الاحتلال الإسرائيلي يواجه المتظاهرين بالرصاص الحي وسقوط عشرات الشهداء ومئات من الجرحى على إثر تفعيل قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، بعث جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، برسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث أكد جلالته أنه يتابع بقلق وانشغال بالغين تفعيل قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وأضاف جلالة الملك أنه بصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، كان قد أكد للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية وللأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأهمية القصوى التي تحتلها مدينة القدس، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، وإنما لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، وأن المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية الفلسطينية في متاهات الصراعات الدينية. وقال جلالة الملك في رسالته إلى الرئيس محمود عباس : «وقد تابعنا باهتمام كبير الإجماع الدولي الرافض لقرار الإدارة الأمريكية، لما له من تداعيات خطيرة على آفاق عملية السلام، واعتبرنا هذا الإجماع بمثابة رسالة دعم قوية لحقوق الشعب الفلسطيني، ولقضيته العادلة، وعلى رأسها مدينة القدس الشريف». وأمام هذا التطور المؤسف في مسار القضية الفلسطينية وقضيتنا الأولى القدس، جدد جلالة الملك رفضه لهذا العمل الأحادي الجانب، الذي يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية في التأكيد عليه، من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، من وجوب الإحجام عن كل ما يمس بالوضع السياسي القائم لمدينة القدس، على اعتبار أن موضوع المدينة المقدسة يقع في صلب قضايا الوضع النهائي. كما اعتبر جلالته أن هذه الخطوة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تؤكد عدم جواز تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة. وأكد جلالة الملك أنه ونهوضا منه بأمانة رئاسة لجنة القدس، لم يدخر وسعا في كل اتصالاته مع قادة ومسؤولي القوى الدولية الفاعلة في مسارات القضية الفلسطينية العادلة، من أجل التأكيد على ما تمثله هذه الخطوة من تعارض واضح مع مختلف قرارات الشرعية الدولية، التي دعت دوما إلى الحفاظ على الوضع القانوني للمدينة المقدسة، وعلى مكانتها كنموذج للتعايش والتساكن بين أتباع مختلف الديانات السماوية. كما أكد جلالته التزامه القوي بمواصلة العمل مع الإدارة الأمريكية، من أجل اعتماد موقف متوازن، كفيل باستعادة مناخ الثقة، وإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وعدم ادخار أي جهد في تعبئة المجتمع الدولي، والقوى الفاعلة فيه، من أجل نصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وفي إطار حل الدولتين، بما يكفل إقامة سلام عادل ودائم وشامل بمنطقة الشرق الأوسط، ويضمن لكل شعوب المنطقة العيش في أمن واستقرار ووئام. وفي هذا السياق، أعرب جلالة الملك للرئيس الفلسطيني مجددا عن وقوف المملكة المغربية وتضامنها القوي والثابت مع الشعب الفلسطيني الشقيق في الدفاع عن قضيته العادلة، لا سيما ما يتعلق بمدينة القدس، مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد السيد المسيح عليه السلام. من جهة أخرى لقي 42 فلسطينيا مصرعهم، أمس الاثنين، برصاص الجيش الاسرائيلي خلال المواجهات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل قبل ساعات من تدشين سفارة الولاياتالمتحدة في القدسالمحتلة، وذلك بحسب حصيلة أولية لوزارة الصحة حتى منتصف نهار أمس وأعلنت الوزارة في بيان صحافي، أيضا عن حوالي 1700 إصابة في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين يشار إلى أنه من تم أمس افتتاح السفارة الأمريكيةالجديدة في القدس، وسط احتجاجات في العالم العربي والإسلامي منذ إعلان الرئيس ترامب في دجنبر المنصرم نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.