نصّ القانون 94.12 المتعلق بالمباني الآيلة للسقوط وتنظيم عمليات التجديد الحضري، المنشور بالجريدة الرسمية في عددها 6465 ل 16 ماي 2016، في بابه الثالث، على إحداث وكالة وطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط، أناط بها عددا من المهام، كما هو الحال بالنسبة لإعداد ودراسة الاستراتيجيات والبرامج العمرانية والمشاريع المتعلقة بالتجديد الحضري وتأهيل الأنسجة والمباني الآيلة للسقوط، وإعداد المخططات والتصاميم اللازمة لذلك والإشراف على تنفيذها، فضلا عن العمليات الرامية إلى تثمين المجالات العمرانية المختلفة، سواء عن طريق عمليات الهدم أو إعادة البناء أو التجديد أو عبر تطوير البنيات التحتية والتزويد بالتجهيزات الأساسية، أو تشييد بنايات سكنية أو القيام بعمليات التهيئة العقارية. تدخلات مختلفة بالغة الأهمية، منح المشرع صلاحياتها لهذه الوكالة بغاية تجاوز النقائص والاختلالات التي تعتري تدبير ملف البنايات الآيلة للسقوط، وتبعاته الاجتماعية المختلفة، بالنظر إلى أن الدور المهددة بالسقوط والتي تعدّ بعشرات الآلاف، تضم عددا كبيرا من الأسر التي تجد نفسها في العراء وقت تداعي مساكنها، في غياب أي احتضان، نتيجة للتعثر الذي تعرفه مسطرة الاستفادة، وتقاذف كرة المسؤولية مابين الشركة المختصة، والسلطات المحلية والمنتخبين، ليجد المواطن المتضرر نفسه في نهاية المطاف عرضة لكل أنواع الامتهان والألم، والحال أن الوكالة المذكورة، ومن بين المهام التي أوكلت لها، العمل على توفير وحدات سكنية أو مراكز للإيواء المؤقت، ولعلّ في الحادث الذي وقع بحي درب الشرفاء بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، لمثال حيّ على تداعيات انهيار المنازل المتداعية للسقوط، التي وفضلا عن إزهاق الأرواح وما تخلّفه من آلام ولوعة فراق في هذا الصدد، فإن الأسر تجد نفسها دون مأوى، إذ عاشت 5 أسر الأمرّين ومعها الجهات المختصة، لتجاوز هذه الإشكالية، ولم يقف الأمر عند حدود ساكنة المنزل المتداعي وإنما تطلب الأمر إيجاد حلول سكنية مؤقتة لسكان المنزل المجاور الذي تم إخلاؤه بدوره خوفا من أية تبعات لا تحمد عقباها ! إن وكالة من هذا القبيل، بتلك الاختصاصات، انطلاقا من إمكانياتها القانونية والمالية التي حدّد المشرع مصادرها، هي مطلب آني مستعجل، إذ لم يعد من المستساغ أن تظل آلية من هذا النوع معطّلة ومجمّدة، في الوقت الذي تتهاوى فيه المنازل فوق رؤوس قاطنيها والمارة، مهددة إياهم بسلب أرواحهم وتعريضهم لإصابات متفاوتة الخطورة، ولتبعات معنوية تحطّ من كرامتهم!