كاد تسرب هواء ضغط ضخم، بأحد المعامل المتخصصة في صناعة العلك و»الفانيد»، الممتد بين شارع إبن تاشفين وزنقة زينب إسحاق بحي لافيلليت بالدارالبيضاء، ليلة الثلاثاء/ الأربعاء الماضي، أن يتسبب في كارثة تهدد حياة آلاف السكان المقيمين بالعمارات السكنية الجديدة المحيطة بذلك المعمل (الوحيد الذي لا يزال يعمل بتلك المنطقة السكنية الهائلة إلى جوار طاحونة تابعة لإحدى شركات الدقيق الشهيرة). ذلك أنه في حوالي العاشرة ليلا، سمع تسرب هائل لهواء ما، جعل كل السكان يهرولون إلى نوافذهم، وظلوا يصرخون متسائلين عن سبب ذلك التسرب، قبل أن يكتشفوا، بعد اتصالهم بعمال المعمل ذاك، أن الأمر يتعلق بتسرب هواء غازي للضغط، من إحدى ماسورات آلات التدوير الضخمة العاملة بالطاقة. وطمأنوهم أنهم أطفأوا النار وتحكموا في ذلك التسرب وأنهم أوقفوا كل الآلات العاملة بالمصنع حتى يتم إصلاح سبب ذلك التسرب. الحقيقة، أن ذات المعمل، بآلياته المتقادمة جدا، بتوفره على «شوديرات» قديمة وأعمدة عالية (أنظر الصورة) لطرح الأدخنة، يتسبب يوميا في تلوث كبير بالمنطقة، ضحيته ساكنة العمارات المجاورة، الذين يصاب أبنائهم بحساسيات جلد مختلفة وكذا حساسية تنفس، مثلما أن كل حاجياتهم المنزلية وسياراتهم تصبح سوادء يوميا، بسبب النقط السوداء الصغيرة التي تنفثها تلك الأعمدة صباح مساء. ورغم الشكايات المتعددة والرسائل التي بعثت إلى السلطات المحلية، وتقديم الوعد أنه سيتم ترحيل ذلك المعمل في أفق 2013، فإنه قد مرت شهور ولم يتحقق أي شئ. بل إن الخطر قائم جديا، لا قدر الله، في تلك المنطقة، مثلما حدث ليلة 12 غشت 2014، الذي لو انفجرت إحدى تلك «الشوديرات» الضخمة، وهي متهالكة بشكل واضح للعيان والتي تعمل بالفيول الشديد الإشتعال والإنفجار، لكانت الكارثة أشد من كارثة جريمة بوركون الأخيرة بالدارالبيضاء. فهل ثمة ضمير مهني وإنساني له القدرة على التدخل لوضع حد لهذا الخطر النائم بين آلاف الأرواح من السكان بزنقة زينب إسحاق بحي لافيلليت بالدارالبيضاء. من خلال ترحيل ذلك المعمل إلى مناطق صناعية خاصة بمعامل مماثلة؟. متتبع