قالت سفيرة أستراليا المعتمدة بالرباط، بيرينيس أوين جونس، إن افتتاح سفارة بلادها بالرباط يدشن مرحلة جديدة في العلاقات الأسترالية-المغربية، لأنه يمهد الطريق لتمتين التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية. وأكدت أوين جونس، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، على" وجود رغبة سياسية، في المغرب كما في أستراليا، لتعزيز العلاقات واغتنام إمكانيات عقد شراكة مربحة للطرفين". وعبرت السفيرة الأسترالية عن رغبة بلادها في وضع أسس متينة للنهوض بالتعاون الثنائي في ميادين مختلفة، خاصة المبادلات التجارية والاستثمارات وجهود إقرار السلم والأمن ومحاربة الإرهاب الدولي بالإضافة إلى المجالات المرتبطة بالتغير المناخي والحكامة وبناء القدرات. وقالت إنه "لشرف كبير" أن تتولى منصب سفيرة بلادها بالمغرب، معبرة عن تفاؤلها بأن افتتاح السفارة يعد لبنة مهمة في الشبكة الديبلوماسية الأسترالية ومكسبا كبيرا بالنسبة للحضور الديبلوماسي الأسترالي بالقارة الإفريقية و"إشارة تعكس قوة علاقاتنا الثنائية وبرهانا للثقة في مستقبل المغرب". وأشارت الديبلوماسية الأسترالية إلى أن المغرب وأستراليا احتفلا بحلول الذكرى الأربعين لعلاقاتهما الدبلوماسية في 2016، مشيدة بالأواصر الوثيقة بين الشعبين، حيث يزور الآلاف من الأستراليين المغرب كل سنة. وأضافت أوين جونس أن مهمتها تتمثل في إعطاء زخم دائم للعلاقات مع المغرب وفتح آفاق للتعاون الثنائي، مسجلة أن البعد الجغرافي لا يمنع البلدين من ربط علاقات وثيقة يطبعها تطابق وجهات النظر حول مختلف القضايا الدولية. وأشادت السفيرة بالجهود التي يبذلها المغرب في المجالات المتصلة ببناء قدرات المؤسسات الوطنية الخاصة بحقوق الإنسان والحكامة الجيدة ونوهت بالالتزام الفعال لجلالة الملك محمد السادس في سبيل تعزيز دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان وتجسيد مبادئ العدالة والحكامة الجيدة. وفي ما يخص صورة المغرب بأستراليا، أكدت الديبلوماسية الأسترالية أن المملكة تحظى بإعجاب الأستراليين بصفتها وجهة سياحية مرموقة. وقالت في هذا الصدد إن الأستراليين واعون بالمستقبل الواعد الذي ينتظر المغرب، مضيفة أن المملكة استطاعت الاستفادة من موقعها الجغرافي في مفترق الطرق بين القارات. وأشادت أوين جونس "بالنجاح الكبير" الذي توج قمة الأممالمتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 22)، التي احتضنتها مدينة مراكش، معبرة عن "إعجابها" بقدرة المغرب على تعبئة المجتمع الدولي لمواجهة التحديات التي يطرحها التغير المناخي. وعلى الصعيد الجيوستراتيجي، أبرزت السفيرة أن المغرب وأستراليا يعتبران من أقطاب الاستقرار في منطقتيهما، مشيرة إلى تنامي دور أستراليا الإقليمي وعلاقاتها مع الأسواق الآسيوية الصاعدة والتزامها الفعال بقضايا الأمن خاصة في جنوب المحيط الهادئ، وأيضا شراكاتها مع دول من خارج القارة، وفي هذا السياق، أوضحت أن بلادها استطاعت أن تجمع بين تحالف استراتيجي مع الولاياتالمتحدة وعلاقات تجارية قوية جدا مع الصين. وأفادت السفيرة أنه من المنطقي أن يقوم كل من أستراليا والمغرب، بصفتهما يضطلعان بدور قيادي في منطقتيهما، بتعزيز التعاون الثنائي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مضيفة أن البلدين يتعاونان في الهيئات الجهوية والدولية لحماية مصالحهما والدفاع عن المواقف المشتركة. وسجلت أن أستراليا تبدي اهتماما كبيرا بدور المغرب في مواجهة الإرهاب الدولي ودعم جهود الاستقرار الإقليمي. وقالت السفيرة أنه في الوقت الذي يواصل فيه الإرهاب نشر عدم الاستقرار في كافة أرجاء العالم، تبقى أستراليا شديدة الالتزام بالعمل بمعية المجتمع الدولي لمحاربة التطرف العنيف، مشيرة إلى أن افتتاح سفارة بلادها بالرباط سيمكن من الدفع بالتعاون لمعالجة الإشكاليات الأمنية ومحاربة الإرهاب. وبخصوص العلاقات التجارية، ذكرت السفيرة الأسترالية بأن التبادل التجاري بين بلادها والمغرب بلغ 89,3 مليون دولار عام 2017.