مرّت حوالي 9 أشهر، على اللقاء التواصلي الذي كان قد استدعى له والي جهة الدارالبيضاء سطات السابق خاليد سفير، عددا من ممثلي الهيئات النقابية والجمعوية لمهنيي سيارات الأجرة، وتحديدا يوم الجمعة 16 فبراير الجاري، والذي تم خلاله تقديم حصيلة إنجاز تأهيل قطاع سيارات الأجرة، إضافة إلى عرض حول برنامج تأهيل محطات سيارات الأجرة، في حين خُصّصت النقطة الثالثة من جدول أعمال اللقاء لطرح مختلف المواضيع التي قد تكون محور اقتراحات من طرف المهنيين من أجل تناولها وبسط تفاصيلها دعما لخطة إصلاح القطاع وتأهيله. لقاء كان عنوانه الأبرز، هو إعادة تنظيم العلاقة بين مهنيي سيارات الأجرة والزبائن، التي تميزت في كثير من الأحيان بالاحتدام والصدام، نتيجة لعدد من المسلكيات من الجانبين معا، والتي كانت تغذيها ممارسات بعض سائقي سيارات الأجرة الذين كانوا يعتمدون انتقاء الوجهات والزبائن، ولا يعيرون اهتماما لهندامهم ومسلكياتهم، فضلا عن الحالة المهترئة للسيارات التي يقودونها، وهي العوامل التي كانت تجعل من عملية تنقل عدد كبير من المواطنين أمرا مستعصيا تعتريه عدة اختلالات، بل يكون أحيانا، محفوفا بالمخاطر، وهي الوضعية التي لا ينكرها حتى المهنيون المحترفون أنفسهم، الذين كانوا بدورهم يعانون من تبعات هذا الأمر ويدعون إلى تنظيم المهنة وإلى تمكينهم من حقوقهم كاملة نظير الخدمات التي يقدمونها باعتبارهم رقما أساسيا في معادلة النقل والتنقل على صعيد المدينة المتروبولية. احترام الزبون، الهندام، وضعية سيارة الأجرة، السلوك، الاستجابة، تشغيل العدّاد وعدم حجبه، تطبيق التعريفة القانونية، اعتماد العقد النموذجي الذي يحيل على تجديد الأسطول، هي وأخرى نقاط تم الوقوف عليها والحسم فيها، لكن وبعد كل هذه المدة لايزال تطبيق عدد منها تعتريه العديد من الاختلالات، إذ تتواصل وبكل أسف ممارسات غير مقبولة من طرف بعض السائقين، الذين يتجولون في المدينة بسيارات للأجرة وضعيتها الميكانيكية مهترئة ومشهدها يبعث على الشفقة، ومع ذلك يستمر حضورها ويجد الركاب أنفسهم مضطرين إلى استعمالها للتنقّل إلى وجهاتهم، هذا في الوقت الذي يواصل بعض السائقين انتقاء الوجهات، واعتماد «الراكولاج» دون استشارة، والتدخين أمام الركاب، وغيرها من السلوكات غير المهنية، وينضاف إلى ذلك استمرار احتلال أزقة وخلق العرقلة، والتسبب في التلوث والإزعاج، من طرف مجموعات من سيارات الأجرة من الصنف الكبير، في غياب محطات بمواصفات مهنية، وهو الوضع الذي تعيشه العديد من الأحياء، كما هو الحال بالنسبة لأزقة بتراب الملحقة الإدارية درب الكبير بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، على مقربة من سجن «عين البورجة» القديم في اتجاه ساحة «كراج علال» وغيرها، التي تعيش حالة من الفوضى في غياب بدائل تقدّمها السلطات المختصة؟ ملف من المفروض أن يكون مطروحا على مكتب الوالي الجديد، زاهود، من أجل الوقوف على مآله، وخلخلة مياهه الراكدة، التي لها من التداعيات الشيء الكثير والتي ترخي بظلالها على يوميات البيضاويين وتزيد من عتمة المدينة، وترفع من منسوب الاحتقان البشري اليومي والاختناق المروري، وتوتر العلاقة بين المواطنين وبعض المهنيين التي تكون المواجهة فيها مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الشائنة، التي تصبح شوارع المدينة البيضاوية مسرحا لها!