كشف عبد السلام بوطيب مدير المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، في تصريح لجريدة « الاتحاد الاشتراكي|» قبيل الانطلاق الرسمي لفعاليات الدورة السابعة من هاته التظاهرة السينمائية –الحقوقية الدولية، أن إدارة المهرجان قررت سحب صفة ضيفة شرف دورة هاته السنة من هولاندا، وبرر بوطيب اتخاذ هاته الخطوة غير المرجوة إلى العلاقات المتوترة والمستجدات الطارئة المسجلة مؤخرا بين المغرب و دولة هولاندا، موضحا أن المغرب لن يقبل ان تعطى له الدروس من أي كان، خاصة إذا تعلق الأمر بما هو داخلي وسيادي، مضيفا، في ذات التصريح ل» الاتحاد الاشتراكي» أن المغرب راكم تجربة كبيرة ومهمة في طي صفحة الماضي من خلال هيئة الانصاف والمصالحة التي اعتبرت تجربة رائدة في العالم، وبالتالي –يقول – إن مصلحة المغرب ومواطنية فوق كل اعتبار.. ومن ثمة فقد ترتب عن قرار سحب ضيف الشرف من هولندا، إلغاء التقليد الذي دأب عليه المهرجان المتمثل في توجيه الدعوة لسفير الدولة المستضافة لإلقاء كلمة خلال افتتاح المهرجان، كما هو حال مع سفيرة الهند السنة الماضية عندما كانت تمثل بلادها في هذا المهرجان. وأشار عبد السلام بوطيب في كلامته ل «الاتحاد الاشتراكي» أن قرار السحب يهم الصفة الرسمية للدولة المستضافة فقط، ولا يمس بأي حال من الأحوال المواطنين الهولنديين من الفنانين والسينمائيين سواء بمن فيهم من هم ذوو اصول مغربية من قبيل محمد ابوطالب عمدة مدينة روتردام بصفته الشخصية، ونجيب امهالي الكوميدي المغربي الذائع الصيت بهولاندا، والممثل المغربي العالمي ناصر دشار اللذين تم تكريمهما خلال جلسة الافتتاحاو غيرهم… وعلى ضوء هاته المستجدات انطلقت مساء أول أمس السبت فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، التي تميزت بالحضور الفعلي لرئيس الحكومة الإسباني الاسبق خوسي لويس تاباثيرو، من بداية حفل الافتتاح إلى نهايته بحضور جمهور سينمائي كثيف غصت به قاعة الخيمة السينمائية التي نصبت على ممشى منتزه «مارتشيكا» الجميل، وذلك غي غياب قاعة عروض متعددة الاختصاصات تواكب التنمية المحلية و الوطنية وتلبي تطلعات المبدعين والفنانين وقبل ذلك المواطنين في هاته المدينة البديعة والهادئة، التي استهوت مكرم الدورة تاباثيرو، الذي لم يتوانى عن أخذ كلمة مطولة، بعد تسلم درع المهرجان من عبد السلام بوطيبن المدير، رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم، أبرز من خلالها أهمية تبني مبادئ التسامح و الحوار ونبذ العنف و التعصب من أجل تحقيق السلم والسلام في كل بقاع العالم، خاصة على مستوى الحوض المتوسطي وإفريقيا، التي يحتفي المهرجان هاته الدورة بها، مختتما كلامه أن للمغرب مكانة خاصة له في قلبه بفعل الجوار والتاريخ المشترك.. قبل هاته المحطة الهامة في الحفل الافتتاحي للمهرجان، سجلت اللحظة تكريما خاصا آخر ونبيلا في حق نجلة المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي، السيدة عائشة الخطابي، التي عبرت في شريط قصير مصور لجمهور المهرجان، بعد أن تعذر عليها الحضور، عن اعتزازها بهاته الالتفاتة الكريمة تجاهها، مبدية دعمها لهاته التظاهرة ولكل التظاهرات التي تستهدف جعل المغرب لحمة واحدة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. وفي سياق تكريمات الدورة أيضا عرف حفل الافتتاح نجيب أمهالي، الممثل و الكوميدي الهولندي من اصول مغربية، ووالدة الفنان المغربي الهولندي العالمي نصر الدين دشار في |إطار ما يعرف في فقرة المهرجان «اجمل الامهات».. هذا، وقد تميز الحفل بتقديم عدة فقرات موسيقية بديعة قدمها كل من الفنان المغربي عبد الفتاح النكادي، الذي عمل على أداء اغنية باللغة الإسبانية، احتفاء بالضيف الإسباني الكبير رئيس الحكومة الاسبق خوسي لويس تاباثيرو و الموسيقي العراقي المميز نصير شمة، الذي عزف قطعة موسيقية مميزة تفاعل معها الجمهور، وكانت تحت عنوان « عالم بلا خوف»، الذي بدون شك سيكون موضوع أحد أفلام الدورة، التي ستكون تحت شعار «السينما بصيغة التعدد.. في استحضار ذاكرة نساء إفريقيا»، على مستوى الافلام القصيرة، فيما موضوع الأفلام الوثائقية التي ستتبارى في المهرجان سيكون ذا صلة بحوار الذاكرات والهويات والثقافات، وستبرز الحوار باعتباره نقيضا للصدام ومانعا للتعصب وداعما للإقرار بالحق في الاختلاف..أما مواضيع الأفلام الروائية الطويلة فستكون مفتوحة لمواضيع إنسانية واجتماعية وحقوقية متنوعة.. على هذا المستوى ستتنافس ثمانية أفلام طويلة على الظفر بجوائز المهرجان في هذا الصنف، وهي الجائزة الكبرى مارتشيكا وجائزة أحسن سيناريو وجائزة أحسن دور نسائي وجائزة أحسن دور رجالي. ويتعلق الأمر بأفلام «بلاك كرو» لطيفور أيدين (تركيا)، و»أفيرو» لماركوس لويزا (بوليفيا)، و»فارويل إيلا بيلا» للوازي مفوسي (جنوب إفريقيا)، و»لا أبيطاثيون» لماريا دييغو هيرنانديز (المكسيك)، و»لايلا إم» لميجك دي جونغ (هولندا)، و»غزية» لنبيل عيوش، «وإي دي برنتو إل أمينثير» لسيلفيو كيوتزي (الشيلي)، و»ذي إنتربرتر» لمارتن سوليك (سلوفاكيا). وفي صنف الأفلام القصيرة، تدخل غمار السباق ثمانية أفلام تمثل أوغندا ورواندا وتونس ومصر وفرنسا والمغرب. كما تتبارى على جوائز المهرجان في صنف الأفلام الوثائقية تسعة أفلام تمثل إسبانيا وفرنسا والشيلي وهولنداوتركيا وكندا وإيطاليا، فضلا عن المغرب. ويترأس لجنة التحكيم المخرج الهولندي هين بارنهورن (في صنف الفليم الطويل)، والأفغاني زكريا ملالا (الفيلم القصير)، والعراقي ناصر شمة (الوثائقي)، بالإضافة على الخصوص، إلى السينمائي المغربي نسيم عباسي والأمريكية دانا شوندولمير. ويتضمن برنامج هذه الدورة كذلك ندوات علمية وورشات تكوينية في مهن السينما، فضلا عن تكريم عدد من الأسماء الفنية والسينمائية.