تعددت الجرائم الأخلاقية و تنوعت بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، جرائم ارتكبت لأسباب مختلفة تعد من أتفه الأسباب ، فهناك من امتطى سواء في صفوف الرجال أو النساء عالم الجريمة الأخلاقية قصد المتعة و تلبية الحاجات النفسية و الغرائزية و أخرى لحب الظهور و إظهار المفاتن و غيرها ترتكب في إطار العناد أو تصفية حسابات داخلية أو لتدارك مركبات نقص يشعر بها الجاني كما أن للوضع الاجتماعي المزري الذي تعيشه العديد من الأسر تأثير في ارتكاب جرائم أخلاقية . من بين هذه الجرائم الأخلاقية و التي بدأت تستفحل في أيامنا هذه حيث أخذ مرتكبوها في تصاعد نجد الخيانة الزوجية حيث بدت تظهر مؤخرا في مجتمعنا بشكل ملفت للنظر خصوصا من طرف النساء ، الأمر الذي ينعكس سلبا على الحياة الأسرية و بالتالي على المجتمع برمته حيث تتشرد الأسر و يضيع الأطفال و تهدم كل الروابط و القيم الزوجية . ملفات الخيانة الزوجية من طرف النساء أصبحت تعج بهم المحاكم ، سواء بناء على شكاية تقدم بها الزوج في الموضوع أو اثر عملية إيقاف من طرف عناصر الأمن الوطني أو الدرك الملكي في إطار حالة تلبس ، كما حصل بمدينة الجديدة ، و سيدي بوزيد و سيدي إسماعيل و سيدي بنور و بني هلال و غيرها من المناطق بدكالة ، ملفات عديدة في هذا الجانب و أكثرها المسكوت عنه خوفا من الفضيحة و نظرة المجتمع للأسرة . حاولنا الاقتراب من عدة مصالح قصد معرفة عدد الملفات و المتعلقة بالخيانة الزوجية من طرف الزوجة ، غير أننا كنا في كل مرة نصطدم بأسلوب الكتمان و عدم الإفصاح عن حقيقة هذه الملفات ، دون أن ندري سبب هذا التخوف أو التستر الغير المعلن عنه صراحة ، ليبقى البحث و الاجتهاد هما السبيل للكشف عن بعض الملفات التي وقع فيها بحث و اعتقال و صدور أحكام بالسجن النافذ دون التطرق إلى تلك التي وقع فيها التنازل من طرف الزوج أو تم السكوت عنها . بناء على شكاية الزوج المتواجد رهن الاعتقال بالسجن المحلي بالجديدة و التي يتهم من خلالها زوجته من كونها تتعاطى الفساد مما نتج عنه وضعها لمولود حديث العهد قامت عناصر الشرطة بالاستماع إلى المشتكى بها حول المنسوب إليها و في إطار البحث اعترفت من كونها على علاقة جنسية غير شرعية بشخص آخر رغم أن العلاقة الزوجية لازالت قائمة بينها و بين زوجها موضحة أن تلك العلاقة كان من نتائجها إنجاب طفلة توفيت بعد ولادتها بحوالي ستة أشهر و أن وفاتها كانت طبيعية و أنها تتوفر بمقر سكناها على ما يفيد ذلك و أنها قضت مدة زمنية رفقة خليلها بالدوار ن بناء على اعترافات الزوجة تم وضعها تحت الحراسة النظرية ، ليتم بعد ذلك و في إطار استكمال عملية البحث الانتقال إلى مقر سكناها حيث أدلت بشهادة وفاة الطفلة مفادها التي تؤكد كون الوفاة كانت طبيعية . الزوجة و بعد 15 سنة من الزواج أنجبت خلالها ابنة ، صرحت كون زوجها كان يدفعها لتعاطي الفساد بطريقة غير مباشرة حيث كان يمتنع عن الإنفاق عليها و على ابنته كما كان يطالبها بمده بمبالغ مالية من اجل اقتناء السجائر و الخمر و هو يعلم أنها لا تمارس أية حرفة ، و أمام إلحاحه و الظروف الاجتماعية المزرية تضيف المتهمة اهتدت إلى تعاطي الفساد حيث أقامت علاقة غير شرعية مع احد الأشخاص منذ حوالي خمس سنوات و أن زوجها كان على علم بذلك بدليل انه كان لا يسألها عن مكان تواجدها و أنها كانت تقضي المبيت مع خليلها مرات عديدة و كثيرة بغرفة بمدينة سيدي بنور و أنها قضت رفقة خليلها شهر رمضان ما قبل الأخير بأكمله ، و نتيجة لممارسة الجنس مع خليلها ظهرت عليها أعراض الحمل حيث وضعت مولودة من جنس أنثى و بعد ستة أشهر توفيت نتيجة مرض الم بها و أنها تتوفر على شهادة تتبث أن الوفاة طبيعية قبل أن تقوم بدفنها . قصص مثيرة تتضمنها محاضر الضابطة القضائية حول أسباب و دوافع