من منا لم يستمتع بأغنية «ليلي طويل...» رائعة الفنان المغربي المتميز يونس ميكري، التي حازت على جائزة الأسطوانة الذهبية سنة 1972، والتي لقيت تجاوبا مع جماهير العالم، المبدعيونس ميكري ابن الأسرة الفنية الشهيرة التي ظلت تحافظ على مكانتها الإبداعية في الساحة الغنائية، لأزيد من منتصف قرن تقريبا، حيث تأسست فرقة «الإخوان ميكري «عام 1962، مكونة بداية من الشقيقين محمود وحسن بعد أربع سنوات من ذلك التحقت بهما شقيقتهما جليلة صاحبة الصوت المؤثر،ثم مع مطلع السبعينات سيكون أول ظهور فني ليونس أصغر الإخوان ميكري... الفنان يونس ميكري، رآكم تجربة فنية متنوعة بين الغناء والتلحين والتمثيل، كما ساهم في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام السنيمائية والتلفزيونية والمسرحيات المغربية والأجنبية... زوجة الفنان يونس ميكريهي الممثلة الصامتة نادية نيازي، قليلة الظهور إعلاميا، رغم حضورها المتميز في السنيما والتلفزيون، اشتهرت بأدوار تغلب عليها الدراما الكوميدية، من خلال اغلب الأدوار التي لعبت فيها صور مختلفة «للأم» المغربية في قضايا اجتماعية من الواقع مثل فيلم «فاميلا جنب الحيط» الفيلم الذي اعجبت به فئات عريضة من الجمهور، باختلاف أعمارهم، كما أنها شاركت في عدة أفلام أخرى مغربية وأجنبية... مرت أزيد من 34 سنة على أول لقاء جمع بين يونس ونادية، حيث التقى بها رفقة أخته برحاب الكلية بالرباط، وهي طالبة بشعبة اللغة الإنجليزية، لم تكن تظن أنها سوف تلج عالم الفن، رغم تجربتها في المسرح الجامعي، لكن الأقدار شأت أن تنضم الى اسرة ميكري والى الأسرة الفنية بعد ذاك، أنجابا شابة جميلة تتابع دراستها بفرنسا حاليا، اختارا لها اسم «إيزانة» نسبة الى اسم جدة نادية أي والدة والدها المنحدرة من الأقاليم الصحراوية، ويرمز هذا الإسم في اللهجة الحسانية الى التمني.... يصف الفنان يونس ميكري زوجته «بالمرأة الصبورة الأصيلة، صاحبة الشخصية القوية، ودودة واجتماعية احتضنتني كولد لها لا كزوج عاشت معي كل المراحل الصعبة، وأنا في بدايتي الفنية برغم أنها لازالت لم تلتحق بالوسط الفني، إلا أنها تفهمت وضعيتي وساندتني جيدا، فهي سيدة مميزة، تحضر فيها كل مواصفات المرأة المغربية التي تسعى للحفاظ على بيتيها بمسؤولية وحزم، لها قدرة على التربية الإيجابية للأبناء، انها سيدة أصيلة بامتياز...» شاركت الفنانة نادية نيازي ،فيعدة أفلام سنيمائية وتلفزيونية مغربية وأجنبية أخرها الفيلم الأمريكي «tayrant»و هو قيد العرض ثم «عاشقة من الريف» الذي حازت فيه على جائزة أحسن دور خلال المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ثم فيلم «خونة»والذي شارك في انتاجه كل منكريم دباغ, شون جوليت, اودريروزنبيرج ثم فيلم «النهاية» و فيلم «بيغاس» و «محطة الملائكة» ثم فيلم «ملائكة الشيطان» بالإضافة الى اعمال سنيمائية وتلفزيونيه أخرى.... كما شاركت الفنانة نيازي الى جانب البطلة والوزيرة السابقة نوال المتوكل، والخبيرة الدولية في حقوق الإنسان أمينة بوعياش والممثلةصوفيا هادي، إلى جانب الحقوقي إدريس اليازمي رئيس مجلس حقوق الإنسان، والإذاعي الشهير بمومو، والمسرحي رشيد فكاك ، وهم سبعة حملوا رقم 7 الذي يمثل حكايات سبع، لكفاح ومعاناة خاصة لنساء عبر العالم من جواتيمالا، وأفغانستان، والباكستان، ونيجيريا، وإيرلندا الشمالية، كلها قصص عنف أسري ومجتمعي تحكي قصة نساء عانين الأمرين تحت ويلات الحرب، والفقر، والأمية، يرسمن حياتهن بالشكل الذي أردن، والفكرة هي عبارة عن أداء مسرحي نقلته السفارة السويدية في المغرب، كما فعلت في دول أخرى عديدة للتوعية بحقوق النساء، حيث تناوب على أداء وتقمص هذه الحالات والشهادات أسماء معروفة من كل بلدان العالم، وجاءت التجربة إلى المغرب؛ لإقناع هؤلاء العاملين في مجالات مختلفة، لتقديم هذه القصص باللهجة المغربية الدارجة في قالب درامي مبتكر، أبطاله شخصيات عامة معروفة في الوسط المغربي جاء هذا العمل موازاة مع اليوم الوطني للمرأة بالمغرب.. في دردشة مع الفنانة نادية بخصوص مميزات زوجها يونس ردت مبتسمة» من الصعب أن أصف شخص تميز بالوضوح كثيرا والهدوء ولطول مدة علاقتنا ظننت ان جميع الرجال مثله، فهو يكره الروتين، حيث يقضي معظم وقته بين عمله وهواياته المتنوعة مثل المطالعة والموسيقى والسباحة إضافة أنه مهوس بحب البستنة، فهو