قال تعالى: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) سورة إبراهيم. قال رسول لله صلى لله عليه وسلم «إذا قال المسلم لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما». و قال صلى الله عليه وسلم: ((أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَلَّةٌ منهن كانت فيه خَلةٌ من نفاقٍ حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصَم فجَر((. ..يقال «وضاع» في الكلام أي كذاب ومفتر وهي من صيغ المبالغة ..الموضوع من الكلام أو أي حديث …أي المنسوب كذبا لشخص آخر .. وقال الحافظ السيوطي رحمه الله ذلك : والواضعون بعضهم ليفسدا (***) ديناً وبعض نصر رأي قصدا كذا تكسباً وبعض قد روى (***) للأمراء ما يوافق الهوى جرد الباحثون أسبابا كثيرة «للوضع» منها: الخلافات السياسية والمذهبية والفكرية ..والحاملون للفكر الظلامي المشبع بالتطرف والترهيب …وابتغاء التحكم والتسلط .. والتقرب إلى الحكام أو من بيده نفوذ أو سلطة ما .. والإصابة بالغرور الذي يجعله يظن أنه أحسن من غيره وأن كل ما يقوله هو الحقيقة..ومنها التأثير على الناس لاستمالتهم والتأثير فيهم لاستغلالهم لأغراض دنيوية شتى .. فإذا كانت النميمة والغيبة مذمومتين ومكروهتين كراهة تحريم … فإنهما تشملان كل أنواعهما وأشكالهما وتلويناتهما …. وسواء أكانتا من العامة البسطاء الممتلئة قلوب ممارسيها حقدا وكراهية ومكرا وحبا للإساءة … أو كانت ممن يصنف نفسه عالما أو فقيها أو مفكرا … بل أكثرهم ضررا وخطورة هو الذي يوزع الحقد والطعن ويتحدث بما شاء من إساءات لايخاطب بها شخصا أو بضعة أشخاص فقط وهو يتخوف من أن يسمعها من بجوارهم ..بل يتعمد إيصالها إلى من هب ودب من الناس ويبثها عن قصد بوسائل إعلامية معينة لتصبح شائعة ويتبجح بصلافة وتعارض مع القيم الإسلامية الثابتة والسنن الدينية الواضحة التي تنهى عن التطاول على الناس و المساس بكرامتهم و انتهاك حرماتهم ..وتنهى فوق ذلك عن التشكك في عقيدتهم ودينهم ..وتتجاوز ذلك باتهامهم بما لايصح التفكير به ولا قوله ولا الترويج له بالكفر والزندقة ..الخ. فالمعروف في ديننا أن أساتذتنا لم يكن يجرؤ لاغفير ولا وزير على التطاول عليهم لأنهم يحترمونهم بفعل مكانتهم ودورهم التربوي ويتعاملون معهم بالتوقير التام بمجرد التعرف على مهنتهم …والأمر علميا يسري على المربين الأساتذة بكل أصنافهم .. كما يسري على من أسس مدارس في الوطنية والسياسة والنضال من أجل الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، ومن ضحى في سبيل بناء دولة الحق والقانون ليكون فيها الأمي كالعالم والحاكم كالمحكوم سواء أمام القانون، لاحق لأي منهم المساس بكرامة وأفكار وحقوق الآخر .. ومن نافلة القول ان التظاهر بسلوك قلما يخدع ويعمي عن الحقيقة المغيبة ..ولايعدو أن يكون سوى نفاق يضلل ويدخل الناس في متاهات قد تمس بمستوى إيمانهم وصفاء عقيدتهم ..وهذا من أخطر ما نجح فيه أمثال مسيلمة الكذاب في كل العصور فتسبب في فتن وهرج ومرج مازالت تبعاتها وانعكاساتها تسيء لأهل زماننا هذا … قال الشاعر زهير بن أبي سلمى ومهما تكن عند امرئ من خليقة (***) وإن خالها تخفى على الناس تعلم ويمكن اختصار أهداف «الوضاعين» في .. استهداف مبيت للآخرين بطريقة سيئة، لغايات غير شريفة، بنية التشويش عليهم، وإلهائهم في معارك فارغة، والتشكيك في أفكارهم، والكذب عليهم، ووضع ونشر حكايات وأباطيل ونسبتها إليهم لتأليب الناس على الناس والإيقاع بينهم ..ليخلو لهم الجو ليفعلوا بعباد لله ماشاؤوا مما يتجاوب مع هواهم وطيشهم وحمقهم ولو بإشعال فتنة تكون هي المهلكة والحالقة … قَالَ رَسُولُ للَّهِ صَلَّى للَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ))مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ((.