهم بعد الربيع العربي و الذين ينتمون لكل من العراق، فلسطين، المغرب، لبنان، اليمن، الأردن، مصر، ليبيا، و موريطانبيا، الجزائر. و في أعقاب ذلك عقدت الأمانة العامة لاتحاد الشبيبة الإشتراكية الديمقراطية بالعالم العربي إجتماعاً لها مساء الجمعة 05 دجنبر 2014 على هامش فعاليات هذا الملتقى التكويني و بعد العرض الذي قدمه الأمين العام للإتحاد رائد بوحمدان، و كذا العرض الذي تقدم به الحسين الحسني الامين العام المكلف بالعلاقات الدولية و بالعضوية حول المسار التحضيري لهذا الملتقى و مختلف طلبات العضوية التي توصلت بها الأمانة العامة، و الاستماع لباقي العروض التي تقدم بها باقي أعضاء الأمانة العامة للاتحاد كل حسب ملف اختصاصه، وبعد نقاش مستفيض بين أعضاء الأمانة العامة خلص الاجتماع لما يلي: 1- تأكيد الأمانة العامة أن هذا الملتقى التكويني المنعقد بمدينة تطوان المغربية قد شكل لحظة متميزة للشباب العربي للحوار الرزين والهاديء والنقاش العميق حول الإشكالات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية التي تهم مختلف البلدان العربية وخاصة الشباب، وقد شكلت جلستة الإفتتاحية حدثا سياسيا مميزا سواء على مستوى جهة طنجة- تطوان بشكل عام أ و على مستوى إقليمتطوان بشكل خاص. 2- تهنيئة جميع المشاركين و المشاركات و المنظمين في المكتب الوطني للشبيبة الإتحادية و الكتابة الإقليمية للحزب بتطوان وفي مقدمتهم النائب البرلماني لإقليمتطوان ورئيس المجلس البلدي لمدينة واد لو السيد محمد الملاحي، و كذا المكلف بالعلاقات الدولية و العضوية في الإتحاد و منسق هذا الملتقى الحسين الحسني على النجاح الكبير والعمل الجاد الذي قاموا به لإنجاح هذا المخيم، وعلى حسن الإستقبال والضيافة، وتنوه بالشراكة الجيدة مع مكتب مؤسسة فريدريش إيبرت بالمغرب، و تتقدم بالشكر الجزيل لمديرته السيدة كريستينا بيرك و باقي العاملين معها بهذا المكتب لما قدموه من دعم مادي ومعنوي لإنجاح هذا الملتقى، وتحيي كل فعالية او مبادرة هادفة تقترحها أي منظمة عضو بالاتحاد ترمي الى اخراج الشباب من وضعية الجمود الى وضعية الفاعل السياسي الحقيقي في محيطه. 2- كما تنوه الامانة بالادوار الطلائعية التي تلعبها مختلف الاحزاب الإشتراكية في العالم العربي بصفة عامة و الدور الذي يلعبه الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية كحزب إشتراكي ديمقراطي في جمع أطياف المعارضة المغربية لتشكيل جبهة ديمقراطية حداثية في مواجهة المد الرجعي المحافظ. 3- إعتبار أن المؤتمر التأسيسي المنعقد بالرباط و المخيم الصيفي المنظم بجبال لبنان و الملتقى التكويني المنظم بتطوان قد شكلوا منعطفاً تاريخيا في مسار العمل الشبابي بالعالم العربي و الذين قدموا تشريحاً مدققا للوضعية الشبابية بمنطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط بعد الربيع العربي و ما يتطلبه ذلك من يقظة ونهضة شبابية لتقديم إيجابات عن مختلف الإشكاليات والتي شكلت ارضية عمل الإتحاد خلال المرحلة المقبلة. 4- تأكيد الأمانة العامة على استكمال خطة العمل التي انطلقت بمؤتمر الاتحاد الأول الذي عقد في الرباط في فبراير من العام الحالي، و التي تعتبر احدى محطاتها الرئيسية اليوم في فعاليات هذا الملتقى التكويني. و يكون استكمالها بسلسلة نشاطات تطال القضايا السياسية المشتركة وتعالج هموم الشباب الاقتصادية الاجتماعية، التربوية والتعليمية و الصحية، الرياضية و البيئية، والتي سيتم إكمالها بعقد عدة أنشطة إشعاعية و سياسية خلال الأشهر المقبلة بعدد من الدول العربية بهدف نشر ثقافة الاعتدال والانفتاح والديمقراطية في زمن التعصب والتطرف الذي يسود مجتمعات المنطقة ويهدد شبابها. 