عاش ملعب طنجة الكبير مساء أول أمس الأربعاء أجواء استثنائية واحتفالية، حيث تسلم بطل الدوري الاحترافي لكرة القدم، اتحاد طنجة، درع التتويج بحضور جماهير غفيرة، اختارت أن تشارك فريقها فرحته باللقب الأول في مساره الكروي. وتسلم عميد الفريق الطنجي، أسامة غريب، درع البطولة من يد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فضلا منحة من الجامعة بقيمة 300 مليون سنتيم. وشهدت مراسيم التتويج، التي تأخرت عن موعدها، بعدما كان مفروضا أن تتم في آخر مباريات الموسم، حضور العديد من الشخصيات، يتقدمهم أعضاء المكتب المديري للجامعة، فضلوا اقتسام الفرحة مع فارس البوغاز. وآثرت الجامعة تأخير مراسيم التتويج، خوفا من حدوث أعمال شغب خلال المباراة الأخيرة للفريق أمام شباب الريف الحسيمي، الذي كان مهددا بالنزول، والتي جرت بمركب مدينة فاس. وعاشت جماهير اتحاد طنجة، التي ملأت جنبات الملعب أجواء احتفالية كبيرة، وقدرت بحوالي 40 ألف متفرج، حيث تفاعلت وتراقصت على أنغام الموسيقى، معبرة عن فرحتها الكبيرة بهذا اللقب، الذي ظل يطارده الفريق من سنوات. وتمكن اتحاد طنجة من التفوق على كافة الأندية الوطنية، حيث أنهى الموسم في الرتبة الأولى برصيد 52 نقطة، جمعها من 14 انتصارا و10 تعادلات، و 6 هزائم. وجسد لقب الدوري تتويجا للاستراتيجية التي رسمها المكتب المسير للفريق منذ عودته إلى دوري الأضواء، حيث أنهى موسمه الأول في الرتبة الثالثة، التي أمنت له المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي، قبل أن يفوز باللقب في موسمه الثالث بين الكبار. ورغم البداية المتعثرة، والنتائج المتواضعة التي كانت سببا في فك الارتباط مع المدرب بادو الزاكي، فإن الفريق سرعان ما صحح أموره رفقة ابن الدار إدريس المرابط، حيث بصم على عطاء مثالي، أعاده على واجهة الأضواء، قبل أن يسحب البساط من تحت أقدام الجميع، وينهي الموسم في الريادة. وفي هذا السياق، قال عبد الحميد أبرشان، رئيس الفريق في تصريح تلفزي، إن الفوز باللقب لم يكن وليد الصدفة، وإنما جاء ثمرة عمل ومجهود وتخطيط، منذ بداية الموسم حتى نهايته. وأشاد أبرشان بالدور التي له الجمهور الطنجي في تحفيز اللاعبين على الظهور بمستوى جيد، مشيرا إلى أن المدعمين الذين تعاقد معهم الفريق اشترطوا عليه الفوز بأحد الألقاب من أجل تفعيل الشراكة. وسيفتح لقب البطولة أبواب المشاركة في دوري أبطال إفريقيا في وجه إدريس المرابط ومجموعته، حيث سيكون الفريق مطالبا بالدفاع عن الصورة الجيدة التي رسمها فريق الوداد البيضاوي، بعدما توج بلقب العصبة قبل سنة ونصف.