مبارتان فاصلتان لحساب إياب نصف نهاية كأس العرش تشارك فيهما الفرق المشكلة للأضلاع الأربعة للمربع الذهبي، جولة واحدة ويحسم الأمر في المتأهلين للمباراة التاريخية، ورغم التفاوت في نتيجتي الذهاب، فإن حظوظ الأطراف الأربعة مازالت قائمة، حتى وإن كان فريق النهضة البركانية مرشح فوق العادة ليشكل أحد عنصري معادلة محطة النهاية. الماص متشبث بخيوط الآمال بالنظر إلى النتيجة المرسومة على لوحة محطة الذهاب، فإن فريق النهضة البركانية سيحط الرحال، وهو مسلح بامتياز هدفين، هذا التفوق يعتبر مكسباً يرفع من معنويات اللاعبين البركانيين الذين وقعوا على حضور لافت خلال الموسم الجاري، سواء تعلق الأمر بإقصائيات كأس العرش، أو منافسات الدوري الاحترافي، لدرجة أن الفريق البركاني أضحى حسب المتتبعين ظاهرة الموسم بامتياز، وبات واحداً من بين الفرق المصنفة ضمن طابور الأقوياء. امتياز الهدفين يضمن للبركانيين إياباً مريحاً، وييسر لهم العبور إلى محطة النهاية، وهو حلم لا نعتقد أن المدرب عبد الرحيم طاليب سيفرط في هذا الامتياز، حيث سيختار طبعاً نهجاً تكتيكياً يتأسس على فارق الهدفين المسجلين خلال لقاء الذهاب ببركان، ومناقشة دقائق مباراة الذهاب بما يضمن تأشيرة المرور إلى مباراة النهاية بعد غياب دام 27 سنة. فريق المغرب الفاسي برصيده التاريخي مع الكأس الفضية، أزاح من طريقه فريقين كبيرين قبل أن يعبر إلى محطة نصف النهاية، ويتعلق الأمر بكل من الوداد البيضاوي والجيش الملكي، لكن الماص تلقى هزيمة ببركان بهدفين نظيفين، ولم يقو على زيارة شباك الخصم خلال محطة الذهاب لتوسيع هامش الحظوظ، ومع ذلك، فمسابقة كأس العرش كثيراً ما أفرزت نتائج مفاجئة. مسيرة المغرب الفاسي خلال الموسم الحالي غير مشرفة، حيث حصد أربع هزائم وثلاثة تعادلات، ولم يتذوق بعد مرور سبع دورات طعم الانتصار، وهذا عامل قد يؤثر على نفسية اللاعبين، بالإضافة إلى الخسارة المسجلة بالذهاب، وقد تزداد محنتهم في حال استقبالهم هدفاً بميدانهم، لذلك سيوزعون تركيزهم على هدفين. الأول تذويب الفارق، والثاني صيانة شباكهم، الأمر الذي يجعل المهمة صعبة للغاية. المدرب فانك دوماس عبر في تصريحه عن عدم رضاه عن نتيجة الذهاب، لكنه استدرك بإيمانه بكامل الحظوظ، مؤكداً على أنه سيدافع عن حظوظه في التأهل، كما فعل أمام الوداد والجيش. ولم يخف مدرب الماص صعوبة محطة الإياب، موضحاً في ذات السياق «هي مباراة لا تحتمل الخطأ، وسنختار أسلوباً هجومياً يتأسس على السرعة في التنفيذ، وأطلب من الجمهور الفاسي أن يؤازر اللاعبين، ويقدم كعادته الدعم الكافي لتحفيز عناصر فريقنا». من جانبه، اعتبر المدرب عبد الرحيم طاليب ورقة التأهل مازالت معلقة، واعترف بقوة المغرب الفاسي، وبتجربته، مؤكداً في السياق ذاته: «بإمكان الماص العودة في مباراة الإياب، وأنا أعرف جيداً هذا الفريق، ورغم تفوقنا بهدفين خلال لقاء الذهاب، فمباريات الكأس غالباً ما تحسم فيها المفاجآت»، ولم يخف طاليب في تصريحه رهانه على زيارة شباك الفريق المنافس للزج به داخل وضعية صعبة. الدفاع الجديدي... مهمة صعبة والتأهل غير مستحيل يبدو أن فريق الفتح الرباطي في وضع مريح، وهو يخوض إياب نصف نهاية كأس العرش بميدانه، حيث يكفيه التعادل بدون أهداف، أو بهدف لمثله ليعبر إلى المحطة النهائية، والبحث عن لقب خامس في تاريخه. واعتباراً لنتيجة الذهاب بملعب العبدي، يظهر أن مهمة حامل الكأس الفضية الأخيرة صعبة للغاية، وأنه سيخرج كل الأوراق لاستعادة التوازن، وعبور جسر هذه المباراة بسلام، والتأهل للنهاية للمرة الثانية على التوالي، ولعل صنع هذا الرهان ليس سهلا أمام عناصر متمرسة، تتمتع بمعنويات عالية، وتستفيد من امتياز الاستقبال، ويقودها مدرب شاب يعتمد على الجانب السيكولوجي وينوع الاختيارات التكتيكية ويؤمن بكل الحظوظ. وليد الركراكي هذا المدرب صرح قبل مباراة الذهاب بأنه سيلعب أمام فريق يقوده مدرب مصري يراكم تجارب محلية وعربية وقارية، وله تاريخ مع الألقاب. وأضاف بأنه لن يخسر أي شيء أمام هرم تقني اسمه حسن شحاتة، لكن فوق رقعة الملعب، عرف مدرب الفتح الرباطي كيف ينتشل تعادلا ثميناً هو بطعم الفوز، ويوسع هوامش التأهل لمحطة النهاية. وعليه، فالحلم عند وليد الركراكي أضحى كبيراً، ولن يتركه يتبخر، سيما وأنه يدخل تجربة المنافسات الوطنية لأول مرة ويقود فريقاً له باع طويل. المدرب المصري حسن شحاتة، الذي احتفظ ببعض العناصر المميزة، وفضل عدم إشراكها أمام أولمبيك آسفي، تحسباً لمحطة إياب نصف النهاية، هذا المدرب أكد أن الأهم بالنسبة إليه هو الدفاع عن لقب الكأس الذي بحوزة فريقه، وأبدى تفاؤلا كبيراً خلال تصريح له، موضحاً «بإمكاننا العودة ببطاقة التأهل من الرباط، وخيارنا الوحيد هو صنع الانتصار، وهو رهان ليس مستحيلا»، ولم يخف مدرب الدفاع الجديدي كون الفريق المنافس يتوفر على لاعبين مميزين أدوا مهمتهم بنجاح خلال لقاء الذهاب بانتزاعهم لتعادل مهم.