بعد أن خلفت خسائر مادية وبشرية بالملاعب الوطنية الكبيرة، امتدت آفة الشغب لتقتحم القاعات، حيث شهد اللقاء الذي احتضنته قاعة الطيب البقالي بتطوان، مساء السبت الماضي (عاشر مارس الجاري)، والذي جمع بين فريقي القسم الوطني الأول، أجاكس تطوانوالمدينة العليا القنيطري، برسم الدورة 17 من الدوري الوطني لكرة المصغرة. فالفريق التطواني، الذي يصارع الدورات للخروج من المناطق المؤدية للقسم الثاني، كان عليه الفوز لإنعاش حظوظه في البقاء، في حين يتواجد الفريق القنيطري – إلى حدود هذه الدورة – في وسط الترتيب، وهذا ما أعطى للمواجهة طابعا خاصا، بدا جليا منذ الانطلاقة، حيث أن الفريق القنيطري حل بتطوان من أجل لعب مباراة جدية بعيدة عن أي شيء يمكن أن يسيء لسمعته كرائد من رواد كرة القدم المصغرة بالمغرب، وفعلا لعب بندية كبيرة، رغم كل المحاولات التي نهجها الفريق التطواني للحد من تركيزه، والتي بلغت حد التهديدات من خلال هجوم مسؤولي أجاكس تطوان ولاعبيهم، مدعمين من طرف الجماهير التي كانت مشحونة بقوة، على العناصر القنيطرية من أطر ولاعبين، حيث أشبعوهم ضربا وسبا وبصقا أمام أعين الحكام، الذين رفضوا هدفا محققا للقنيطريين، وكذا رجلي الأمن الاثنين، اللذين كانا مسؤولان عن ضبط النظام داخل القاعة. وقد بعث مسؤولو فريق المدينة العليا القنيطري برسالة تظلم، نتوفر على نسخة منها، إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص كاتبها العام، يعرضون فيها ما عانوه في تطوان من طرف جمهور ولاعبي ومسؤولي فريق أجاكس تطوان، الذين يسبحون على ما يبدو ضد التيار، حيث أنه في الوقت الذي تعمل فيه الجامعة الملكية جاهدة للحد من هذه الآفة، التي باتت تنخر جسم الكرة الوطنية، يختار مسؤولو الفريق التطواني أن يقدموا صورة سئية تخدش في المقام الأول سمعة الرياضة الوطنية، والتي تأتي في تزامن مع المنافسة التي يخوضها المغرب من أجل الظفر بشرف احتضان نهائيات كأس العالم 2026، حيث تسعى اللجنة المنظمة لترويج صورة جميلة لبلادنا ولجماهيرها الرياضية، لكن ما حدث بتطوان، وخاصة بقاعة الطيب البقالي في مباراة أجاكس تطوانوالمدينة العليا القنيطري، يندى له الجبين، لأن مثل هذه التصرفات، ولاسما إن صدرت من مسؤولين، تضر كثيرا بمصالح كرة القدم الكبيرة والصغيرة.