ظل العطاء في حدود المتوسط خلال اللقاء الذي جمع ليلة الأربعاء المنتخب الوطني في وديته الرابعة أمام المنتخب القطري. واكتفى المنتخبان بنتيجة التعادل بدون أهداف في اللقاء الذي جمع بينهما على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء. المنتخب المغربي لم يقدم المردود التقني الذي كان رهان الجميع، وعلى رأسهم المدرب بادو الزاكي الذي أرجع هذا المستوى المتوسط، الذي ظهر به المنتخب المغربي إلى الغيابات التي رافقت هذه المباراة الودية. ومن أولى الملاحظات التي يمكن تسجيلها في البدء، أن المنتخب المغربي يعاني من غياب الإنسجام بين اللاعبين من جهة، ومن الخطوط من جهة ثانية . الأمر الذي سيشكل إحدي النقط الكبرى التي من المطلوب أن يتم الإشتغال عليها بقوة رغم الضيق الزمني الذي يحاصر بشكل مخيف المدرب وطاقمه التقني. كما أن منتخبنا الوطني، وهو يصارع الزمن من أجل إيجاد التشكيل النموذجي، يعاني من ضعف واضح في التركيز الذي يعتبر مفتاح الفعالية وإقتناص الفرص . ويصعب على من تتبع مجريات المباراة أن يراهن على تحقيق ذلك على الأقل في الزمن المنظور، بالرغم من توفر أسماء وازنة داخل هذا البنيان الذي لم يحدد بعد هيكله العام. المنتخب الوطني، يعاني أيضا ، من ضعف «البصيرة»، سواء حين يمتلك الكرة أو حين تكون الكرة في امتلاك الخصم . وكاد المنتخب القطري في مناسبات حاسمة أن يصنع الإمتياز لولا الألطاف والخروج الناجح للحارس المغربي الذي أظهر عن مقومات لابأس بها من النجاح. وعلى هذا المستوى لاحظ الكثير من المتتبعين أن المنتخب المغربي، ورغم امتلاكه للكرة، أنه لا يعرف ما سيفعل بها، ليفتح الباب للعب الفردي، حتى لانقول للعشوائية والتخبط في أشياء، لم يعد مسموحا بها في عوالم الكرة، وبالأحرى بمنتخب سيقف خلال أشهر معدودة أمام منتخبات متمرسة وذات لغة مشتركة على أعلى مستوي. خاصة تلك المنتخبات العائدة من المونديال البرازيلي أو تلك المنتخبات الصاعدة والتي خلقت الكثير من المتاعب لمنتخبات لها وزنها الإفريقي . مجمل القول، إن بادو الزاكي مازال لم يلامس بعد المستويات المطلوبة التي تمنح بعضا من خيوط الإطمئنان، وتنتظره مهام جد معقدة، خاصة على المستوى التقني الذي يكون رهانه الأخير جمع هذا الشتات من الألوان ومن القدرات، لينسج فريقا متكاملا وقادرا على أن يبقي الكأس الإفريقية هنا في المغرب، على حد تعبير المدرب بادو الزاكي. طبعا، وهذا واضح أن الغيابات ( بنعطية و الشماخ والسعيدي مهاجم ستوك سيتي وزكريا لبيض و أشرف لزعر) كان لها بعض الأثر في البروز بهذا المستوي، لكن كل ذلك لن يكون مبررا في تشكيل الصورة الباهتة. ومن هذا المنطلق ستكون المباراة الثانية أمام ليبيا بمراكش يوم الأحد المقبل على أرضية الملعب الكبير انطلاقا من الساعة الثامنة ليلا، مناسبة ثانية لمعرفة درجة العمل الذي سيقوم بادو الزاكي وطاقمه المساعد في إنتظار الإمتحان الإفريقي الصعب. ومعلوم أن هذه المباراة هي رابع مباراة يخوضها المنتخب الوطني تحت إشراف بادو الزاكي منذ توليه مهمة تدريب المنتخب في ثاني ماي 2014 ، وأول تعادل بعد فوز على منتخب الموزمبيق (4 - 0) وخسارتين بنتيجة واحدة 2 - 0 أمام منتخبي أنغولا وروسيا.