شرعت سلطات مدينة مليلية المحتلة، منذ أمس الاثنين، في تمديد ساعات فتح معبر طرخانة بين مدينتي الناظور ومليلية، من الاثنين إلى الجمعة إلى غاية الساعة العاشرة ليلا، وذلك من أجل تلبية الطلب المتزايد على المعابر البرية بين التراب الوطي و المدينةالمحتلة. ويعيش اقتصاد مدينة مليلية المحتلة الامرين بعد ما يناهز 42 يوما من غلق الحدود التجارية مع المملكة، اذ تراجعت الحركة التجارية بالمدينةالمحتلة بنسبة 25 %، في حين ان الخسائر المترتبة عن الإغلاق فاقت 100 مليون أورو، ما يهدد مدينة مليلية بالشلل التام – حسب بعض المصادر الاسبانية. حيث أجبر هذا الاغلاق سلطات مدينة مليلية، الى توجيه اصابع الاتهام للحكومة الاسبانية بسبب الفشل في مهمتها و عدم مراعاة مصالح المدينة، كما قامت بإلقاء اللوم على المغرب، اذ تعتبره مسؤولا عن الحالة السيئة التي تعيشها مدينة مليلية، باعتباره مدركا لهذا الضعف مدعية أنه يحاول الاستفادة من هذا الوضع. في المقابل عبر المغرب رسميا عن موقفه من هذا الإغلاق حيث أكد مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة «إن إغلاق بوابة مليلية قرار عادي وسيادي لإنعاش ميناء الناظور». وكان القرار المغربي القاضي بإغلاق بوابة مليلية، والتأكيد على أن البوابة الجمركية الوحيدة لاستيراد وتصدير السلع إلى المدينةالمحتلة هي ميناء بني أنصار بالناظور قد أثار انتقادات حكومة المدينةالمحتلة، التي توقع حاكمها خوان خوسي امبرودا أن تتكبد خسائر مالية تتجاوز 100 مليار سنتيم، معتبرا القرار بأنه ضربة موجعة للاقتصاد المحلي. ولمواجهة هذا الموقف العصيب ، تسعى السلطات الاسبانية إلى اتخاذ بعض الاجراءات الاستعجالية بغرض مواجهة المعضلة، من بينها تمديد فتح معبر طرخانة لساعات أطول، في حين تتحدث بعض المصادر عن التحضير لاجتماع محتمل في بحر الأسبوع الجاري بين سلطات مدرير والرباط لتجاوز هذه الأزمة. وبحسب المعطيات الرسمية المتوفرة فقد أعدت سلطات ميناء مليلية تقريرا تقييميا، يظهر أن حركة الحاويات قد انخفضت بنسبة 25%، منذ إغلاق المغرب لمعبر بني انصار، وفي حال تواصل التراجع سوف تفقد المدينة ما يناهز 100 مليون اورو، ويلقي التقرير باللوم في هذه الظرفية الصعبة إلى قصور الدبلوماسية الاسبانية ، وكذا إلى المنافسة التجارية القوية مع ميناء الناظور المغربي والنقطة الجمركية بني نصار. ومن جهته أبرز رئيس فرع العمليات و التخطيط في مليلية، الوزن الثقيل الذي يفرضه المغرب على المعاملات التجارية في المدينة، باعتبار أن 70% من السلع التجارية قادمة من المملكة. كما تطالب المقاولات من كلا الطرفين من سلطات البلدين، اتخاد اجراءات سريعة من أجل تسهيل المعاملات التجارية عبر الحدود المشتركة مع المغرب، خلال وقفة احتجاجية للساكنة في 21 من مارس الماضي.