5- و أمام المنعطف الخطير الذي يمر به العالم العربي اليوم و ما يتعرض له من إستهداف من قبل الدول الإمبريالية لتفتيت أوصال الاوطان و الشعوب، فإن الأمانة العامة تعتبر ان القضية الفلسطينة هي القضية المحورية لدى الاتحاد ولدى كل منظماته وأعضائه، وان ما يحدث في العالم العربي لن يرجع بمكانتها الى الوراء بل على العكس من ذلك سيجعلها على سلم الاولويات وسيقوي الالتفاف حولها والدفاع عنها، و هنا فإن الأمانة العامة تشيد بالدور الذي تقوم به كل الدول العربية في هذا البالب و خاصة مصر و المملكة الاردنية الهاشمية و رئاسة لجنة القدس الشريف. كما تؤكد إلتزامها بالعمل من أجل السلم والاستقرار السياسي وصيانة الاستقلال الوطني و سيادة كل دولة و حرية قرارها السياسي، كما تؤكد تشبثها بالوحدة الترابية لكل بلد عربي، و تنبه لبعض الإنزلاقات و النزوعات المتطرفة و الإنفصالية لبعض الحركات في عدد من الأقطار العربية، و تندد بما تقوم به بعض المجموعات المسلحة من عنف في كل من اليمن وليبيا، و تعتبر أن ارساء الديمقراطية يتطلب مواصلة الاصلاحات السياسية و الإنتقالات السلمية للسلطة ارتكازاً على مقاربة تشاركية تدمج كافة الفاعلين و منهم الشباب، درءاً للتشنجات التي تقوض الاستقرار والتعايش بين مختلف شرائح المجتمع، وهنا فإن الأمانة العامة تشيد بالدور الذي تقوم جبهة القوى الإشتراكية في الجزائر، وتكتل القوى الديمقراطية في موريطانيا و الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي من أجل إنتقال هاديء و سلمي في هذه الاقطار الشقيقة. 6- كما ان الأمانة العامة تشجب كل الدعوات الرامية الى نشر افكار الحقد والعنف والتكفير و اللامساواة بين الافراد و تثمن جهود القوى الديمقراطية من أجل اشعاع علاقات قائمة على المساواة في الحقوق بين الجميع دون تمييز بسبب الجنس او اللون أو العرق أو الدين، و تطالب مختلف الدول العربية بضرورة إحترام و صيانة حقوق جميع الافراد و الجماعات، و خاصة في كل من العراق و سورياولبنان، و هنا فإن الأمانة العامة تشيد بالتقدم الديمقراطي و الحقوقي في عدد من الدول العربية و تشيد بالتجربة الديمقراطية الفتيىة بتونس، و تهنيء المغرب بنجاح أشغال المنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي إحتضنته مدينة مراكش، و هذا خير دليل على القفزة الديمقراطية و الحقوقية بهذه الاقطار بشكل خاص و بالمنطقة العربية بشكل عام. الامانة العامة لإتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي. و كانت الأمانة العامة لإتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية قد توصلت بكلمة من الهيئة التنسيقية للمنتدى الديمقراطي الإجتماعي العربي، و هذا نصها: الأستاذ ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الاخوة في الأمانة العامة لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي الاخوة في قيادات الشبيبة الاتحادية والمنظمات الشبابية الدولية والاقليمية السيدة مديرة مؤسسة فريديريك أبيرت حضرات السيدات والسادة يسعدني باسم الهيئة التنسيقية للمنتدى الديمقراطي الاجتماعي العربي أن أتوجه اليكم بأطيب التحيات الأخوية المفعمة بمشاعر العطف والتقدير والاعتزاز، كما يسرني أن أشكركم جزيل الشكر على تفضلكم بدعوة المنتدى الديمقراطي الاجتماعي العربي للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة التكوينية لفائدة المنظمات الأعضاء في الاتحاد. اننا نعتبر دعوتكم الكريمة تكريسا وتعزيزا لمتانة العلاقة العضوية التي تجمع المنتدى العربي باتحادكم الشبابي، وهي دعوة تشكل برهانا ساطعا على أنكم تنظيما شبابيا عربيا تقدميا ومنفتحا ، تنظيما مؤمنا بقيم الحوار والتعاون، ومنخرطا في مشروع نهضوي وحداثي شامل وطموح .