اعتبر الفنان التشكيلي الفلسطيني أنس سلامة، المقيم بالنرويج، أن الفن التشكيلي المغربي يتميز بتعدد روافده ومقارباته الثقافية. وقال الفنان أنس سلامة، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء بأوسلو، إن الفن التشكيلي المغربي له حضوره المميز على المستوى العربي وبالبلدان الغربية نظرا لتعدد مقارباته التشكيلية وخصائصه الثقافية المتميزة. وأوضح الفنان سلامة، المنحدر من أسرة فلسطينية شردت من قرية الجاعونة الواقعة في شمال فلسطين خلال نكبة فلسطين الكبرى سنة 1948، أن ذلك يغني المقاربات التشكيلية، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على فنانين بثقافات مختلفة يعيشون في دائرة ترابية واحدة وهي ميزة لا توجد في بلدان أخرى. وأبرز هذا الفنان الفلسطيني، وهو من مواليد مخيم اليرموك سنة 1979، أن الفن التشكيلي المغربي يتمتع أيضا بمميزات خاصة على مستوى البيئة التي يستمد منها أعماله المختلفة، سواء التي تعرض في البلدان الغربية أو في البلدان العربية. وأشار إلى أن البيئة التي يعيش فيها الفنان تفرض نوعا معينا من الإبداع ونمطا خاصا في التعامل مع الريشة والألوان لإخراج عمل يلقى الترحيب من قبل المتلقي، معتبرا أن الفنانين التشكيليين المغاربة يستعملون ما يسمى ب"الألوان الحارة" المرتبطة بالبيئة والمكان. وأشار إلى أن المغرب أخرج عددا من الفنانين المتميزين، وهو من البلدان العربية التي تحتضن رسامين وفنانين تشكيليين لهم حضورهم العالمي، معتبرا أن لكل واحد منهم مفرداته الخاصة به. وأوضح الفنان الفلسطيني، الذي صقل موهبته الفنية خلال متابعته دراسته في مدارس مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، أن العالم كله أصبح يهتم بالفن التشكيلي لأنه يعبر بشكل متميز عن القضايا الواقعية للشعوب خاصة العربية منها. وذكر سلامة، العضو في اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية، أن الفنانين التشكيليين المغاربة لهم تجربة في التعبير الصادق عن الهموم العربية والإقليمية. واعتبر سلامة، الذي درس في مخيم اليرموك واهتم بالرسم والرسوم المتحركة التلفزيونية والديكور منذ صغره، أنه منذ أربع سنوات تحولت اهتمامات الفن التشكيلي العربي نحو التفاعل مع الأحداث الجارية في المنطقة العربية التي أثرت على الحركة التشكيلية بمختلف أنواعها. وأبرز سلامة، الذي درس بمركز ادهم إسماعيل للفنون التشكيلية بمدينة دمشق، وعمل مخرجا تلفزيونيا لبرامج خاصة بالأطفال من 2000 إلى 2011، أن الفنانين أصبحوا متأثرين بما يحيط بهم من الداخل والخارج باعتبار أن الجميع يبحث عن الحرية، وبالتالي عملوا على إدخال مفردات جديدة تسير نحو التعبير الصادق عن التطلع لهذه القيمة بمعناها الواسع. وأكد أن الفن التشكيلي يؤثر في الذوق العام وهو ما يؤشر على دوره الحيوي في الحياة وفي التغيير الاجتماعي والسلوك العام وفي الفكر والثقافة السائدة في الوطن العربي وخارجه. ودعا إلى تشكيل تكتل عربي للفنانين التشكيليين يتبنى أهداف محددة بطموحات كبيرة في التغيير من خلال الفن والتعبيرات المختلفة في الوطن العربي، مشيرا إلى أنه يمكن للفن التشكيلي أن يساهم بدور كبير في إحداث التغيير المنشود. ويرى أنس سلامة أن غياب إطار جامع للفنانين التشكيليين العرب راجع إلى انعدام التواصل الفعال بينهم، والذي من شأنه أن يظهر الإبداعات التشكيلية للمنطقة العربية إلى العالم خاصة البلدان الغربية. وأبرز أن من شروط نجاح الفنان التشكيلي في تبليغ رسالته الاجتماعية والثقافية تمتعه بالاستقلالية والحرية في اختيار الأعمال التي ينجزها، والمواضيع التي يريد التعبير عنها من خلال الريشة والألوان، داعيا إلى جعل العمل التشكيلي العربي فاعلا ومساهما في حركة التغيير بالنظر إلى الوعي المتزايد لدى سكان المنطقة العربية بأهمية دور الفنون في التنشئة الاجتماعية والتربوية والتثقيفية.