احتضنت مدينة تارودانت ، نهاية الاسبوع الماضي، لقاء تواصليا خصص لإعطاء الانطلاقة لمشروع إحياء الاغاني النسائية بمنطقة تارودانت ، الذي يموله صندوق التراث الثقافي غير المادي ،وفقا لبنود اتفاقية منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو «لسنة 2003 ، الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي . وتميز هذا اللقاء ، الذي نظم بتعاون بين «جمعية بحاير الداليا»بتارودانت ، حاملة المشروع ، ووزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة ، بتقديم هذا المشروع أمام المشاركين في هذا اللقاء الذي ضم نخبة من الأساتذة الباحثين ، وعددا من الفنانات والفنانين والمهتمين بقضايا التراث الثقافي الروداني ، خاصة في جانبه المرتبط بالغناء النسائي. كما تم بهذه المناسبة تقديم ومناقشة عدد من المداخلات والدراسات الأكاديمية التي تناولت بعض جوانب الموروث الثقافي في تارودانت ، من جملتها «المرأة الرودانية والغناء الصوفي «، و»تحديات وعراقيل إحياء التراث الغنائي النسائي الروداني»، و»التوثيق لحياة النساء من خلال الغناء «، و»نقاط القوة والتحديات في التراث الثقافي اللامادي»، إضافة إلى «علاقة التراث بالتنمية «. ويستند اهتمام منظمة اليونسكو بإحياء الغناء النسائي في منطقة تارودانت، وفقا لورقة تم توزيعها بمناسبة تنظيم هذا اللقاء التواصلي ، إلى كون هذه المنطقة «تتوفر على كنوز تراثية غنية تعكس عراقة الاستيطان البشري بها ، و التلاقح الثقافي الذي ميزها عبر التاريخ ، حيث يحتل الغناء النسائي عبر هذا الفسيفساء الثقافي مكانة هامة ، كما يتميز بتعدد أصنافه وتنوع تلويناته الأدائية من خلال امتداده بين حاضرة تارودانت التاريخية و القبائل المحيطة بها «. وحسب المصدر نفسه، «فإن هذا التراث الغنائي العريق طاله النسيان نظرا لتغير نمط العيش ، واكتساح العولمة ، وسيطرة التعابير الفنية الغنائية الجديدة ، وعدم توفر الوعي الكافي بأهمية هذا التراث الغنائي وضرورة الحفاظ عليه والعمل على تلقينه للأجيال الصاعدة. مما جعل جمعية بحاير الداليا تبادر إلى إحياء الأصناف الغنائية الخاصة بالمدينة والمنطقة ، كفن «لكريحة»و «أحيدوس»و»شد الميزان»و»حوران»و»الحضرة»وغيرها «.