عبر منتجو الطماطم، في كل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، عن قلقهم وتخوفهم الكبيرين من الارتفاع المطرد الذي تشهده الصادرات المغربية من الطماطم إلى بلدان الاتحاد الأوربي. فحسب الأرقام التي أصدرها سوق «سان شارل» الفرنسية، التي تعتبر أهم مدخل للصادرات المغربية نحو أوربا، فإن حجم الصادرات المغربية من الطماطم سجل ارتفاعا بنسبة 66% خلال شهر أكتوبر الماضي، مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي، كما أن الأرقام المسجلة شهر نونبر 2014 تتجاوز النسبة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي بحوالي 55%. ولقد أزعجت هذه الأرقام المنتجين الأوربيين في البلدان الثلاثة المذكورة، ويفكرون بجدية، حسب ما أوردته تقارير أوربية مقربة منهم، في نقل تخوفاتهم إلى المسؤولين في الاتحاد الأوربي لتدارس سبل وقف هذا المنحى المتزايد للصادرات المغربية. وذكرت ذات التقارير أن المنتجين الأوربيين طلبوا فعلا من اللجنة الأوربية اتخاذ إجراءات حمائية، وإعادة النظر في حجم الصادرات المغربية نحو الاتحاد الأوربي، مبررين هذه المطالب بتكبدهم خسارات جسيمة بسبب المنافسة القوية من الطماطم المغربية. ومعلوم أن هذه الفترة من السنة تشهد عادة نفس المناورات من جانب المنتجين الأوربيين، حيث يتزايد الإقبال على الطماطم المغربية، خصوصا أن الإنتاج يشهد تزايدا كبيرا في هذه الفترة. وسبق أن شن نفس المنتجين الأوربيين العام الماضي هجوما شرسا على الطماطم المغربية، جعل المجلس الأوربي للفلاحة والصيد يصادق حينها على القانون الجديد لإصلاح السياسة الزراعية المشتركة « CAP» والمتضمن لتعديلات نظام أسعار ولوج الخضر والفواكه إلى الأسواق الأوروبية الذي سبق أن صادقت عليه لجنة الفلاحة في البرلمان الأوربي.