بعد اقتراح بالإجماع من اللجنة الدائمة للثقافة العربية، في ختام اجتماعها في 30 نونبر2017 بالدار البيضاء، اختيار مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018، تنطلق ابتداء من يومه الجمعة 13 أبريل 2018 وتستمر إلى غاية 27 مارس 2019، فعاليات هذه الاحتفالية من عاصمة الشرق، تحت شعار «وجدة الألفية: عنوان الثقافة العربية»، وهي مناسبة لجعل وجدة قبلة للعمل الثقافي العربي طيلة سنة 2018. ويعتبر هذا الاختيار كذلك فرصة لإبراز الحركية الثقافية الوطنية عامة وبالجهة الشرقية خاصة، ولإبراز البعد التاريخي والحضاري لهذه المدينة ذات التاريخ العريق.. وفي تصريح لجريدتنا بمناسبة انطلاق فعاليات هذا الحدث، عبر الشاعر والقاص والروائي سامح درويش عن اعتزازه بهذا الاختيار لمدينة وجدة لتكون عاصمة للثقافة العربية هذه السنة، معتبرا أن هذا الاختيار نابع من الألق الثقافي والفني الذي شهدته مدينة وجدة منذ مدة طويلة، ومؤكدا أنه اختيار مستحق للمدينة ذات 100 سنة، مسجلا في هذا الصدد بعض الملاحظات حول البرنامج ومشاركة الإطارات والفعاليات الثقافية المدنية التي اشتغلت كثيرا لتصنع لمدينة وجدة وجهها الثقافي المشرق. وأشار درويش الى أن «حركية هذه الإطارات ستستمر في إطار الإشعاع اللازم لمدينة وجدة، رغم تحفظها على بعض الممارسات، خاصة في هذه الظرفية التي تحتاج إلى حشد الطاقات الإبداعية لإنجاح هذه التظاهرة». بدوره، اعتبر الأستاذ سعيد عبيد منسق الصالون الأدبي التابع لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية أن اختيار وجدة عاصمة للثقافة العربية 2018، يجد صداه في الحركية الثقافية والأدبية النشيطة التي تعرفها المدينة نفسها، والتي يُسهم فيها سكانها وأبناؤها وأبناء الجهة الشرقية عامة، بمُهجهم وإمكانياتهم الشخصية المتواضعة، إن لم نقل الضئيلة، حتى أضحت معها وجدةُ حاضرة من حواضر إنتاج المعرفة وترويجها، لاسيما بعد منعطف 2005، وهي سنة تأسيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية الذي رفع شعار «نحو بحث علمي يُصغي إلى أسئلة المجتمع، ومجتمع يسترشد بالبحث العلمي»، وهو المركز الذي أصبح قبلة طلاب العلم والباحثين بالمنطقة، ومحضنا لطاقات فكرية وعلمية وأدبية مختلفة. هذا طبعا دون أن ننسى أدوار الهيئات والجمعيات والمقاهي الثقافية النشيطة الأخرى التي يعرفها الجمهور المثقف الوجدي جيدا، والتي أسهمت في تحول النظر العامِّ إلى المدينة من اعتبارها مدينة حدودية للعبور إلى مدينة نشيطة ثقافيا. يشار إلى أن وزير الثقافة محمد الاعرج كان قد تسلم في18 مارس الماضي، مشعل عاصمة الثقافة ل 2018 من وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم بساحة معبد «الكرنك» بمدينة الاقصر التي حملت المشعل طيلة السنة الماضية. وستعرف التظاهرة أيضا مشاركة مبدعين وفنانين وأدباء ومفكرين مغاربة وعرب، كما ستنخرط في هذا الحدث أهم الهيئات والمؤسسات الثقافية العربية والدولية. كما يتضمن البرنامج تنظيم مجموعة من المهرجانات وعقد ندوات فكرية وتكريم شخصيات ثقافية، حيث سيصل مجموع الأنشطة المبرمجة إلى أزيد من 500 نشاط، بمشاركة ما يناهز 1200 مثقف ومفكر وفنان.