شكلت رهانات الهجرة بالنسبة لإفريقيا محور نقاش خلال مائدة مستديرة نظمتها،يوم الأربعاء الماضي، البعثة الدائمة للمغرب في جنيف على هامش الدورة السابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتناولت المناقشات خلال هذا اللقاء، الذي أداره إريك ديغيلا، باحث في معهد الدراسات الدولية العليا في جنيف، سبل تعزيز تمسك البلدان الإفريقية ببعد حقوق الإنسان في سياستها المتعلقة بالهجرة. وأعرب المتدخلون عن أملهم في انفتاح أكبر في هذا المجال، والذي من شأنه تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدان الأصلية وبلدان الاستقبال والمنظمات الدولية والفاعلين في المجتمع المدني وغيرها من الجهات المعنية. واستعرض القائم بأعمال المغرب في جنيف حسن بوكيلي السياسة المغربية الجديدة في مجال الهجرة واللجوء، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أنها مكنت من تسوية الوضعية القانونية لآلاف المهاجرين وإعادة تكييف الإطار القانوني ذي صلة. وذكر بأنه بفضل زخمه الإصلاحي، حظي المغرب بوضع الفاعل الذي لا غنى عنه في مجال حقوق الإنسان، والذي احتضن تظاهرات مثل المنتدى العالمي لحقوق الإنسان (2014)، أو رئاسة باشتراك مع ألمانيا للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية. ومن جهة أخرى، لفت بوكيلي إلى عدم وجود إطار تشريعي شامل وغياب مؤسسات إدارية فعالة في الجزائر في ما يتعلق بحماية اللاجئين وطالبي اللجوء وعديمي الجنسية. وذكر بان لجنة الأممالمتحدة المعنية بحقوق الطفل، تشعر بالقلق لكون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لا تتمكن من الوصول إلى مراكز الاحتجاز حيث يحتجز المهاجرون «في وضعية غير قانونية» من بينهم أطفال. وفي هذا الصدد، حثت الهيئة الأمميةالجزائر على العمل من أجل تمكين المفوضية السامية من الولوج بحرية إلى مراكز الاحتجاز هذه والى مخيمات تندوف. وأكدت رئيسة المنظمة غير الحكومية «أوكابروس الدولية»، الأميرة ماكو دجوما، خلال مشاركتها في هذا النقاش، أن الخبرة في تدبير الهجرة تمثل نموذجا للبلدان الأخرى في المنطقة. وقالت دجوما «اختار المغرب عدم طرد المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، كما فعلت بعض الدول، ولكن تسوية وضعيتهم وتشجيعهم من أجل تحقيق اندماج أفضل». وأعربت عن سعادتها لرؤية المملكة تنضم إلى أسرتها المؤسساتية الإفريقية حيث ستقدم إسهاما كبيرا في مختلف المجالات. وقالت «إن هذا البلد يستعيد مكانته الرائدة، الأمر الذي سيكون له تأثير مفيد على القضايا المتعلقة بالمهاجرين في القارة». وقد شارك في هذا النقاش على الخصوص شارلز أميغان، أستاذ في جامعة باريس، وفانسون شتايل، محاضر في معهد الدراسات الدولية العليا في جنيف، وبيرو دياوارا، ممثل المنظمة غير الحكومية «اللقاء الإفريقي للدفاع عن حقوق الإنسان».