التصلّب اللويحي، مرض يصيب الإناث أكثر من الذكور، ما بين عمر 20 سنة إلى 40 سنة في الغالب الأعمّ، مسبباته غير معروفة لكن الدّراسات تشير إلى وجود عوامل متعدّدة تساهم في وقوع المرض كما هو الشأن بالنسبة للموقع الجغرافي ،بالنظر إلى أنه يعرف انتشارا واسعا في أروبا، إضافة على العامل الوراثي، إذ أن نسبة الإصابة بين الإخوة تصل إلى 3%، علما أنه لا يوجد دليل قاطع يثبت علاقة واضحة بين عوامل الوراثة ومرض تصلب الأنسجة، فقد أثبتت نتائج بعض الدراسات على وجود علاقة غير واضحة بينها، وبينت بأن الغجر الأوروبيين وسكان الإسكيمو وقبائل البانتو في أفريقيا لا يصابون بهذا المرض، بينما يصاب بها الهنود الحمر في أمريكا الشمالية والجنوبية واليابانيون وبعض شعوب آسيا، وأبرزت عدد من الدراسات أن نسبة الإصابة بهذا المرض بشكل عام في العالم هي تتمثل في 1 %، لكن قد تزيد هذه النسبة عند الأشخاص الذين تكون درجة قرابتهم من الدرجة الأولى بمرضى تصلب الأنسجة، وتكون فرصة الإصابة كبيرة عند التوائم المتطابقة إذ تصل النسبة إلى 30%، بينما تصل نسبة الإصابة في التوائم غير المتطابقة إلى 4 في المئة. ويصيب هذا المرض الجهاز العصبي المركزي في الدماغ والحبل الشوكي، حيث تختفي مادة المايلين «النخاع» المسؤولة عن نقل السيالات العصبية والحفاظ على صحة الأعصاب، وفي حال اختفائها تبدأ الأعصاب بالتلف وتصبح عملية نقل الإشارات العصبية بطيئة جداً، ومع إصابة العديد من الأعصاب على المدى الطويل يبدأ المريض بمواجهة مشاكل شديدة مرتبطة بأداء بعض الأعصاب كالمشي والتكلم والرؤية والكتابة والذاكرة. وتختلف الأعراض التي تظهر على مرضى التصلب من حيث عددها وشدتها، والمدة التي تستمر في الظهور، وفي الغالب يشترك 70% من مرضى التصلب في عدد منها، كما هو الحال بالنسبة لظهور مشاكل في البصر، إذ يعتبر هذا أول الأعراض، وفي الغالب يتمثل برؤية مسارات غير واضحة، ويمكن أن يظهر تشوهات بالألوان، وبالتحديد يرى المريض معظم الأشياء باللون الأحمر أو اللون الرمادي، وقد يعاني من العمى بإحدى العينين، ويعود سبب مشاكل البصر إلى التهاب عصب البصر الناتج عن التصلب. وينضاف إلى ذلك ضعف في الأطراف، قد يرافقه عجز في تنظيم الحركة أو التوازن، تشنجات العضلات والإرهاق، وألم ناتج عن القشعريرة، وتعتبر هذه الأعراض شائعة بشكل كبير، إلى جانب فقدان بعض الحواس وعدم القدرة على اللفظ، كما يمكن أن يصاب الشخص بارتعاش ودوخة. ويواجه 50% من مرضى التصلب مشاكل في الدماغ وعدم القدرة على التركيز، وتشتت الانتباه وفقدان الذاكرة الجزئي، كما يصبح الشخص عاجزاً عن أداء بعض الأمور التي تتطلب جهود مترابطة ومتتالية، يمكن أن تتطور بعض الحالات فيصاب الشخص بالاكتئاب أو جنون العظمة، وظهور رغبة شديدة لا يمكن السيطرة عليها في البكاء أو الضحك.