تفاجأ الرأي العام المغربي عامة، ومكونات الحقل الرياضي الجامعي بشكل خاص، بحرمان هذا المنتخب من المشاركة في هذه الألعاب، علما بأن إنجازات عدائيه لهذه السنة تؤهلهم لتحقيق نتائج جد مرضية. كان لخبر إلغاء مشاركة المنتخب الوطني الجامعي لألعاب القوى في الألعاب العالمية الجامعية الصيفية ،المقررة بطايبي شهر غشت المقبل، الوقع السيء لدى جل مكونات هذا المنتخب من طلبة و تقنيين. فمند أكثر من سنيتين والجميع في هذا القطاع يعمل جاهدا لتمثيل المملكة المغربية أحسن تمثيل، وإعلاء الراية الوطنية في هذا المحفل الرياضي الطلابي العالمي. وفي هذا الصدد، سطرت الإدارة التقنية الوطنية برنامجا إعداديا على مدار السنة، كذلك قامت بتتبع الطالبات والطلبة في الملتقيات الرياضية داخل المغرب و خارجه، للوقوف على مدى تحقيق الإنجازات المؤهلة للمشاركة في هذه الدورة. إن الطالبات والطلبة، الذين تم انتقائهم لهذا الحدث الرياضي الجامعي الكوني، عملوا بجدية كبيرة و باحترافية عالية خلال الفترة التحضيرية، وذلك من أجل الظهور بالمستوى اللائق للحصول على شرف تمثيل المنتخب الجامعي المغربي في هذا الملتقى، الذي يشهد مشاركة أكثر من 170 دولة من كل أرجاء العالم. ولهذا الغرض، تم استدعاء ثلة من الطلبة المرموقين في تربص إعدادي أول بمدينة إفران، تمكنت اللجنة التقنية الوطنية خلاله من الوقوف على مستوى العداءات والعدائين الجامعيين المشاركين، والذي يعتبر بحسب المهتمين والمتابعين لألعاب القوى الوطنية، مستوى تقنيا هائلا وجد واعد. وحسب تجربة الفريق التقني الساهر على هذا المنتخب، والذي سبق وأن أبلى البلاء الحسن في عدة مناسبات رياضية عربية وعالمية منظمة من طرف الجامعة الدولية للرياضة الجامعية (FISU)، فإن الأوقات المحصل عليها من طرف الطلبة تمكنهم لا محالة من تشريف المغرب والحصول على مجموعة من الميداليات في تظاهرة رياضية عالمية، تعد ثاني أكبر تجمع رياضي عالمي بعد الألعاب الأولمبية، وهذا راجع كما سلف الذكر للإنجازات والأرقام المحصل عليها، كل حسب اختصاصه. وقد سبق لهذا المنتخب الفتي، أن أحرز ثلاث ميداليات فضية في الألعاب العالمية الجامعية، التي أقيمت بكوريا الجنوبية صيف سنة 2015، و احتل بذلك المغرب المرتبة 40 من بين 177 دولة مشاركة، متصدرا بذلك العالم العربي وثالث إفريقيا. كما شرف هذا المنتخب المغرب في بطولة العالم الجامعية للعدو الريفي، والتي أقيمت بإيطاليا شهر مارس من السنة الماضية، باحتلاله للمراتب الأربع الأولى، وتتويجه ببطولة العالم الجامعية في هذا النوع الرياضي على المستوى الفردي أو الجماعي. وقد تفاجأ الرأي العام المغربي عامة، ومكونات الحقل الرياضي الجامعي بشكل خاص، بحرمان هذا المنتخب من المشاركة في هذه الألعاب، علما بأن إنجازات عدائيه لهذه السنة تؤهلهم لتحقيق نتائج جد مرضية. إن قرارا من هذا القبيل لا يخدم مصالح الرياضة الجامعية وأهدافها النبيلة، التي ترمي إلى مد جسور التآخي والتلاقي بين الطلبة على المستوى الوطني والدولي، وترسيخ المواطنة الكريمة والغيرة الوطنية، باعتبار الرياضة عامة والرياضة الجامعية بشكل خاص، قاطرة للتنمية والاندماج الاجتماعي ورافعة للإشعاع الدولي. إحباط كبير انتاب الطالبات والطلبة الذين تم اختيارهم، والذين جعلوا هذه التظاهرة هدفا أسمى في الإعداد البدني والتقني طيلة الموسم الرياضي. وضرب لسنة كاملة من العمل الجاد والمضني لكافة مكونات المنتخب الوطني الجامعي لألعاب القوى. والجدير بالذكر أنها المرة الأولى، منذ التحاق الجامعة الملكية المغربية للرياضة الجامعية بالإتحاد الدولي للرياضة الجامعية، التي سيغيب فيها المغرب عن هذه التظاهرة العالمية، الشيء الذي سنعكس سلبا على استمرارية العمل، ومصداقية الجهاز الإداري والتقني الساهر على الرياضة الجامعية، علما أن هذه المشاركة كانت مسطرة في البرنامج الرياضي الجامعي لموسم 2016 – 2017، ومصادق عليه من طرف المكتب التنفيذي للجامعة الملكية المغربية للرياضة الجامعية.