تعاطي بعض الزوجات للفساد و خيانة أزواجهن رغم المعاناة المشتركة بينهم لبناء الأسرة و التصدي لقساوة غلاء المعيشة ، وقائع حية تشير كون الظاهرة آخدة في الانتشار و بذلك تتحطم الأخلاق و المبادئ التي قيل فيها الكثير خصوصا بالنسبة لما تمثله المرأة في مجتمعنا المغربي . جرائم الخيانة الزوجية من طرف المرأة صنعت منها في بعض الأحيان سيدة مجرمة بما تحمله الكلمة من معنى سواء بطريقة مباشرة و منظمة أو غير مباشرة ، من بينها أن تقدم الأم على ارتكاب جريمة قتل في حق فلذة أكبادها ، لتتحول من مصدر الحنان و العطف إلى مصدر الخوف و القتل ، و نسوق هنا ما وقع لإحدى السيدات بنواحي سيدي بنور التي أقدمت على وضع حد لمولودها و دفنه تحت نبات الصبار حتى لا يكتشف أمر خيانتها لزوجها . حسب محضر الضابطة القضائية و بناء على شكاية تقدم بها أحد الأزواج ضد زوجته يتهما بالخيانة الزوجية تم استدعاء المسماة (ب ? أ ) من جديد إلى مركز الضابطة القضائية بسيدي بنور لأجل تعميق البحث معها طبقا لتعليمات النيابة العامة حيث جاء تصريحها الثالث مخالفا تماما لكل ما سبق . تقول المتهمة ( ب ? أ ) في تصريحها الثالث وبعد كل التصريحات السابقة الخاطئة التي أدلت بها أنها تريد أن تسرد كل الحقائق كما هي لتخلص ضميرها , وكل ما هناك أنها كانت متزوجة بالسيد ( ب ? ب ) وأنجبت منه طفلين بنت وولد لكن على اثر سوء تفاهم حصل بينهما حول عدم تسجيله لأبنائه بالحالة المدنية طردها من بيت الزوجية ، فتوجهت إلى المنزل الأبوي لتعيش مع والدتها هناك حيث ظلت معها لمدة ثلاث سنوات ، وانه مؤخرا ما يقرب عن تسعة أشهر تكونت بينها وبين المسمى ( أ - ح ) علاقة حميمية ، حيث بدأ هذا الأخير يشتري لها ما تحتاجه من دكان المواد الغذائية ( تبد ? زيت ? صابون ...) فبدأ يراودها على نفسها لممارسة الجنس معه فاتفقت معه حيث كان يقتحم المنزل ليلا ليمارس معها الجنس وينصرف ، وقد سلمها في المرة الأولى 40 درهما وفي الثانية 60 درهما وفي المرة الثالثة لم يعطيها شيئا ، وبعد هذه الممارسات الغير الشرعية تضيف ( ب- أ ) من خلال تصريحها للضابطة القضائية ، ففي الشهر الأول الذي مر عليها ظهرت عليها بوادر الحمل فأخبرته ( عشيقها ) بالأمر وطلبت منه مساعدتها لكي تسقطه خوفا من الفضيحة لكن هذا الأخير غادر الدوار وغاب عن الأنظار بمجرد توصله بهذا الخبر ، فبقيت تنتظر إلى أن كبر حملها وبقيت حكايتها تتداول على ألسنة أهل الدوار إلى غاية يوم ولادة الجنين ، وتتذكر على أنه كان يوم ثلاثاء حيث كانت والدتها غائبة عن المنزل وعلى أن سيدتين من الدوار هما اللتان قامتا بمساعدتها ويتعلق الأمر بالسيدة ( ف ? ج ) والسيدة ( ل ? ف ) إلى أن وضعت الجنين من جنس ذكر لكنه خلق ميتا حيث لم يبكي وشاهدوه وهو جثة هامدة . آنذاك انصرفت إحدى السيدتين وبقيت الأخرى معها لأجل دفن المولود حيث قامت بالحفر والمتهمة تكلفت بالدفن قرب شجر الفرعون المحيط بمنزلهم وعلى أنها مستعدة لمرافقتهم وإرشادهم على مكان دفن الجثة ، على ضوء هذه المعلومات وطبقا لتعليمات النيابة العامة انتقل رجال الدرك رفقة المتهمة إلى الدوار مع طلب سيارة الإسعاف التابعة لإحدى الجماعات المجاورة وكذا رجال الوقاية المدنية ، وتوجه الجميع إلى منزل المعنية بالأمر ، وبمجرد وصول الجميع إلى المكان المقصود دلتهم على المكان الذي قامت فيه بدفن جثة الجنين وهو يوجد بالضبط بسياج المنزل المحاط بشجر الفرعون بمكان مختبئ ، حينها قام رجال الوقاية المدنية بعملية الحفر ، فتبين فعلا بأن هناك جنين ملفوف في قطعة من الثوب ، ملطخ بالتراب المختلط بالدم ، وكانت الجثة منحلة تفوح منها رائحة كريهة ، تم استخراجها ثم نقلها على متن سيارة الإسعاف إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بالجديدة قصد التشريح