عاشق للطبيعة يتفنن في تزيين الحدائق، إبداعاته المختلفة، تجعله مشغول طيلة الوقت وحتى ان كان متواجد بالبيت فهو دائم الحركية...» استطاع الفنان يونس ميكري كما هم اخوانه أن يتركوا في الأرشيف الفني المغربي أغاني خالدة ،ببصمة مميزة ،لم تتكرر رغم مرور أربع عقود ونصف من الزمن، فهو تأثر بالموسيقى الغرناطية الجميلة التي درسها بمدرسة الطرب الغرناطي التابعة لدار الشباب السبتي بوجده، كما كان متأثرا بخالدات الفنانين محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفيروز، لقد ورث حب الموسيقى والإبداععن أبويه ،حيث كان والده عازفا ممتازا على العود ،كما كان فنانا تشكيليا، و والدته التي عرفت بصوتها الجميل المتميز في أداء مدح النبي عليه السلام بزاوية مولاي عبد القادر الجيلالي، إضافة الى أنه تعلم عشق السينما مند طفولته حيث دأبت والدته على اصطحابه و أخته جليلة الى قاعات السنيما لمشاهدة جديد الأفلام المعروضة أنداك... رغم صقله لموهبته الفنية وسط أخويه حسن و محمود أسس الفنان يونس فرقة «البوب» وهو ساعتها لم يتجاوز الرابعة عشرة سنة مامكنه من التعرف على أغاني «البينكفلويد» و «البيتلز» و»سانتانا» وغيرهم وقد زواج بين الموسيقى المغربية الأصيلة المستوحاة من التراث و الموسيقى الغربية العصرية الحديثة، ليتميز في إبداعه وأدائه الغنائي الناذر، هاجر الى فرنسا عام 1976 ليكمل تعليمه في «الصولفيج» ويدرس البيانو بمدرسة «موزيك ديدي» بباريس وقد غنى مع مجموعة «إم بوي « ومع المغنية الفرنسية ماريا روسا بعد 5سنوات عاد الى المغرب ليتابع دروسا في الهارموني بالمعهد الوطني للموسيقى بالرباط،حيث قضى به أربع سنوات ،وبعد إتمام دراسته الاكاديمية الموسيقية، ومع مطلع التسعينات ، كان الفنان يونس ميكري من أوائل الفنانين الذين أسسوا استوديو مجهزا بأحدث التقنيات الموسيقية للتسجيل الموسيقي بالرباط ،تكوينه الأكاديمي وتجربته الميدانية والتطبيقية جعله ملما بكل ما يتعلق بعوالم الموسيقى، وإبداعها خاصة وأنه لم يتطفل عليها يوما ،لقد ساهم في تطوير الموسيقى التصويرية، وقد تميز إبداعه في العديد من الأفلام المغربية بل أضفى عليها رونقا وجمالية في تصويرها مثل فيلم «العربي» درب مولاي الشريف» وفيلم «الإسلام ياسلام» و»أصدقاء الامس» و« الاجنحة المنكسرة» « عود الريح»...الخ والعديد من الأفلام المغربية والأجنبية التي زادتها أنامل موسيقى يونس جمالا وإبداعا.... إضافة الى هذا ،فالفنان يونس اقتحم عالم السنيما التي أحبهاإلى جانب الموسيقى، وقدأبدع في أدوار عدة تميز فيها بحضوره في التمثيل رغم مكوثه بعالم الغناء طويلا، حيث شارك في أفلام عديدة نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر»علي، ربيعة والاخرون» ثم «الدارالبيضاءيالدارالبيضاء» «وجها لوجه» و «أركانة» و«قصة حب» ثم لعبة الحب» «السمفونية المغربية» وحجاب الحب» و « ياسمين والرجال»...الخ هكذا عبر المبدع يونس ميكري عن علاقته بالسنيما» لقد ولجت عالم السنيما كموسيقي لا كممثل، حيث اشتغلت مند الثمانينات على موسيقى الجنيريك والموسيقى التصويرية للعديد من الإنتاجات السينمائية، لتكون هي سبب اهتمامي بالفن السابع الذي عشقته كثيرا،وكانت فرصة لأحصل على أدوار في أفلام أجنبية فرنسية وايطالية وغيرها، ومن خلالها سوف تتأسس علاقتي ببعض السينمائيين المغاربة، ليعرض على أول دور في فيلم مطول مغربي وهو فيلم «علي، ربيعة والأخرون» للأحمد بولان...» حاز الفنان يونس ميكري على الجائزة الأولى في بداية السبعينات خلال برنامج إذاعي كان يحمل اسم «تراميلان» ثم كرم رفقة إخواته عدة مرات وقد سلمت لهم جائزة « الرباب الذهبي» التييشرف عليها المجلس الوطني للموسيقى بالمغرب برعاية اللجنة الدولية للموسيقى وهي جائزة تمنح للفنانين العرب الذين حققت أغانيهم شهرة عالمية، كما كرمتالأسرة الفنية «مجموعة ميكري «عدة مرات للمكانة التي احتلتها عند المغاربين خصوصا، وفي بلدان أخرى من العالم.... كل من التقى الزوجان نادية ويونس لابد أن يحس بوجودصفات أخلاقية تجمعهما معا، أهمها قلة الكلام، اللياقة والأدب في الحديث، إبداعهما في صمت، يهربانمن الواجهة، يتميزان بالبساطة والتواضع والهدوء، هما نموذج لزواج مبدعين ناجحين، حققا كوبل رائع جدا، نتمنى لهما الاستمرارية في الإبداع والحياة الزوجية المملؤة بالحب والسعادة...