في شهر نونبر من سنة 2012، تقدم المواطن عبد الرحيم عشاب رقم بطاقته الوطنية BK111951 بشكاية إلى كل من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، وأخرى إلى رئيس المجلس العلمي بالدار البيضاء بشأن قضيته مع إمام أحد مساجد كاليفورنيا، والذي اتهمه بخيانة الثقة التي وضعها فيه أحد الأمراء السعوديين، حيث لم يقم بتسجيله ضمن الأشخاص الذين تعهد الأمير بالتكفل بنفقات حجهم وهم »صهر هذا المواطن والإمام والمؤدن بالإضافة إليه شخصياً، وقام بتسجيل والديه وأحد أصدقائه، وبالتالي فوّت عليه فرصة أداء فريضة الحج، هذه القضية التي تعود إلى تزامن وجود أمير سعودي مع إشهار اعتناق صهر هذا المواطن الايطالي »أيوب« اسلامه بمسجد كاليفورنيا. وأراد هذا الأمير أن يضع بصمته على هذ الحدث من خلال التكفل بنفقات الحج لصهره الايطالي وله هو أيضاً، واعتبر المواطن عبد الرحيم عشاب أن تصرف الإمام كان مخالفاً لما تم الاتفاق عليه، وبالتالي اعتبر تصرفات هذا الإمام «نصباً وتحايلاً»، مما جعله يلجأ إلى الجريدة التي أشارت إلى ذلك في عدد سابق سنة 2012. لم يقف المواطن عبد الرحيم عشاب عند هذا الحد، بل كان يقوم بنسخ المقالات والشكايات المقدمة ضد الإمام ويوزعها على المصلين أمام أبواب المسجد وفي الممرات والطرق المؤدية إليه. وفي الأوقات التي يكون فيها هذا المسجد مكتظاً بالمصلين، كانت آخرها في رمضان الأخير. إلا أن مجرى القضية عرف منعطفاً آخر، حيث أظهرت التحقيقات التي أجريت من طرف الدوائر المسؤولة لا علاقة لها مع التهم التي وجهها هذا المواطن ضد إمام المسجد. ومع ذلك، لم يكن رد فعل هذا الأخير عنيفاً، بل لم يعط للموضوع أي أهمية لثقته بنفسه، وهو الشيء الذي أكده العديد من المصلين بهذا المسجد والمقربين من هذا الإمام. ولأن عملية توزيع منشورات أو أي مطبوع دون سند قانوني يعتبر خرقاً للقانون، فإن عناصر أمنية اعتقلت من كان يقوم بعملية التوزيع، لتعود القضية من جديد إلى الواجهة لكنها بطريقة معاكسة، حيث أصبح المشتكى به سابقاً صاحب حق والعكس صحيح. ومرة أخرى، تظهر خصال هذا الإمام الذي تنازل عن متابعة هذا المواطن، رغم ما تسبب له من أضرار نفسية ليس كشخص، ولكنه كإمام مسجد كبير يؤم عددا كبيرا من المصلين في أوقات الصلاة والمناسبات الدينية. هذا ما جعل عبد الرحيم عشاب يعود للجريدة لتقديم اعتذار عبر صفحاتها لهذا الإمام، طالباً منه الصفح عما سبق وعما تسبب له من أضرار نتيجة سوء الظن ويبرئه من جميع التهم التي سبق واتهمه بها راجياً منه أن يتمم تعقله وحكمته وتبصره، وينسى كل هذه الأمور، وأن يسامحه أمام الله عز وجل.