عرفت مدينة برشيد منذ فترة ليست بالهينة تنفيذ عمليات إجرامية ظلت العصابة المقترفة لها بعيدة كل البعد عن قبضة العناصر الأمنية رغم مذكرات بحث على الصعيد الوطني الصادرة في حق أفرادها والذين يتزعمهم الملقب ب « الشو«، ونتيجة لذلك وأمام تزايد ضحايا العصابة الإجرامية وضعت عناصر الأمن الوطني كل إمكانياتها قصد إيقافها و تقديمها للعدالة حيث تأتى لها ذلك بفضل مجهودات شجاعة مكنتها من تطويق الخناق على أفراد العصابة بعد ترصد كل تحركاتها وبالتالي إلقاء القبض عليها رغم المقاومة الشرسة التي أبدتها لأجل الإفلات وعرضها على أنظار العدالة قصد محاكمتها بتهمة محاولة القتل العمدي في حق موظفين عموميين أثناء وبسبب مزاولتهم لمهامهم وتكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقات الموصوفة، التهديد وعدم الامتثال، إلحاق خسائر مادية عمدا بملك الغير، التستر على مجرم و عدم التبليغ والمشاركة، الاتجار في مسكر ماء الحياة صنع تقليدي . مراحل إلقاء القبض على زعيم العصابة بتاريخ 6 يوليوز 2014 توصلت رئاسة المنطقة الأمنية ببرشيد بإخبارية مفادها أن الملقب ب «الشو» المعروف بسوابقه القضائية في ميدان السرقة من داخل الناقلات و المبحوث عنه من قبل أمن برشيد بسبب الاتجار في مسكر ماء الحياة يتواجد بالقرب من فرع إحدى البنوك المتواجد بشارع محمد الخامس بالمدينة يتربص لزبناء البنك وأنه يمتطي سيارة من نوع ألفا روميو بيضاء اللون رفقة شخصين آخرين، هذه الإخبارية عجلت بتحرك عناصر الأمن الوطني بالمدينة قصد إيقاف المعني بالأمر ، ونظرا لخطورة المجرم فقد استغلت عناصر الأمن سيارات خاصة غير مميزة، ومن خلالها تمت مراقبة المعني عن بعد إلى أن ترجل أحد مرافقيه من السيارة صوب سيارة أخرى مستوقفة على مقربة من البنك ، أطل من نوافذها ثم عاد أدراجه ليلتحق بزملائه من جديد، حينها تحركت عناصر الشرطة بسرعة وحاصرت سيارته بواسطة السيارات الخاصة التي استعملت في هذه العملية ، غير أن المعني وأمام ذلك توجه بسرعة جنونية صوب سيارة تعود ملكيتها لأحد الموظفين وصدمها بقوة ما تسبب في إحداث فجوة مكنته من الفرار، ليتم تعقبه عن بعد بواسطة سيارة أخرى بطريق غير معبدة صوب دوار الميمنات، إلى أن لحق عطل بعجلتها اليسرى ، ما جعله يتخلى عنها على مقربة من إحدى الضيعات ولاذ بالفرار طالقا العنان لساقيه تسابق الرياح وسط الحقول رفقة باقي أفراد العصابة ، كل ذلك لم ينل من عزيمة عناصر الأمن التي واصلت تعقب الجناة إلى أن تم إيقاف رئيس العصابة الملقب ب « الشو « حيث تم اقتياده مباشرة نحو سيارته لتي خضعت حينها لتفتيش دقيق تم على إثره حجز هاتفين نقالين وكذا آلة حديدية حادة ( بينسة ) ومقص حديدي وشمعة تشعيل محرك (بوجي) وشفرة حلاقة وهي الأدوات التي كانت أفراد العصابة تستعملها في تنفيذ عملياتها الإجرامية ، بعدها تم سياقته وقطر السيارة إلى مقر المنطقة الأمنية حيث فتحت الضابطة القضائية محضرا قانونيا في النازلة بتعليمات من النيابة العامة رئيس العصابة ازداد سنة 1982 ببرشيد عازب معروف وسط أصدقائه و معارفه بلقب « الشو « نشأ وسط أسرة متكونة من ستة أفراد انقطع عن الدراسة في سن مبكرة لعدم رغبته في مواصلتها، ونتيجة معاشرته لبعض رفقاء السوء انحرف سلوكه و أخد يقترف سرقات حيث كان يستهدف في بداية إجرامه الشاحنات المحملة بالبضائع والتي كانت تقف بالقرب من مسكنهم بعد ذلك تطور سلوكه الإجرامي في هذا الميدان وأصبح يستهدف ما بداخل الناقلات وخصوصا المخصصة لنقل البضائع والتي يكون أصحابها قد تمكنوا من بيع بضاعتهم، إذ يعمد جلهم إلى إخفاء مردود مبيعاتهم بداخل مقطورات شاحناتهم، سبق له وا نجنى من وراء ذلك مبالغ مالية مهمة، وقد سبق له وأن قدم إلى العدالة عدة مرات من اجل قضايا مختلفة تتعلق أساسا بالسرقة حيث أدين من اجل ذلك بعقوبات حبسية مختلفة المدد , المتهم ،حين الاستماع إليه رفض الاعتراف والكشف عن مرافقيه اللذين تمكنا من الفرار وكذا عن مصدر السيارة نوع ألفا روميو، الأمر الذي دفع بعناصر الشرطة إلى ربط الاتصال بشركة صناعة السيارات بالدارالبيضاء وتم تنقيط السيارة وبالتالي التوصل إلى الشركة المالكة لها والتي لم تكن سوى شركة كراء السيارات بالدارالبيضاء، واستمرارا في البحث و التحري تم التعرف على الشخص الذي اكتراها