قبيل حملة انتخاب المجالس المحلية ، صيف سنة 2015 ، تسربت لدى سكان سيدي بوزكري المهددين بالافراغ ، وثيقة موقعة من طرف الرئيس السابق لمجلس بلدية مكناس ، تطمئن السكان على ان مشكل تسوية الوعاء العقاري موضع النزاع، قد تم حله وان أجرأة هذا الحل مسألة وقت ومساطر لا غير .. ونظرًا لفقدان السكان ثقتهم في المسؤولين الذين تنصلوا من تعهداتهم اكثر من مرة .. فقد توجسوا تناورا من وراء تسريب هذه الوثيقة فِي هذا الوقت بالذات.ومع ذلك قدموا حسن النية ، فتم إقناع كل السكان من طرف التنسيقية بأن يوقفوا اعتصامهم ، حتى تمر الانتخابات المحلية في اجواء هادئة ، وحتى يبعدوا ملفهم الاجتماعي عن كل تجاذب انتخاباوي .. وعكس ما كان يتوقعه السكان ، فقد حط بالمنطقة ، طاقم من المهندسين والتقنيين الطوبوغرافيين ! وصاروا يقطعون الوعاء الى اجزاء ، مما جعل الطمأنينة تتسرب ثانية الى نفوس السكان ، خاصة بعد توقيع وزير الأوقاف على محضر تمكين السكان من المساكن التي اشتروها سابقا ، وخاصة ايضا بعد وضع الأسس لأجرأة هذا الحل، من قبيل تحديد ثمن المتر المربع في حدود لا تتجاوز 100.00درهم في الأقصى ، ومن قبيل التدرج في تنفيذ الاتفاق على دفعات ، يأتي السكان على رأسها . لكن ارتياح السكان لم يدم, وحل محله التوجس والترقب ، وذلك بفعل التلكؤ في تنفيذ الاتفاق! قبل ان يتوقف كل شيء ، وتعود الأمور الى نقطة البداية، عندما اقدمت نظارة الأوقاف بمكناس قبيل عيد الأضحى الأخير ، على بعث إنذارات للسكان تأمرهم بالافراغ ! وما زاد في تسريب الشك الى النفوس ، هو المحاولات الحثيثة التي يسعى اليها البعض ، لتفتيت وضرب وحدة السكان !!! ماذا ننتظر اليوم من السكان الذين تمت طمأنتهم بمحاضر رسمية موقعة من طرف مسؤولين في الدولة, يتقدمهم وزير في الحكومة المغربية .. ثم انقلب عليهم المسؤولون أنفسهم ، كلهم او بعضهم , يهددونهم بالافراغ ؟ واية مصداقية ستبقى للإدارة في نظر هؤلاء السكان ؟ . «بصيص أمل واحد ، مازال السكان متمسكين به – يقول السيدان علي فضل الله ومحمد بوزردة – وهو ان السيد الكاتب العام للعمالة ، قد عقد اجتماعا مع التنسيقية ، أكد خلاله ان الاتفاق المفضي الى الحل سيتم تنفيذه وفقا للمحاضر الموقعة .. وإذا ما تأكد ان الهدف من هذا اللقاء – يقول عضوا التنسيقية – هو المزيد من ربح الوقت .. فلن يعود أمامنا بعدها إلا طريق النضال بكل الأشكال المشروعة .. وسنبدع أشكالا نضالية جديدة لمواجهة هذا الحيف والظلم الذي جعلنا نعيش وعائلاتنا قلقا مزمنا .. قد يتحول الى جنون ..»