قبل حوالي سنة ونصف احتضنت مدينة الرباط الاجتماع التأسيسي للمنتدى الديمقراطي الاجتماعي العربي في سياق التفاعلات المتلاحقة لانتفاضات الشعوب العربية، وكان هذا الاجتماع الذي شاركتم كشباب عربي تقدمي في اغناء مشروعه و انجاح أشغاله، مناسبة أيضا لفتح نقاش غني ومثمر حول أفضل الصيغ التنظيمية لتوحيد كلمتكم وتفعيل ارادتكم ضمن منظمة إقليمية تضم مختلف التنظيمات الشبابية الاشتراكية الديمقراطية من العالم العربي .ولعلكم تتذكرون أيضا أن المنتدى الديمقراطي الاجتماعي العربي عندما أقر في اجتماع الرباط الوثيقة المؤطرة لرؤيته السياسية واعتمد لوائحه التنظيمية ، فانه في نفس الآن صادق على التوصيات التي أعدها شباب ونساء المنتدى الذين أعلنوا عن تأسيس اطاراتهم التنظيمية. بعد ذلك تابعنا باهتمام واعجاب مواصلة جهودكم في ارساء هياكل منظمتكم وفي توطيد علاقاتكم الداخلية والخارجية وفي تنويع مبادراتكم ، حيث دعوتم الى تنظيم المخيم الصيفي الأول لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية بالعالم العربي بلبنان في شهر شتمبر المنصرم . وها أنتم اليوم تجتمعون مرة أخرى في دورة تكوينية هادفة تستحقون كل تهانينا الصادقة على حسن تحضيرها وجودة مضامينها وقوة اشعاعها.ان تفكيركم في برمجة دورة تكوينية حول تقنيات الريادة وآليات المشاركة السياسية، هو تفكير في منتهى النضج والمسؤولية، و ينم عن شعوركم بالحاجة الملحة الى التكوين في مجال الممارسة السياسية المسؤولة ، وفي مجال التأهيل الأمثل للطاقات الشبابية حتى تتمكن من الاضطلاع بدورها الوازن والحاسم في مسارات التغيير والاصلاح في المجتمعات العربية. نعم أيها الاخوة الأعزاء ان الثورات الشعبية كما أثبتت ذلك تقلبات وانتكاسات الربيع العربي لا يمكن أن تراهن فقط على الشبكات الاجتماعية وعلى تقيات التواصل الجديدة، ولا يمكن لهذه الثورات أن تحقق مطامح الشعوب العربية في التحرر والديمقراطية والكرامة بمجرد النزول الجماهيري الى الميادين والساحات، ولا يمكن لهذه الثورات أن تنتج فعلا اصلاحيا عميقا وبنيويا بمجرد الانتهاء من اسقاط بعض رموز الاستبداد والتسلط. ان الثورة الحقيقية كما نظر لها كبار الثوار على امتداد تاريخ الانسانية هي الثورة التي تجمع بين النظرية والممارسة، وهي التي تجعل من المعرفة سندا للقرار السياسي، ومن الرؤية الفكرية دعامة للزعامة السياسية. لذلك فحتى لا يبقى الشباب العربي هو الضحية الأولى في المجتمعات السلطوية، وهو الحطب المحترق الذي يغذي نيران الثورات، وهو المطعون من الخلف بعد هدوء الانتفاضات. وحتى لا يبقى الشباب فاقدا لبوصلته في ملعب الكبار، عليه أن يتسلح قبل كل شيئ بسلاح المعرفة ، وأن يوظف هذه المعرفة في ابداع أفضل الصيغ في التنظيم والتعبئة والتواصل ، وأن يبتكر أجود المقاربات في الاصلاح والتغيير، وأن يدرك تمام الوعي أن الطاقة الشبابية المثقفة ثقافة واسعة والمكونة تكوينا جيدا، لا يمكن أن تكون مجرد فورة شبابية معزولة ، أو فعلا حماسيا عابرا، وانما رافدا خصبا من روافد الحركة الديمقراطية الاجتماعية التي تشق طريقها بإصرار نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. أتمنى لأشغال دورتكم التكوينية كامل النجاح والتوفيق.....والسلام محمد بنعبد القادر عن الهيئة التنسيقية للمنتدى الديمقراطي الاجتماعي العربي