نظمت جمعية الأنشطة الاجتماعية التربوية بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة يومي 4 و5 مايو 2018 فعاليات الدورة العشرون للمهرجان الإقليمي للمسرح والفنون، المهرجان الذي نظم تحت شعار: جميعا من أجل أنشطة تربوية ترسخ القيم الإنسانية النبيلة، احتضنه لأول مرة المركب الثقافي للمدينة، والذي يشمل مجال الفنون التشكيلية والموسيقى والمسرحية، مجالات تبارت على مرحلتين تمهيدية ونهائية تحت إشراف مؤطرين من داخل ومن خارج المحيط التربوي وعملية الانتقاء النهائي قامت بها لجن تحكيم في كل مجال، وسنخصص متابعاتنا هذه المسرحيات التي شاركت في هذه الدورة للمسرح المدرسي من السلك الإعدادي والثانوي ولا يشارك التعليم الابتدائي منذ سنوات؟ وقد أعلنت اللجنة التنظيمية عن نتائج ترتيب المسرحيات حسب التقرير النهائي للجنة التحكيم التي تكونت من إبراهيم بلقاسي ولكبير الشطيبي وعبد الرحمان الوادي كما يلي : سلك الإعدادي: الفضاء الأزرق من إخراج أمبارك الصرحي عن الشهيد المعلم العربي، وفي الرتبة الثانية رحلة إلى زحل عبد العزيز لهليل عن القاضي عياض، وفي الرتبة الثالثة حركة لسعيد فجارعن الشهيد البوهالي بلقايض من الجماعة القروية أولاد عزوز. وبسلك الثانوي كان ترتيب المسرحيات كما يلي: المتاهة لنور الدين العاشري عن ابن عبدون وفي الرتبة الثانية علاش إيه كيفاش لا، لأيوب لخزين عن ثانوية ابن ياسين وفي الرتبة الثالثة الملح والطعام وأشياء أخرى لعبد الرزاق فروازيعن المختار ألسوسي بوادي زم. وفي الشق المسرحي من هذا المهرجان نسجل ملاحظات منها: أن إيقاع مستوى المسرحيات كان مرتفعا خلال هذه الدورة حيث حققت لجمهور وعشاق المسرح فرجات من مسرحيات أبدع أصحابها في مجالات عديدة: إخراجا، سينوغرافية، ملابس ديكور … الخ وقد اعتمد على تقنيات مستمدة ومستوحاة من التجارب المسرحية الرائدة. إلى هنا الأمر يظل عاديا، إلا أن المنافسة الحقيقية كانت مابين مسرحيي المدينة الذين يتنافسون كإفراد تحت مظلات مؤسسات تعليمية في (غياب) مؤطرين مسرحيين منتمين للمؤسسات التعليمية مما يعني أن المؤسسات التعليمية كانت تتنافس من أجل»الألقاب»، فأهداف المهرجان التي جاءت ضمن أدبيات المهرجان تدعوا الى توفير: «فضاء يقوم بالرعاية والتربية والتنشئة الاجتماعية لتأهيل وتكوين المواطن الصالح … تفعيلا للحياة المدرسية… والتي لن تنجح دون أن تكون لها ادوار فنية وجمالية وتنشيطية، يتفاعل معها المتعلم ايجابيا عبر ممارسة خبراته التخيلية ولعبه ألابتكاري… هدف يربي حس الانتماء عند المتعلم للمدرسة… ويكبر معه الانتماء للوطن …»، فالعروض المسرحية خلال المهرجان أنتجتها المؤسسات التعليمية، والمشخصون والمشخصات من المؤسسات وقد برزت مواهب واعدة إذا ما استمرت في التشخيص ستغذي المسرح بدماء حيوية وهذا المكسب داخل المؤسسات التعليمية لن يتسنى لها تنمية وتطوير هذه الملكات والإكثار منها ومراكمتها عدديا كل سنة إلا إذا اعتبار فعليا الفن مغذي للروح والبدن والفكر وتحصين وحماية النشء من كل الانزلاقات داخل سراديب الحياة. الجانب الثاني وهو الأساسي هو إن المؤسسات التعليمية من خلال العروض التي شاهدناها خلال هذه الدورة اكتريتها غير قادرة على توفير أعمال مسرحية خالصة بها بل البعض منها أعمال لمخرجين آخرين لهم تجارب. والاستعانة بهم أمر ضروري إلا إن هذه الاستعانة لم تكن لصالح المؤسسات المتبارية . . . وليست لصالح المؤسسات الفائزة خلال هذه الدورة، صحيح وفرت الدورة العشرون مشخصين ومشخصات ووفرت متعة مسرحية ولكنها لم تمنح المؤسسات التعليمية أطرا قادرة على تدبير شان المسرح المدرسي بإقليم خريبكة ؟