أعلن وزير الشباب والرياضة، رشيد الطالبي العلمي، يوم الجمعة أن المغرب سيترشح لاستضافة نسخة 2030 من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وذلك غداة خسارة حق تنظيم نسخة 2026 لصالح الملف الثلاثي الأميركي – الكندي – المكسيكي. وقال الطالبي العلمي في تصريح لوكالة فرانس برس، مؤكدا خبرا نشر في بعض وسائل الإعلام المغربية، «بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، سنترشح لتنظيم مونديال 2030». وتفوق الملف الثلاثي الأميركي على المغرب في استضافة مونديال 2026، الذي سيشهد للمرة الأولى مشاركة 48 منتخبا، وذلك بعدما حصل على 134 صوتا مقابل 65 للمغرب، من أصل 203 عضوا أدلوا بأصواتهم في كونغرس الفيفا في موسكو يوم الأربعاء الماضي. وخلال حملته، أبرز المغرب موقعه الجغرافي الوسطي لاسيما قربه من القارة الأوروبية، والتوقيت الزمني الملائم لإقامة المباريات. وكان الملف المغربي يتضمن الاستضافة على 12 ملعبا (من أصل 14 مقترحة) في 12 مدينة، منها خمسة ملاعب جاهزة سيتم تجديدها. وخيمت أجواء الإحباط والمرارة في المغرب بعد فشله في محاولته الخامسة لاستضافة كأس العالم، بعد أعوام 1994 و1998 و2006 و2010، ووجهت انتقادات لاذعة للمملكة العربية السعودية، الحليف التقليدي للمغرب، لقيادتها «حملة» ضد الملف المغربي. وفي المجموع، صوتت سبع دول عربية، معظمها تعتبر حليفة للمغرب، لصالح ملف الولاياتالمتحدة وهي السعودية والكويت والبحرين والإمارات والأردن ولبنان والعراق. وكانت الأرجنتين والأوروغواي والباراغوي قد أعلنت سابقا عن تقدمها بترشيح لاستضافة مونديال 2030، والذي يصادف الذكرى المئوية الأولى لأول كأس عالم، والتي استضافتها الأوروغواي عام 1930. وحيا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني أنفانتينو في ماي الترشيح الأميركي الجنوبي لمونديال 2030، وقال إنه «سيكون من العيار الثقيل (…) نظرا لما تمثله كرة القدم في هذه البلدان الثلاث». وفي سياق متصل، ذكر بلاغ للديوان الملكي أن جلالة الملك محمد السادس أجرى مساء الخميس الماضي، اتصالا هاتفيا مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر. وأوضح البلاغ أن قطر كانت من بين الدول التي صوتت لصالح الترشيح المغربي خلال عملية التصويت لاختيار البلد المنظم لكأس العالم 2026 التي أجريت يوم الأربعاء بموسكو. وخلال هذا الاتصال الهاتفي، يشير البلاغ، أبلغ الشيخ تميم جلالة الملك دعم قطر الكامل للمغرب في حال تقدم المملكة بترشيحها لتنظيم مونديال 2030. وبعث المغرب برسائل شكر إلى الدول التي وقفت إلى جانبه في حملة سعيه لنيل شرف استضافة كأس العالم، حيث شكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، الجزائر وباقي الدول على تصويتها لصالح ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم 2006، كما أعرب عن امتنان المغرب خاصة لمصر ونيجيريا. ووجه وزير الخارجية الشكر إلى هذه البلدان عبر الاتصالات الهاتفية، التي أجراها مع سفراء هذه الدول المعتمدين في المغرب، يوم الخميس 14 يونيو. وخص بوريطة بالشكر أيضا الدول الإفريقية الأربعين التي صوتت للملف المغربي. ومباشرة بعد إعلان المغرب ترشيحه لاستضافة مونديال 2030، ألمحت العديد من وسائل الإعلام المغاربية إلى إمكانية تقديم ملف مغاربي موحد، وهو ما أعلن عنه خير الدين زطشي، رئيس الاتحاد الجزائري، في تصريح نقلته يومية الخبر، حيث أعرب عن أمله في تقديم ملف مشترك بين بلدان المغرب العربي مستقبلا. وعبر زطشي عن تفاجئه للفارق الكبير في الأصوات الذي حسم به الملف الثلاثي الأمريكي الكندي المكسيكي تنظيم مونديال 2026 على حساب نظيره المغربي. وقال زطشي لقناة «بي إن سبورت» أنه كان يتوقع تقاربا أكثر بين الملفين، مؤكدا أن المال الضخم الذي ضخه الملف «الأمريكي الشمالي» هو الذي حسم النتيجة.