بينما وضعت المعنية بالأمر تحت الحراسة النظرية ليتم فتح تحقيق مع المدعو ( أ ? ح ) الذي اعترف من خلال تصريحه في المرة الثانية على أنه مارس فعلا الجنس بطريقة غير شرعية مع المسماة ( ب ? أ ) ثلاث مرات في مكان خال من السكان بإحدى الحقول المجاورة وكان في كل مرة يسلمها مقابل ذلك 100 درهم وأنه لم يكن يعلم أن المعنية بالأمر لازالت على ذمة رجل آخر كونها صرحت له أنها مطلقة ، نافيا كل النفي علمه بالحمل وما تبع ذلك ، ليتم وضعه هو الآخر تحت الحراسة النظرية . حسب بعض الأخصائيين النفسانيين و الاجتماعيين فان ظاهرة الفساد أو الخيانة الزوجة في صفوف النساء تعد جريمة بكل المقاييس ترجع لعدة أسباب منها ضعف النفس البشرية أو نتيجة خلافات أسرية بين الرجل و المرأة أو نتيجة سوء معاملة هذه الأخيرة و كذا لعدم إحساسها أو شعورها بالاطمئنان في علاقتها مع زوجها ... أسباب متعددة قد تقود الزوجة إلى خيانة زوجها بما يجعلها تنحرف عن الطريق السليم و بالتالي عوض أن تنشأ أسرة طيبة الأخلاق نجدها تؤسس لأسرة متشتتة متشردة كلها كره و كراهية للمجتمع و بالتالي إنجاب أطفال الشوارع و المنحرفين ممن يعدون عالة على المجتمع . في قضية للخيانة الزوجية و التي كانت منطقة بني هلال مسرحا لها ، نظمت أسرة الزوج مؤخرا وقفة احتجاجية أمام مقر مركز الدرك الملكي بسيدي بنور تنديدا بسلوكات بعض الأشخاص الذين يتعاطون للوساطة بين النساء المتزوجات و الراغبين في ممارسة الجنس معهن ، حيث رحبوا بعملية إيقاف التي قامت بها عناصر الدرك الملكي في حق الزوجة الخائنة و الوسيط مطالبين بإنزال أقصى العقوبات عليهما ، في ذاك الصباح كان الزوج يحمل بين ذراعيه طفله الصغير الذي لا يتجاوز عمره الثلاثة سنوات محاط بإخوته و أبناء عمومته يردد في ألم « اللهم إن هذا لمنكر ... « لم يعد يصدق أن زوجته التي كان ينفق عليها و يوفر لها كل ما تحتاجه قد تسلك هذا الطريق المحرم شرعا و المرفوض في مجتمعنا ، في ذلك اليوم تم استقبالهم من طرف عناصر الدرك الملكي و تقدموا بشكاية في الموضوع بينما كانت الزوجة و الوسيط وراء القضبان بالسجن بمدينة الجديدة ، بمنطقة زاوية سيدي إسماعيل ضبطت سيدة متلبسة بالخيانة الزوجية بعدما قاد الزوج عناصر الدرك الملكي إلى مكان تواجد زوجته رفقة عشيقها ، لم تنكر الزوجة أمام الضابطة القضائية ما نسب إليها من خيانة في حق زوجها و أنها تحب عشيقها في تجاهل تام للروابط الأسرية و ما يجمعها بزوجها في إطار الشرع و القانون ، بمدينة الجديدة خصوصا بسيدي بوزيد ضبطت عدة حالات تتعلق بالخيانة الزوجية في صفوف سيدات لا يحتجن إلى المال أو شيء من هذا القبيل ، بل كان الدافع هو إرضاء الرغبة الجنسية و الشعور بالسعادة وسط أحضان ما حرمه الله ، جرائم أخلاقية تنذر بمستقبل نجهل معالمه المجتمعية و يخلط الأوراق بين الحق و الواجب و الحرية الشخصية ، فكم من سيدة توفيت رفقة عشيقها إما داخل بيوت كانت إلى غاية الأمس القريب محجوبة عن أنظار السلطات المحلية و عناصر الأمن و الدرك أو اثر حوادث سير ، و منها كذلك من صنع من الزوجة الظريفة اللطيفة لبؤة مفترسة تنهش جيوب الآخرين و تتخذ من الخيانة الزوجية مصدرا لمدخول مادي محترم و منها من جعلها تتحول إلى مجرمة ترتكب أبشع الجرائم تصل حد القتل في وقت لا نجد فيه اتفاق لمربين و علماء اجتماع و أطباء نفسانيين لعلاج للظاهرة ، كما أنه ليس هناك اتفاق بينهم حول الأسباب الحقيقية المؤدية بالزوجة إلى حافة الانحراف و ارتكاب جريمة الخيانة الزوجية و بالتالي يبقى الاجتهاد مطلبا رئيسيا من كل فئات المجتمع من جمعيات و أحزاب سياسية و مؤسسات عمومية و غيرها للتفكير بجد في الظاهرة و تناولها بشيء من الحزم بعيدا عن الخجل و الركون إلى الصمت المخيف تجنبا لكل تشتت أسري أو إفساد مجتمعي .