تحت شعار «جميعا نحو مجتمع شامل»، نظمت مدرسة الخنساء بخنيفرة، «الملتقى الأول للتلميذات والتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة»، الذي تم احتضان فعالياته بين فضاء المؤسسة والمركب الثقافي أبو القاسم الزياني، وشملت عدة أنشطة ترفيهية وتربوية وثقافية وفنية متنوعة لفائدة أطفال وتلاميذ أقسام الإدماج المدرسي لذوي الاحتياجات الخاصة، علما بوجود أزيد من 170 طفلة وطفلا، موزعين على 9 أقسام خاصة بخنيفرة، تم إدماج 13 منها بالفصول العادية بمختلف الأسلاك التعليمية، أسوة بأقرانهم الطبيعيين، وذلك من باب إنجاح فلسفة الإدماج المنصوص عليها ضمن الميثاق الوطني للتربية والتكوين والإعلان العالمي لحقوق الطفل. وقد رفع الستار عن فعاليات الملتقى، المنظم بشراكة مع «المدرسة العليا للتكنولوجيا» و»مؤسسة الإبداع الفني والأدبي»، ودعم من وكالة للتأمينات بخنيفرة، بتنظيم ورشات فنية وتربوية لفائدة الأطفال المعنيين، قام بتأطيرها أطر من مدرسة الخنساء وطلبة من المدرسة العليا ومؤسسة الإبداع، في سبيل تنمية مواهب هؤلاء الأطفال، وتطوير شخصياتهم، ومساعدتهم على التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم ومكنوناتهم، عبر مساحة حرة من الرسم والألوان، حيث جرت الورشات في جو من التفاعل والحماس والإبداع، ولم يفت المنظمين فيها إشراك ذات الأطفال في ألعاب تنافسية متنوعة، توجت بحفل حناء وبتوزيع شهادات تحفيزية على الفائزين في المسابقات التي تم تنظيمها بمناسبة «الأسبوع الوطني للتعاون المدرسي» في شتى المجالات. وفي مساء اليوم ذاته، تميز الملتقى بتنظيم عرض شريطي فيديو في موضوع يتعلق بالإعاقة، وبالكيفية التي مكنت بعض الأشخاص، بالمغرب وخارجه، من التسلح بروح الإرادة والتحدي لأجل الوصول إلى تحقيق النجاح بشكل طبيعي، وقد تم اختيار الشريطين في إطار الرفع من القدرات النفسية والمعنوية لأمهات وأباء وأولياء فئة الأطفال المعنيين، والذي مناقشته من طرف ذ. توفيق البيض بمشاركة الممثل ومساعد المخرج السيد احمد غاسين، في حين تضمن البرنامج مشاركة عضو من المجلس العلمي المحلي، ذ. عباس أدعوش، بعرض تحت عنوان «فلسفة الاسلام تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة»، تم فيه استعراض مكانة المعاق في برامج المجلس، انطلاقا مما يكنه الدين الإسلامي الحنيف من رعاية لهذه الفئة، مستشهدا في ذلك ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبما عرفه التاريخ من علماء تحدوا الإعاقة. وصلة بالمناسبة، احتضن المركز الثقافي أبو القاسم الزياني، بخنيفرة، بعد زوال اليوم التالي، حفل اختتام الملتقى، والذي عرف حضورا لافتا لأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وفعاليات تربوية وجمعوية وإعلامية، إلى جانب أطر المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، يتقدمهم المدير الإقليمي، ذ. فؤاد باديس، ورئيس مصلحة الشؤون التربوية، ذ. سيدي محمد النوري، وممثلين عن المجلس العلمي المحلي والمدرسة العليا للتكنولوجيا، ومدرسين بأقسام الإدماج وفاعلين في مجال الإعاقة، حيث عاش الجميع في أجواء حميمية ميزتها مجموعة من الفقرات المتنوعة، شارك في أدائها تلاميذ مدرسة الخنساء، وطلبة المدرسة العليا، واختتمت بتوزيع شهادات تقديرية وتحفيزية، بينما تخللت الحفل كلمات بالمناسبة لرئيس مصلحة الشؤون التربوية، ذ. سيدي محمد النوري، مدير مدرسة الخنساء، ذ. مولاي اسماعيل العلوي، وممثل المدرسة العليا للتكنولوجيا، د. حسن موحداش، ورئيس وكالة التأمينات المدعمة للحفل. وخلال الحفل تقدم الباحث الجامعي في الشأن الحقوقي والقانوني، والمحامي المعروف، ذ. امحمد أقبلي، بعرض قانوني وحقوقي في موضوع الوضعية القانونية للأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، أو ما أسماهم بذوي المهارات الخاصة، مدليا بإحصائيات دقيقة حول الحاملين للإعاقة بشتى أنواعها على الصعيد الوطني، وبينهم كفاءات وأطر، ومنطلقا من مفهوم ومبادئ التنوع كأشخاص متنوعين في الحياة والمجتمع، قبل تفصيله في جانب التعابير والنصوص القانونية المتعلقة بالفئة المذكورة التي شدد على ضرورة تمتيعها بكامل الحقوق العامة والخاصة، وليس بمنطق الشفقة والمقاربة الإحسانية التي تكرس الاحتقار والتنقيص، كما دعا للوقوف على مدى التزام المغرب بالمواثيق الدولية الخاصة والقوانين الوطنية الملزمة في ما يتعلق بذات الشريحة المعنية بالأمر.