مئات العائلات تابعت بكل شغف فقرات مهرجان الملحون والأغنية الوطنية، الذي نظمته جمعية الشيخ الجيلالي امتيرد. والذي كان في موعد دورته الخامسة. التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كل الفضاءات التي احتضنت فعاليات المهرجان كانت غاصة بالجماهير من كل الفئات العمرية، حيث استمتعت بالإضافة إلى قصائد الملحون، بفقرات من مختلف طيف التراث الشعبي المغربي. هكذا انطلاقا من 11 شتنبر الى غاية 15 منه، كانت العائلات تتقاطر، على قصر الباهية ودار الشريفة الاثرية والمسرح الملكي. الذي شهد ليلة استثنائية. جمعت أربع فرق من فناني الدقة المراكشية، في »”كور”« ضم أكثر من 100 فنان. تميزت الدورة الخامسة، التي تحتفي بعيد الشباب المجيد، وتخلد للذكرى الخمسين لتأسيس جمعية الشيخ الجيلالي امتيرد. بحضور مستشار الملك الدكتور عباس الجراري والكلمة التي ألقاها في حفل الافتتاح. ودعا من خلالها كل جمعيات الملحون في مختلف المدن المغربية إلى تأسيس إطار يوحد رجال الملحون. يكون عبارة عن رابطة وطنية تكون بمثابة صوت لهم وتوحد كلمتهم، منبها إلى أن هناك عائقا في إدخال الملحون إلى التراث العالمي، بفعل تشتت رجالاته وأعلامه. مذكرا بأن جلالة الملك، يولي عناية خاصة لهذا الفن المغربي الرائع. حيث أمر بإحداث لجنة موسوعة الملحون داخل أكاديمية المملكة كما أمر بان تنشأ أنطولوجية الملحون. كان المكرم الرئيسي في هذه الدورة هو الأستاذ عبد الرحمان الملحوني. أحد مؤسسي جمعية الشيخ الجيلالي امتيرد، وأحد أعلام فن الملحون والتراث الشعبي، والذي أضحى عضوا في أكاديمية المملكة المغربية. حيث قال عنه الدكتور عباس الجراري. بأن الملحوني كان في طليعة لجنة موسوعة الملحون. وقد ساهم بشكل كبير في إثراء أعمال هذه اللجنة، وأبرز الدكتور الجراري، انه تعرف على الملحوني، منذ ما يزيد عن خمسين سنة. عندما كان الجراري بصدد تهييء أطروحته عن فن الملحون. وكان يجوب مدن المغرب للاتصال بالأشياخ والمنشدين، وكان من اللازم أن يزور الحاج محمد بن عمر الملحوني، شيخ الأشياخ والد الأستاذ عبد الرحمان، حيث قضى في منزله ليلتين، وكان عبد الرحمان، وهو صغير من يقدم الكتب والأبحاث الموجودة في خزانة والده للدكتور عباس الجراري، مبرزا مكانة الرجل في النهوض بالملحون بمدينة مراكش، بعدما اشتد عوده ليبرهن أنه ابن الشيخ الكبير شيخ الأشياخ. عدة تكريمات تخللت فقرات برنامج الدورة الخامسة، منها تكريم فنان جيل جيلالة محمد الدرهم في الليلة الثانية من أيام المهرجان، بقصر الباهية الأثير. حيث حضر والي جهة مراكش أسفي. ورئيس الجهة ونائب عمدة مدينة مراكش، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، التي جاءت تهنئ الدرهم بهذا الاحتفاء. داخل مدينته، وقد أبى رفيقه مولاي عبد العزيز الطاهري إلى جانب صديقه الفنان العماري . إلا أن يقدم قصيدة زجلية جميلة تتحدث عن مسار وخصال المحتفى به، كما قدم الدرهم إلى جانب الطاهري ومجموعة من الفنانين مقتطفا مما يعرف في التراث الشعبي ب »”الواد”« تفاعل معها الجمهور بشكل كبير. وهو حفل التكريم الذي حضره أيضا رفيقاه في جيل جيلالة، عبد الكريم القسبيجي ومولاي الطاهر الأصبهاني. الليلة الثالثة، التي أقيمت بدار الشريفة عرفت تكريم فنانين كبيرين في مجال الملحون، ويتعلق الأمر بكل من عبد الجليل هشكاري ومحمد بن عمر. أما الليلة الرابعة، التي أقيمت بالمسرح الملكي. حيث استمتع الحاضرون بفن الدقة المراكشية على أصولها، فقد عرفت تكريم الفنان الكناوي عبد الكريم مرشان والحاج محمد الشماع الملقب ب “»النكر”«. وفي الليلة الأخيرة فقد استمتع الجمهور بقصر الباهية بأمسية تراثية في فن الحضرة الشفشاونية والحضرة العيساوية، قدمتها مجموعة “ارحوم البقالي للحضرة الشفشاونية” ومجموعة الطائفة العيساوية المراكشية، برئاسة المقدم الصريدي. كما تم خلال أيام المهرجان تنظيم ندوة فكرية بمشاركة ثلة من الدكاترة الباحثين من جامعات القاضي عياض وجامعة محمد الخامس وجامعة سيدي محمد بن عبد الله وابن زهر، تخللتها مداخلات ومجموعة من الشهادات والقصائد الملحونية، وقد تم جمع أعمال هذه الندوة في سفر جماعي فاق 700 نسخة، قدم للإستاذ عبد الرحمان الملحوني.