– كيف بدأت مسارات القصيدة عند الشاعرة فاتحة المجاهد؟ – في الحقيقة مساري في الشعر صدفة على صفحتي الفايسبوكية لن أنكرها ، لكن قبل ذلك كنت مكتئبة جدا في غبن من نفسي ومن حياتي قصدت حينها طبيبا نفسيا فبحت له بما يقلقني من شدة حزن وغضب كاد أن يؤدي بي الى فقدان البصر، لكنه صرح لي أني لست مريضة أو بي اكتئاب، وإنما هي ضغوطات خارجية تسيطر على أعصابي حينها بدأت أكتب ومضات بسيطة لأن الخجل من البوح كان يمنعني، ومرة كتبت تعليقا بصيغة شعرية على لوحة زيتية لأحد الفنانين التشكيلين بتطوان، والذي نشرها عنه الشاعر الاستاذ محمد مرصو في صفحته الخاصة وكما سبق وقلت إنه شاعر فإذا به يرد على تعليقي دون معرفة من أكون وقال لي أستاذة ما كتبته يوحي أنك شاعرة ، حينها تفاجأت في الرد وقلت داخلي: هل لأنه شاعر يرى الناس شعراء واستغربت ولكن بعدها توالت تعليقات أخرى في نفس الاتجاه ومن هنا كانت انطلاقة بعض من الومضات البسيطة عن بوح الصورة، فأخذت أبحث وأقرأ في صفحات الفايس لشعراء وأدخل غمار المبارزة الكتابية وليس الشعرية لاني كنت أكتب ولا أفكر كثيرا . الموهبة موجودة والقراءة بالعربية والشعر تحديدا منعدمة، لكن هذا لا يعني أني لا أجيدها .بالنسبة لي اللغة العربية أعشقها بالسمع أكثر كما لو أني أسمع موسيقى في نطقها من العموم ، والقرآن الكريم رفيقي كذلك ، لكن استفادتي من الفايسبوك كانت انطلاقتي في الشعر حتى أني أخذته منبري للقراءة. قد يعاب علي ذلك لكن بكل صراحة صفحة ا»لفايس» كانت كتابي أو كتبي التي لم أحملها بين يدي مدة طويلة. ومع الوقت وجدت تشجيعات من شعراء أكفاء ولا ننسى نصيحة الاستاذ الصحفي والكاتب والشاعر صلاح الوديع اللذي نصحني على صفحتي الفايسبوكية بالكتابة والانطلاق مع تجاهل انتقادات البعض لأني تطوانية، بالإضافة الى تشجيع الاستاذ حسن بيريش والاستاذة أسماء المصلوحي .كما أني كنت محظوظة ببورتريه من ملك البورتريهات حسن بيريش نشره على صفحته الفايسبوكية .بعدها انطلقت وكتبت بوتيرة حمقاء بدأت ببوح الصورة الى نهاية الشعر الحر حتى سمعت من الكثيرين عبارة: أنت نزارية الحرف نسبة لنزار القباني، مما جعلني أغتر نوعا ما ولا أهتم سوى ببوحي ونشره على صفحتي الخاصة . – لكل شاعر و شاعرة مرجعيته ما هي مرجعيتك و أنت تكتبين قصيدتك ؟ – ربما أنا غريبة عن الشعراء لأني لا أضع مخططا أو أسسا لكتابة القصيدة .عندما أنطلق فيها فهي التي تبدأني في الكتابة. فأجد القصيدة تسترسل عبر إحساسي حتى أنني لا أفكر مليا في القواعد والقوانين لأن لا قوانين تحكم الإلهام ، لكن هناك مرجعية تعمقت داخلي منذ صباي وفي مراهقتي لشاعرين عملاقين محمود درويش ونزار قباني، أما النسائية فأنا جد مبهورة بميسون السعودية الأصل دون استثناء الشعر العربي القديم أو المعاصر وكذا شعراء تطوان الغنية ثقافيا. ما يثيرني صدقا ذاك السهل الممتنع في الشعر .قد يقول البعض إني عشوائية السرد لكنه محبوب ويصل للعموم وهذا ما يميز تجربتي في تطوان وحتى في المغرب . – لماذا يلاحظ أن قصائدك كلها منصبة حول المرأة؟ – نعم كل قصائدي منصبة عن المرأة وما أنا إذن !!! ألست امرأة وأنثى ؟ …بطبيعة الحال سأدرج في الحرف معاناة وأحزان أنثى وأشدد على كلمة أنثى ، وحتى عندما تسعد المرأة لكن رغم أن أشعاري فيها بوح رومانسي يشعرك بسعادتها كعاشقة، إلا أنها رسائل مشفرة لصرخة الأنوثة المغتصبة لأن المرأة ذاتها أصبحت تهتم بالمظهر وتنسى الجوهر بمعنى ليس الجمال الاهم وانما الاحساس الانثوي داخلها.. حركاتها ، حديثها الهادئ. للأسف نحن وجدنا، أقصد المرأة، في عالم تسوده الذكورية وهناك مشاكل حياتية تصوغها الأنا للاسف ..ولن يفوتني هنا تأكيد أن الحب أساس الحياة ، وبفقدانه نفقد طعم الحياة . – هل هناك شعور خاص ينتابك بعد الانتهاء من كتابة قصائدك؟ – ماذا لو قلت لك إنه شعور ولادة بعدها بنوة كما لو أن القصيدة فلذة كبدي حتى التدخل فيها أكرهه. واذا طلب مني تغيير كلمة أو حرف فإنني أغضب وأرفض وهذا أزعج الكثير من المثقفين مع احترامي لهم وتقديري . سأخبرك شيئا غريبا ينتابني بعد كل قصيدة، أعود لأقرأها فأشك في نفسي كيف لي بكتابة تلك الكلمات في ثوان أو أقل من خمس دقائق . كلما كتبت وصدقت في حرفي أحس بالرضى والانتعاش وأتقبل أخطائي وضعفي فيها ، كل حرف فيه ذكرى أو يؤرخ لمشهد ما أو صورة. لن تتصور كم غيرتني شخصيا الكتابة. لقد جعلتني قوية كما لو أني أحمل سلاحا يحميني من طريق الحياة الشائك ،وفي حد ذاتها هي انتفاضة روح من الألم الذي لا يحكى إلا حرفا . – كيف تنظرين للمهرجانات الشعرية التي تشاركين فيها وهل تشكل لك إضافة ؟ – أكيد أن المهرجانات الشعرية تضيف للشاعر الكثير لكن لحد الساعة لم أشارك بعد في أي مهرجان شعري ربما لأني ما زلت في بداية الطريق ،لكن هذا لا يعني أني لم أشارك في صالونات شعرية مع جمعيات ثقافية استدعيت فيها لإلقاء الشعر والتقيت خلالها مبدعين وكتابا وشعراء ، كما شاركت في المسابقة الوطنية للكتابة الأدبية للقصة القصيرة والشعر والزجل مع نزيلات ونزلاء السجن المدني بتطوان كضيفة شرف وكعضوة في المسرح الأدبي ووجدت تشجيعا كبيرا . – هل من مشاريع وأعمال شعرية قادمة؟ – بخصوص الأعمال هناك أكثر من عمل، لكن المجال الثقافي نوعا ما يعوقه التشجيع المادي من الجهات المعنية وكل مشروع في صدده يتطلب من المثقف تضحيات ..كثيرا ما طرحت علي أسئلة في ما يخص إصدار ديوان لي… . من أعمالي هناك أغنية كتبتها عن تطوان بعنوان «تطوان المبدعة» هي فكرة الاستاذ الباحث في التراث خالد الشكري ومن تلحين خيرة الملحنين الكبار محمد شفيق بالرباط الذي لحن لعمالقة مطربي المغرب وتوزيع الموزع رضى الادريسي من الرباط كذلك ومن غناء المطربة الكبيرة أمال عبد القادر التطوانية والفنان عزيز شحرور من تطوان وقريبا ستخرج للوجود بإذن الله .وقبلها كتبت سيناريو مسرحية شعرية بها قصائد مشتركة بيني وبين الشاعر حميد يعقوبي ابن القنيطرة والشاعر محمد سعيد الحمام من تطوان وقد تبنتها جمعية المسرح الادبي لتطوان واخرجها الاستاذ المخرج رشيد بنزروق وهي في طور الإعداد والتجسيد لفرقة «القناع الذهبي» برئاسة الاستاذة مريم الوزاني وهي ايضا عضوة في جمعية المسرح الأدبي، كما أن هناك فكرة عمل ثان مشترك فيه عدد من مبدعي تطوان في مجال التجسيد المسرحي والشعر مازلنا نتحاور لإخراجه للوجود