يحتفل الشعب المغربي، يومه الخميس، في أجواء من الفخر والاعتزاز والإكبار من طنجة إلى الكويرة، بالذكرى ال62 لعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى، والتي تعتبر مناسبة عظيمة لاستحضار أمجاد ملحمة جهاد العرش والشعب ضد الاستعمار. وسيظل التاريخ يذكر أنه أمام التلاحم النموذجي بين محمد بن يوسف وشعبه الوفي، والذي كانت أروع صوره مساندة جلالته للمطالبة بالاستقلال وتعاونه مع الحركة الوطنية، وخطابه التاريخي بطنجة، تحركت قوات الاحتلال ضد السلطان ونفي هو والعائلة الملكية إلى كورسيكا سنة 1953 ومنها إلى مدغشقر سنة 1954. ولم تزد هذه الفعلة الشنيعة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال، المغاربة إلا حماسا ووطنية، لتنطلق بذلك شرارة ثورة الملك والشعب في ال 20 من غشت 1953، والتي ستعجل بإنهاء الاستعمار الفرنسي للمملكة. ولم تهدأ ثائرة المقاومة والفداء إلا بتحقيق أمل الأمة المغربية قاطبة في عودة بطل التحرير والاستقلال ورمز الوحدة الوطنية المغفور له محمد الخامس، طيب لله ثراه، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال وبفضل نضال بطل التحرير الوحدوي تم انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب عام 1956 واللقاء التاريخي بمحاميد الغزلان بممثلي وأعيان ووفود أبناء الصحراء المغربية عام 1958 واسترجاع طرفاية في نفس السنة، وما تلاها من تحرير الأقاليم الجنوبية بفضل المسيرة الخضراء، وفي 14 غشت من سنة 1979 تم تعزيز استكمال الوحدة الترابية للوطن باسترجاع إقليم وادي الذهب.