صدر لعالم الاجتماع والمفكر التربوي مصطفى محسن– وفي إطار مواصلة إثرائه لمشروعه الفكري النقدي «المتعدد الأبعاد» – كتاب قيم جديد يحمل عنوان : «في الثقافة والاختلاف : نحو مقاربة سوسيوثقافية نقدية المسألة النسائية»، عن المركز الثقافي للكتاب ، الدارالبيضاء– بيروت ، الطبعة الأولى ، 218 . يعالج المؤلف في عمله هذا»قضية المرأة / النساء» عبر اعتماد «نموذج تحليل ثقافي» يعتبر»الثقافة»، في مدلولها السوسيوأنثروبولوجي الشمولي ، من بين آليات تجديد وتحليل وتفسير وفهم أهم شروط وعوامل وميكانيزمات اشتغال النسق المجتمعي العام في سياق سوسيوسياسيوقيمي ورمزي محدد في الزمان والمكان … ومعنى ذلك، حسب الباحث ، أن «منظومة القيم والرموز الثقافية»في فضاء مجتمعي معين هي التي تساهم – انطلاقا من كونها أحد مقومات وأسس وموجهات التنشئة الاجتماعية ، في الأسرة كما في المدرسة والإعلام ومختلف مؤسسات وفضاءات التربية والتثقيف وتكوين وإعداد الفرد / الإنسان / المواطن …- في تشكيل «الهوية النفسية –الاجتماعية»للأفراد والجماعات في ظل «ثقافة وطنية شمولية» محددة. وبذلك تساهم في تحديد وتفسير أهم معالم الاختلاف أو الائتلاف بين النوعين / الجنسين : المرأة والرجل ، وذلك ضمن خصوصيات وشروط إنتاج وإعادة إنتاج نظام سوسيوثقافي وحضاري معين محدد . كما يعزز المؤلف منظوره التحليلي النقدي بإحالات مرجعية وتوثيقية هامة ، وكذلك بمجموعة قيمة من «الملاحق» المختارة بعناية فائقة ، توسيعا لآفاق قراءات مفتوحة لأطروحات ومضامين الكتاب ، ومناقشتها بمنهج حواري منتج مفيد، وبرؤية شمولية للظاهرة المبحوثة : «المسألة النسائية» في مجمل ابعادها ودلالاتها المتعددة ، ولأساليب ومستويات التعامل معها في مواضعات وبنى وشروط سياسية وسوسيوثقافية تختلف وتتنوع بتباين معطيات الزمان والفضاء… لهذه الاعتبارات كلها، فإن هذا المنجز الجديد الجاد للسوسيولوجيمصطفى محسن جدير بأن يقرأ أو بأن تكون أفكاره ورؤاه النظرية والمنهجية في المقاربة والتحليل والفهم والتفسير …»تيمات»مولدة للتفكير والجدل والنقد، استهدافا لتأطير معرفي واجتماعي موضوعي ما أمكن ل «المسألة النسائية» . ولا سيما في كل هذه الظرفية التاريخية العصيبة، التي تشهد فيها مجتمعاتنا العربية تحولات عميقة مؤثرة جديدة ، وعلى صعد ومستويات سياسية ومعتقدية وقيمية وحضارية كثيرة متعددة ، وغير مسبوقة – نوعية وسياقا – في تاريخنا العربي الحديث منه والمعاصر بشكل خاص . باحث في قضايا التربية والتكوين والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان