انطلقت عملية هدم الفيلودروم ، حلبة الدارالبيضاء لسباق الدراجات، خلال نهاية الأسبوع الماضي،كما قرر ذلك مسؤولو الدارالبيضاء وهم يبرمجون مشروعا في نفس الوعاء العقاري، يروم إحداث حديقة حضرية بدل حلبة المضمار، و تضم هذه الحديقة مقاهي ومطاعم وفضاءات للرياضة والترفيه، وبحيرة مصغرة، ومسارات للمشي والركض، وفضاء للعب الأطفال، ومضمار للتزلج، وفضاءات خضراء ومحلات تجارية. وبزوال الفيلودروم، تفقد « الأميرة الصغيرة» الدراجة المغربية بجامعتها وبمركزها للتكوين، مقرها الوحيد الذي كان يحتضنها ويوفر لها الحضن الذي كان يأويها. الفيلودروم، حلبة سباق الدراجات، وضع حجر بناءه، سنة 1919، وفتحت أبوابه مؤقتا سنة 1921 ورسميا سنة 1923. ومنذ تلك السنة ظل مفتوحا حيا قائما، وفي سنة 1972، انتقلت جامعة الدراجات من لاكازابلونكيز حيث كان مقرها، لتستقر في هذا الفضاء. ومنذ ذاك الحين، وأسرة الدراجة المغربية تعيش في حضنه ويلتئم شملها هنا في هذا المكان.. اليوم وبعد 46 سنة يصدر في حقها حكم بالإفراغ. الفيلودروم ، لا يختلف اثنان حول ما يمثله من قيمة رياضية بالدرجة الأولى طبعا، ولا حول قيمته كموقع تاريخي مصنف كتراث وطني. على هذا الأساس، كان من المفروض على الجهة المالكة وهي هنا مجلس المدينة، أن تفكر في كيف تساهم في ضخ أوكسجين الحياة فيه حتى يواصل استنشاق الهواء ، لكن الرأي كان مخالفا، والقرار معاكسا، والفيلودروم سيتحول قريبا إلى فضاء بمرافق متعددة وبكل الخدمات إلا خدمة الرياضة. إنها معلمة تاريخية تخرج منها أبطال وأجيال من الأبطال التاريخيين للدراجة المغربية والعالمية . ممر فوق حلبة الفيلودروم أبطال وأساطير الدراجة المغربية، محمد الكورش وفراق وعبد الله قدور والجانطيكس والنجاري وبلبوج، الرحايلي وأيت أوفقير واللائحة طويلة. ففي الوقت الذي كنا نأمل أن تشيد فوقها حلبة جديدة بمواصفات عالمية حديثة وفي الوقت الذي كنا نحلم بأن تبنى حلبات في كل المدن والجهات هاهو حكم الإعدام ينفد سريعا على الفيلودروم . يشار إلى أن ملعب الفيلودروم أنفا بالدارالبيضاء، والذي يصنف على أنه تراث وطني، سيشخضع لمشروع إعادة تأهيله.حيث تم رصد مبلغ مالي بقيمة 15 مليون درهم لإعادة تأهيل هذا الملعب، الذي تم إنشاؤه على مساحة إجمالية قدرها 2.1 هكتار، تضمن حديقة حضرية تضم فضاءات للرياضة و الترفيه، و بحيرة مصغرة و مسارات للمشي و الركض، و فضاء للعب الأطفال و مضمار للتزلج، و فضاءات خضراء و محلات تجارية. و يندرج هذا المشروع حسب بلاغ رسمي، في إطار الإستراتيجية الشاملة لحماية و تثمين الموروث الثقافي، المادي و اللامادي و الطبيعي لمدينة الدار البيضاء. يشار إلى أن الفيلودروم بالدارالبيضاء كان يعتبر من أبرز حلبات سباق الدراجات في افريقيا إلى جانب حلبتي جنوب افريقيا والجزائر.