دعت الندوة الدولية حول الاستقرار و التنمية في ليبيا الأربعاء الماضي بمدريد، إلى دعم الجهود المبذولة من طرف دول جوار ليبيا من أجل استرجاع السلم و الأمن في هذا البلد. و جاء في مشروع الإعلان المشترك الذي من المقرر أن يتوج أشغال هذه الندوة أن المشاركين في هذا اللقاء الدولي حول ليبيا قرروا تشجيع الجهود المبذولة من دول جوار ليبيا من أجل استرجاع السلم و الأمن في هذا البلد. ودعا مشروع الإعلان في توصياته إلى العمل على تقريب وجهات نظر مختلف الأطراف المتنازعة، وجمعهم في إطار حوار وطني شامل. ودعت نفس الوثيقة إلى دعم المؤسسات الليبية ومساعدتها على فتح حوار وطني شامل مع رفض الجماعات والأطراف التي تلجأ إلى العنف والتطرف. وفي مشروع الإعلان أعرب المشاركون في هذه الندوة عن انشغالهم لانتشار الاسلحة وهو وضع يهدد الأمن في كامل المنطقة. ودعا مشروع الإعلان من جهة أخرى إلى تمكين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، الاسباني بيرناردينو ليون من الاستفادة من أقصى قدر من الدعم في مهمته وعهدته في ليبيا. وتنظم هذه الندوة التي تعقد بمدريد بمبادرة من اسبانيا تحت رعاية «الحوار 5+5» الموسعة إلى بلدان مجموعة متوسط 7 و دول جوار ليبيا أي مجموع 21 دولة و منظمات دولية منها جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والاتحاد من اجل المتوسط. وفي السياق ذاته، دعا رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، يوم الأربعاء بمدريد، المجتمع الدولي إلى توفير «الدعم الكامل» للاستقرار في ليبيا التي تمر حاليا بأزمة سياسية خطيرة. وأكد راخوي، في كلمة ألقاها خلال الافتتاح ، على دعم بلاده الكامل «للتطلعات الديمقراطية للشعب الليبي». وأثار، في هذا الصدد، «قلق» المجتمع الدولي إزاء خطورة الوضع في ليبيا على منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل، مشيرا إلى أن «الأمن الليبي هو أمننا، والاستقرار في هذا البلد هو استقرارنا». وحسب راخوي، فإن هذا المؤتمر، الذي تحتضنه مدريد، يعتبر بمثابة «مساهمة في الجهود الدولية لإيجاد حل للوضع في ليبيا» في أفق تحقيق السلام والتقدم والديمقراطية في هذا البلد. وبعد أن دعا إلى «ليبيا ديمقراطية ومزدهرة وموحدة وذات سيادة» من خلال مؤسسات قوية، شدد على ضرورة « الحفاظ على وحدة أراضي» هذا البلد، داعيا إلى «إعطاء الفرصة للسياسة عوض الأسلحة« لتحقيق «وقف إطلاق النار فورا وبدون شروط» في هذا البلد الشمال إفريقي. وقال إن «الأولوية الأولى هي للأمن، لأنه بدون ذلك فإن الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الحياة السياسية سيكون عديم الفائدة». وحث راخوي، في هذا الاجتماع الذي افتتحه وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل غارسيا مارغايو، والذي تميز بتدخل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، ورئيس الدبلوماسية الليبية، محمد عبد العزيز، السلطات الليبية على «تشجيع حوار ملائم من أجل المصالحة الوطنية»، مؤكدا على أنه للبرلمان الليبي المشكل بعد انتخابات يونيو «شرعية سياسية واضحة من أجل قيادة هذه العملية، وتشكيل حكومة من شأنها أن توحد جميع مواطني ليبيا». ومثل المغرب في هذا المؤتمر الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة.