احتل قطاع صناعة السيارات بالمغرب خلال 2018 مركز الصدارة على مستوى الصادرات الوطنية، حيث بلغ مجموع صادرات القطاع أزيد من 65 مليار درهم بنمو فاق 10.7 في المئة مقارنة مع عام 2017، ضمنها 35 مليار درهم من صادرات السيارات المصنعة محليا، و 23 مليار درهم لصادرات الأسلاك الكهربائية للسيارات، واستحوذ القطاع على نسبة 44.5 في المئة من الصادرات الصناعية مسجلا أعلى نسبة على مستوى إحداث فرص الشغل عبر خلقه 85 ألف فرصة عمل جديدة، وهو ما يجعل صناعة السيارات تتقدم بسرعة متجهةً نحو بلوغ هدف أزيد من 100 مليار درهم على مستوى التصدير وإنتاج مليون سيارة من الآن وإلى غاية سنة 2025 . وفي هذا السياق كشف وزير التجارة والصناعة مولاي حفيظ العلمي، في كلمته أول أمس خلال الدورة السادسة لملتقى «أطوموتيف» الذي ينعقد بطنجة بين 6 و8 فبراير الجاري، أن أزيد من 50 مصنعا « جرينفيلد « هي الآن في طور الإنشاء لمُصنعي معدات السيارات من الدرجة الأولى، وهي مصانع ستعمل على تأمين التقارب نحو أهداف المنظومات الصناعية لاسيما إحداث فرص الشغل، وترسيخ الاندماج المحلي، والأداء الجيد على مستوى التصدير. وأكد الوزير أن «القطاع أصبح اليوم أكبر قطاع مصدر بحوالي 70 مليار درهم ، وهو ما يرتقي بالمغرب إلى مرتبة أول منتج للسيارات بإفريقيا، مضيفا أن القطاع حقق أيضا حوالي 3 مليارات أورو من صادرات قطع الغيار (ملياري أورو لرونو ومليار أورو لبي إس أ)، وهي الأرقام التي «سيتم تنقيحها نحو الزيادة بالتأكيد». وتابع أن قطاع السيارات تعزز أيضا باستقرار حوالي 200 شركة من المجهزين ومصنعي أجزاء السيارات بالمغرب، بفضل موقعه الجغرافي الاستثنائي، وبنياته التحتية الطرقية والطرق السيارة والموانئ والمنصات الصناعية «العالية الجودة»، واستقراره السياسي والاقتصادي. وفي معرض حديثه عن الأهداف المسطرة للقطاع، شدد العلمي على ضرورة رفع القدرة الإنتاجية إلى مليون عربة سنويا، ورقم المعاملات في التصدير إلى أزيد من 100 مليار درهم. وأوضح العلمي، أن عاصمة البوغاز استقطبت أزيد من 150 فاعلا بارزا في صناعة السيارات، من مختلف القارات (ألمانيا، النمسا، كوريا الجنوبية، إسبانيا، فرنسا، الهند، إيطاليا، اليابان، ماليزيا، المغرب، المكسيك، البرتغال ورومانيا). ماجعل هذه المدينة رمزا لازدهار صناعة السيارات ببنية تحتية مينائية وصناعية ذات مستوى عال (ميناء طنجة المتوسط، المجمع الصناعي رونو لطنجة المتوسط) ونسيجا إنتاجيا ناضجا وكثيفا، يضم مصنعي المعدات الأصلية ذوي صيت عالمي. ولتعزيز عرض التكوين لفائدة مهن صناعة السيارات تم توقيع أربع اتفاقيات لمواكبة المنظومات الصناعية لقطاع السيارات على مستوى الكفاءات وذلك من طرف الحكومة والجمعية المغربية لصناعة وتركيب السيارات ومجموعة PSA المغرب ومجموعة رونو المغرب.