إنها المرة الأولى التي تسند فيها أمور التربية والتعليم في تاريخ الجمهورية الفرنسية إلى سيدة، وتتولى امرأة، مثل الفرنسية من أصل مغربي، نجاة ڤالو بلقاسم هذه الحقيبة الوزارية الأساسية في التشكيلة الحكومية. إن نجاة ڤالو بلقاسم، التي شغلت منصب وزيرة للمرأة وسياسة المدينة والشباب والرياضة في النسخة الأولى من حكومة مانويل فالس، وقبلها وزيرة للمساواة ناطقة رسمية باسم الحكومة في عهد حون مارك ايرو الوزير لأول الفرنسي السابق، تعتبر ثالث وزير يتناوب على وزارة تهتم بالتربية والتعليم منذ بداية عهدة الرئيس الفرنسي الحالي، فرانسوا هولاند. تتمكن إذن، نجاة فالو بلقاسم المغربية من أصول ريفية ، المنحدرة من منطقة بني شيكر نواحي الناظور، وهي عقدها الرابع، من أن تحافظ على مكانتها في تشكيلة الحكومة الجديدة بقيادة مانويل فالس، وتقود كأول أمرأة فرنسية زمام وزارة تعتبر رمزا من رموز علمانية الدولة الفرنسية والمساواة بين الطبقات. وترافق نجاة فالو بلقاسم في تجربتها الحكومية اليوم فرنسية أخرى من أصول مغربية ويتعلق الأمر بمريم الخمري، الرباطية، التي تشرف اليوم في حكومة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس على حقيبة كاتبة الدولة المكفلة بشؤون المدينة بعدما أشرفت عليها في وقت سابق الجزائرية فاضلة عمارة في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ليشكلان معا وقبلهما رشيدة ذاتي، وزيرة العدل في حكومة الوزير الأول الفرنسي فرنسوا فيون خلال مرحلة نيكولا ساركوزي. رمزا للتعددية. فمثلما كانت نجاة فالو بلقاسم واحدة من بين المغاربة الذي يتمتعون بمكانة جيدة داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي لدورها الفعال كمشتشارة بلدية بمدينة ليون وأيضا دورها الكبير الذي لعبته كمتحدثة باسم سيغولين رويال في حملتها للانتخابات الرئاسية لسنة 2007، حظيت مريم الخمري، البالغة من العمر 36 سنة، والتي التحقت بالحزب الاشتراكي سنة 2002 بدعم كبير من عمدة مدينة باريس آن هيدالغو بعدما كانت متحدثتها الرسمية في الانتخابات البلدية الأخيرة. لقد تمكنت مريم الخمري كاتبة الدولة المكفلة بشؤون المدينة، التي عاشت بالمغرب مدة عشر سنوات، ما بين 1978 و1988، من اختبار تدبير التجمعات الكبرى سوى في جانبها الاجتماعي أو الأمني، إذ كانت إحدى نائبات عمدة مدينة باريس آن هيدالغو ، مكلفة بالقضايا ذات الارتباط بالأمن والوقاية، وسياسة المدينة والاندماج. إن مريم الخمري، التي أحبت رياضة الكاراتي والشطرنج، ثمرة زواج بين أبيها المغربي وأمها الفرنسية المنحدرة من منطقة «بروطون» بشمال غرب فرنسا، رأت النور سنة 1978 بالعاصمة الرباط، لتعيش طفولتها في مدينة طنجة، قبل أن ترحل إلى الديار الفرنسية وعمرها لم يتجاوز حينها تسع سنوات، لتعيش في مرحلة أولى بمدينة بوردو، حيث كانت فاعلة في الحقل الطلابي وممثلة للطلبة بمجلسهم بمنطقة «لاجيروند»الفرنسية، قبل أن تلتحق بالجامعة وعمرها لا يتجاوز 17 سنة، لتبدأ مسارا متميزا توجته بانتخابها نائبة لعمدة باريس.