صادق المجلس العلمي الأعلى في ختام أشغال دورته العادية ال26، مساء السبت بمراكش، على مجموعة من التوصيات حول الخطبة والوعظ وتقويم عمل الخطباء والوعاظ. وهمت هذه التوصيات، التي عهد بتتبعها وتطبيقها للجن مختصة بالمجلس العلمي الأعلى، جوانب الخطبة والوعظ وتقويم عمل الخطباء والوعاظ والتنسيق مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ومتابعة أعمال المجلس العلمي المغربي لأوروبا. وشملت هذه التوصيات مجالات مواكبة التعليم العتيق، وتتبع عمل المجالس العلمية المحلية، وتطوير عمل الخلايا النسائية، ومتابعة أعمال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات وميثاق العلماء، ثم الاعلام الديني. وبخصوص متابعة الخطبة والوعظ وتقويم عمل الخطباء والوعاظ، اقترحت اللجنة المكلفة بذلك جملة من الإجرءات والمشاريع العلمية تروم تأطير الخطباء والوعاظ وتصحيح الوضعية العلمية لبعضهم، والارتقاء بمستواهم بالاعتماد على الدورات التكوينية والمواكبة عن قرب، في حين تكمن مهام اللجنة المكلفة بالتنسيق مع الأمانة العامة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في ضبط وتنظيم الأنشطة العلمية التي يقوم بها العلماء المغاربة بالبلدان الإفريقية وتبادل التجارب بين المؤسسات الدينية بها. أما لجنة متابعة أعمال المجلس العلمي المغربي لأوروبا، فتستهدف حصر التحديات والعوائق التي تواجه عمل المجلس في البيئة الأوروبية مع اقتراح برامج عمل أكثر جدوى ونجاعة، لا سيما في مجال ضبط المساجد وتنشيطها، وتأطير الأئمة سواء الذين يجري استقدامهم من المغرب أو المنتمون للفضاء الأوروبي، في حين ستقوم لجنة مواكبة التعليم العتيق بالنظر في البرامج والمناهج المقررة في هذا النوع من التعليم من أجل ملاءمتها مع الأهداف المسطرة، بما يضمن خصوصية هذا التعليم الذي ظل عبر التاريخ حصنا منيعا يحمي ثوابت الأمة، عقيدة ومذهبا وسلوكا. وفي ما يتعلق بلجنة تتبع عمل المجالس العلمية المحلية، فتهدف إلى تجويد خطط وبرامج عمل المجالس وإرساء آليات لتبادل الخبرات بينها وتعزيز التعاون الجهوي، عبر إعادة مشروع الخطة العامة التأطيرية لبرامج العمل المحلية، فيما يروم إنشاء لجنة تطوير عمل الخلايا النسائية، الارتقاء بعمل هذه الخلايا ليواكب ما يشهده العالم من تغييرات من خلال تجويد الوعظ والإرشاد لدى المؤطرات الدينيات كما وكيفا، والابداع في إيجاد آليات للتنسيق بين الخلايا النسوية على المستوى الجهوي. بينما لجنة متابعة أعمال معهد الأئمة المرشدين والمرشدات، ستعمل على دراسة السبل الكفيلة واعتماد الآليات المناسبة لضمان تميز المعهد، من حيث برنامجه العلمي التكويني وطاقمه المؤطر، وجودة مخرجاته من الطلبة. وفي ما يخص لجنة تتبع عمل الأئمة المرشدين والمرشدات وميثاق العلماء، فستعكف على دراسة الكيفية المثلى التي يمكن من خلالها استثمار الأئمة المرشدين والمرشدات والرفع من أدائهم وتسهيل مهامهم وتقويم تجاربهم بما يخدم رسالتهم التأطيرية، فيما تعمل لجنة الإعلام الديني، تحت الإشراف المباشر للأمانة العامة للمجلس العلمى الأعلى، على وضع خطة عمل انطلاقا من رؤية مؤسسة العلماء لقضايا الإعلام الديني. وعكفت لجان المجلس خلال هذه الدورة، التي انعقدت تنفيذا لمقتضيات الظهير الشريف رقم 1.03.300 الصادر في ثاني ربيع الأول 1425 (22 أبريل 2004) على إعادة تنظيم المجالس العلمية كما وقع تغييره وتتميمه، ولا سيما الفقرة الأولى من المادة الرابعة منه، على دراسة القضايا المدرجة بجدول الأعمال والمتعلقة بحصيلة نشاط المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، وتوصيات اللجن المتخصصة التابعة للمجلس واقتراحاتها. وتميزت هذه الدورة أيضا ، التي نظمت على مدى يومين، بالمصادقة على النظام الداخلي للمجلس العلمي الأعلى، لا سيما المادتان الخامسة والسادسة منه، ودراسة التدابير العملية للارتقاء بعمل المرأة العالمة والمرشدة الدينية، وأمانات العلماء ووظيفتها في ترسيخ ثوابت الأمة وتحقيق الأمن الاجتماعي، والمؤسسة العلمية ،وجعلها جسرا لتوطيد العلاقات الدينية وتعزيز القيم الإنسانية مغربيا وإفريقيا.