اعتبرت الأميرة للا حسناء في كلمتها في افتتاح الشق الرفيع المستوى لكوب 23 أن إعلان مراكش، الذي تمخض عن مؤتمر كوب 22، شكل نقطة تحول هامة فيما يخص الانتقال بالالتزامات إلى التفعيل ، معتبرة أن مايبرر وجود مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، يكمن في تربية المواطنين وتحسيسهم بشأن البيئة. وفي هذا السياق، كشفت الأميرة للا حسناء التي تمثل جلالة الملك محمد السادس، عن برنامجين من برامج المؤسسة، وهما برنامج المدارس الإيكولوجية، وبرنامج الصحافيون الشباب من أجل البيئة وقد تحدثت الأميرة عن تجربتين اثنتين لما تقوم به المدارس الإيكولوجية، منها ما يجري حاليا بمدينة طنجة مثل مروحية هوائية من أجل استخدامها في أغراض بيداغوجية . أما فيما يخص برنامج «الصحفيون الشباب من أجل البيئة»،فإنه مافتئ -تقول الأميرة- يثير إعجابنا مع توالي السنين،نظرا لجودة التحقيقات المكتوبة والمصورة التي ينجزها التلاميذ،وكذا لدقتها وجماليتها .وفي هذا السياق، أنجز فريق من إحدى الثانويات التابعة لمدينة الناظور الواقعة شمال المملكة، تحقيقا حول الأسباب الكامنة وراء اندلاع الحرائق بالغابات، أثناء فترات الجفاف، وقد سلط الفريق الضوء على الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية،مقترحا إشراك الساكنة المحلية ضمن مقاربة تشاركية في الجهود الرامية إلى وقاية وحماية الثروة الغابوية. كما قام بعض التلاميذ من إحدى الثانويات بمدينة سمارة الواقعة جنوب المغرب بمقاربة مختلف الاستراتيجيات المحلية في مجال مكافحة التصحر، وكذا تقييم جدوى المشروع، المتعلق بالحزام الأخضر المحيط بالمدينة،وهو المشروع الذي يوجد حاليا قيد الإنجاز، ومن منطلق الإلمام التام بالرهانات الراهنة -تضيف الأميرة للا حسناء-أشرف هؤلاء التلاميذ على تهيئة مشتل نموذجي داخل مؤسستهم التعليمية ،وحرصوا على انتقاء الأصناف الغابوية المستوطنة، الأكثر تلاؤما مع البيئة المحلية وخلال تعاقبهم على المنصة، في افتتاح الشق الرفيع المستوى لكوب 23 بمشاركة الأميرة للا حسناء، أجمع قادة العديد من الدول وكذا رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، على تثمين مساهمة الرئاسة المغربية في الدينامية، التي باتت تطبع مجال المناخ في أفق تنفيذ اتفاق باريس، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على زخم مراكش، من أجل تجسيد أهداف هذا الاتفاق التاريخي بالنسبة لمستقبل الأرض المهددة بالتغيرات المناخية. وأشاد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ميروسلاف لايتشاك، بريادة المغرب في مجال العمل، من أجل المناخ، في إطار رئاسته للكوب 22 بمراكش في نونبر 2016، الأولى بعد التوقيع على اتفاق باريس حول المناخ في 2015 ودخوله حيز التنفيذ سنة 2016. وقال المسؤول الأممي «أشكر المغرب الذي اضطلع بدور قائد العمل من أجل المناخ في إطار رئاسته للكوب 22 «. من جانبها ، أشادت المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل بالشراكة التي أطلقت السنة الماضية بمدينة مراكش، برئاسة كل من ألمانيا والمغرب، والتي استهدفت الدعم والمساعدة، من أجل وضع مخططات العمل الوطنية حول المناخ. وذكرت آنغيلا بأن الشراكة حول مخططات العمل الوطنية المتعلقة بالمناخ تجمع حوالي 50 بلدا . وتهدف هذه الشراكة التي تشمل البلدان المتقدمة والبلدان النامية إلى جانب المؤسسات الدولية، إلى ضمان حصول البلدان على الدعم التقني والمالي، الذي تحتاجه من أجل تحقيق أهداف طموحة في مجال المناخ . وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إشادته بانخراط المملكة لفائدة حماية المناخ. وقال «محاربة التغيرات المناخية تعد إحدى المعارك الأساسية الراهنة «، منوها في هذا الصدد ب» انخراط المغرب» الذي احتضن كوب 22 والذي «يساهم بالعمل على المستوى الدولي لفائدة المناخ «. من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من الاستثمار في الطاقات الأحفورية التي تعد ب»مستقبل غير مستدام»، وذلك في خطاب له خلال المؤتمر ال23 حول المناخ (كوب23 ) المنعقد في بون . وأوضح « تم استثمار مبلغ مالي يقدر ب825 مليار دولار خلال 2016 في الطاقات الأحفورية و في القطاعات التي تنتج انبعاثات مرتفعة من الغازات الدفيئة «. ودعا في هذا السياق، إلى «وقف الرهان على مستقبل غير مستدام يعرض الاقتصادات والمجتمعات للخطر «. وحسب غوتيريس فإن «التغيرات المناخية، هي التهديد الرئيسي في وقتنا الراهن ، وواجبنا هو رفع الطموح «، من أجل مكافحة وبشكل أكثر نجاعة، الاحتباس الحراري. وعلى مدى حوالي أسبوعين، تنكب وفود الدول المشاركة في مؤتمر كوب 23 تحت رئاسة دولة فيجي ، على وضع دليل قواعد للتصدي للتغيرات المناخية. ويدعو اتفاق باريس، الذي تمت المصادقة عليه في دجنبر 2015 ودخل حيز التنفيذ سنة 2016، البلدان إلى محاربة التغيرات المناخية، من خلال الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ألى أقل من درجتين مئويتين وعدم تجاوز 1،5 درجة. وتتوخى رئاسة دولة فيجي لكوب 23 الحفاظ على التوافق المتعدد الأطراف، الذي أطلقه اتفاق باريس من أجل تقليص انبعاثات غاز الدفيئة والزخم الذي أطلقه مؤتمر كوب 22 بمراكش، من أجل تنفيذ اتفاق باريس من خلال جملة من المبادرات المناخية.