ويتعلق الأمر بالرجل الثاني في العصابة، فكان أن انتقلت عناصر الشرطة إلى مسكنه بغرض إيقافه غير أن الأمر لم يكن كذلك, استمرار البحث و الترصد لإيقاف عناصر العصابة لم يكن من السهل الوصول إلى عناصر إجرامية محترفة، تعي كل شيء، و تستحضر في دواخلها كل ما قد تقوم به عناصر الشرطة في حقهم من اجل إيقافهم، بدورها عناصر الشرطة كثفت من مجهوداتها ولم تدع أي معلومة تصلهم في الشأن دون البحث فيها إلى أن توصلت بمعلومة مفادها أن الرجل الثاني في العصابة قد قضى المبيت لدى أحد رفاقه الذي تم التعرف على هويته ومقر سكناه ، وضعت عناصر الشرطة ترتيباتها لمباغتة المتهم ، بعدما تم التأكد من تواجده بداخل منزل صديقه هذا الأخير كان على علم بما وقع وأن الشرطة تبحث عنه في كل مكان، غير أن صداقتهما المتينة جعلته يغامر هو الآخر بمصيره ويخفي رفيقه، حيث حين طرقت الشرطة باب المنزل لاذ المتهم بالفرار عبر الأسطح لينجو مجددا من قبضة العدالة فيما تم إيقاف صديقه بتهمة إخفاء مجرم والمشاركة وعدم التبليغ حيث تم وضعه رهن الحراسة النظرية في بداية الأمر إلى حين انتهاء التحقيق معه . المتهم، ونظرا لإحساسه بقرب القبض عليه بعدما ضربت حراسة مشددة على الأماكن التي يرتادها لم يجد بدا من التوجه إلى مقر سكن عائلته دون أن يدري أن هذا المكان هو الآخر مراقب باستمرار، حيث توصلت الضابطة القضائية معلومات تفيد تواجده هناك ، على أثرها انتقلت فرقة من عناصر الشرطة وحاصرته وألقت عليه القبض بعدما شلت حركته و حجز هاتفين خلويين كانا بحوزته, بمخفر الشرطة لم يجد الرجل الثاني في العصابة من سبيل سوى الاعتراف والبوح بكل الأسرار التي لم تتمكن الشرطة من انتزاعها من زعيم العصابة ، وهكذا اعترف أنه اكترى سيارة من نوع ألفا روميو بطلب من «الشو « بغرض استغلاله في تنفيذ عمليات السرقة من داخل الناقلات مقابل حصوله على مبالغ مالية منه، وأنهم اتفقوا على اقتراف إحدى السرقات ضد احد الزبناء المتوافدين على فرع الوكالة البنكية ببرشيد وأنهم تربصوا على مقربة من البنك لمجموعة من الأشخاص، معترفا بالشخص الثالث في العصابة والذي قال في شأنه أنه هو من ترجل من السيارة و قصد سيارة من نوع ميكان بعدما ركنها احد الزبناء وتوجه إلى البنك بغرض سرقة ما بداخلها وانه اطل من نوافذها ثم عاد إلى السيارة ، وهي اللحظة يقول المتهم التي باغتتهم الشرطة فيها ، ولأجل الإفلات من قبضتهم قام المدعو «الشو« بصدم سيارة أحد عناصر الشرطة بقوة حيث تمكن من إبعادها عن مساره ملحقا بها خسائر مادية ثم استطاع الفرار إلى غاية دوار الميمنات ، وفي الطريق تعطلت عجلة السيارة فتخلوا عنها و لاذوا بالفرار على الأرجل ، بخصوص السيارة ألفا روميو فقد أكد في شانها انه تم تكليفه بكرائها من مدينة الدارالبيضاء وانه تسلم مبلغ 3000 درهم لتنفيذ الغرض حيث تم كراء السيارة بسومة 500 درهم لليوم وسلمها إلى المدعو « الشو « الذي سلمه بدوره 600 درهم مقابل خدمته هذه ن معترفا باقتراف عمليات إجرامية في حق مجموعة من الأشخاص وذلك باستهداف شاحناتهم وسياراتهم على مستوى مدينة مراكشوالدارالبيضاء والجديدة وبرشيد وغيرهم، مضيفا انه كان رفقة عناصر العصابة وهي تتربص لزبناء البنك ببرشيد إلى أن باغتتنا عناصر الشرطة وقامت بمحاصرتنا غير أن « الشو« لم يستسلم وضغط بقوة على دواسة البنزين واصطدم بالسيارة التي كان على متنها رجال الشرطة وتم سلك طريق غير معبدة لتسهيل عملية التخلص من قبضة عناصر الشرطة غير أن هذه الأخيرة قامت بملاحقتنا و نظرا لتعطيلعجلة السيارة فقد تمكن عنصران من الفرار بامتطائهما مهرا كان يرعى إلى جانب حصان غير أنهما سقطا أرضا من فوقه و بعدها حاولوا فك رباط الحصان لكن دون جدوى فكان أن افترقت عناصر العصابة في اتجاهات مختلفة حيث تم إلقاء القبض على « الشو « دون غيره ... بعد استكمال البحث مع عناصر العصابة الإجرامية تمت إحالتهم على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بتهمة محاولة القتل العمدي في حق موظفين عموميين أثناء و بسبب مزاولتهم لمهامهم وتكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقات الموصوفة، التهديد وعدم الامتثال، إلحاق خسائر مادية عمدا بملك الغير، التستر على مجرم وعدم التبليغ والمشاركة، الاتجار في مسكر ماء الحياة صنع تقليدي .