استيقظت المنابر الإعلامية يوم الثلاثاء المنصرم في باريس على خبر وفاة كاتب وروائي كبير عن سن تناهز 92 سنة بسكتة قلبية في منزله الباريسي، ويتعلق الامر بالصحفي والروائي الفرنسي جان دورمسان1925-2017. عُيًِّنَ جان دورمسان سنة 1974مديرا لجريدة لوفيغارو، وقبلها بسنة اَي سنة 1973 عًًُين عضوا في الأكاديمية الفرنسية حيث أخذ المقعد رقم 12 وهو مقعد جول رومان المتوفى سنة من قبل . كان جان دورمسان قيد حياته صحفيا وكاتبا محسوبا على اليمين الديغولي مناصرا لقضايا اليمين، شارك في الحملات الانتخابية لكل من نيكولا ساركوزي وبعده فرانسوا فيون إلا أنه كان يساري الهوى، قضى مشواره الثقافي في مغازلة اليساريين ومحاولة إثارة انتباههم . كما تبنى بعض قضاياهم . أُعْجِبَ بالرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران. هو صاحب الاثنتي وأربعين رواية نشر أولى رواياته» الحب لذة» سنة 1956 كما نشر عددا كبيرا من المقالات الصحافية . ذو حضور إعلامي قوي ومكثف مُحِبٌّ للكاميرات. أرستقراطي الطبع و الانتماء نال شهرة كبيرة برواية «لذة الاله» 1974إلا أن خفة روحه وتفاؤله وحضوره على الشاشات التلفزية الوطنية والأجنبية منها جعله يحظى بتعاطف جماهيري قل نظيره وجعله يحظى بشعبية كبيرة . نًَشْرُ رواياته كان مناسبة للاحتفاء به، ما جعل دار النشر كاليمار تنشر مجموع أعماله في سلسلتها الفاخرة لابلياد منذ2015 وهو على قيد حياته وهي خاصية لم تحظ بها إلا زمرة قليلة من فطاحل الأدب الفر نسي قديمه ومعاصريه . موضوعات رواياته عميقة تعالج معاناة الانسان كفرد كما تعالج الزمن وترسباته، لكن اُسلوب وطريقة تناول هذه المواضيع على أهميتها وتراجيديتها في بعض الحالات كان تم بنوع من خفة روحه المعهودة وبعيدا عن إعطاء وتلقين الدروس. أسلوب جان دورمسان يمزج خفة الروح بسخرية تنم عن معرفة موسوعية تتحدى جميع العوائق التي تحول وسعادة الانسان.. هو اُسلوب سهل ممتنع. موت جان دورمسون ونعيه بهذا الاهتمام والحفاوة يجسد الحضور والأهمية التي يحظى بها الأدب والأدباء في المجتمع الفرنسي. هذا الاهتمام الذي ما فتئ يرسخ الفعل الثقافي في عادات واهتمام الفرنسيين فقد خصه الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بمقالة نُشرت على أعمدة الصحف الفرنسية ،مقالة ينوه فيها بقدرة جان دورمسان الحوارية. فبالنسبة لرئيس الجمهورية الحالي المحاورة هي بالدرجة الاولى هي احتفاء بالفكر والتفكير في هذا المجال، وبهذا المفهوم بالنسبة له جون دورميسون رسخ هذا التقليد في الادب الفرنسي وهو بذلك لم يمت ما دام الحوار/التحاور ممكنا.