تفاجأ المتتبعون للشأن التربوي بمذكرة صادرة عن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني محمد حصاد تتضمن تعليمات مستعجلة للمصالح المركزية و المصالح الخارجية المتمثلة في الأكاديميات الجهوية و المديريات الإقليمية و المصالح المرتبطة بها داخليا و خارجيا بتجميد جميع التكوينات المبرمجة و الميزانيات المتعلقة بها ابتداء من تاريخه, و خاصة تلك المتعلقة بتجريب و تنزيل المنهاج المنقح للأربع سنوات الأولى بالتعليم الابتدائي . الوزير علل القرار الجديد بضرورة إجراء تقييم لعملية تفعيل المنهاج المنقح على مستوى المؤسسات التعليمية المحتضنة له حاليا ,ودراسة مختلف جوانبه التربوية والتدبيرية مع إبراز نقط القوة ونقط الضعف المرتبطة به والجوانب التي يمكن تثمينها أو تحسينها وكذلك للشروط والتدابير التي يتعين اتخاذها من اجل مواكبة عملية توسيعه وتعميمه على ان يتم انجاز عملية التقييم خلال الموسم الدراسي المقبل,حين إجراء التقييمات الضرورية. هذا القرار اعتبره بعض المتتبعين للشأن التعليمي بالمفاجئ جدا وغير المقنع,ودعوا الوزير إلى ضرورة تقديم تبرير علمي مقنع حول أسباب توقيفه ,علما أن جميع المديريات قامت بعقد اجتماعات وتقييم التجربة وأرسلت تقارير للوزارة. . الجدل الذي خلقه توقيف المنهاج المنقح بين أهل الاختصاص جعل الكثير من المواطنين يتساءلون عن ماهو هذا المنهاج و ماهي طبيعته ونتائجه على التلاميذ , وبعد أن كان يقتصر على دائرة الباحثين والمختصين التربويين , أضحى بقرار من الوزير الجديد حديث الرأي العام, كما أصبح محط انتقاد من طرف المهتمين ,خصوصا وأنه قطع أشواطا كبيرة في الإعداد و جندت له الوزارة السابقة عددا من الخبراء المغاربة والعرب الى جانب الاساتذة والمفتشين التربويين , وصرفت عليه ميزانية مهمة . وبعودة لأسباب نزوله ,كانت وزارة رشيد بلمختار السالفة , وعقب لقاءاتها التشاورية المنظمة في ابريل 2014 حول «واقع وآفاق المدرسة المغربية» رأت أن الوضع يستدعي تدخلا فوريا لمعالجة الاختلالات الحاصلة وصياغة مشروع تربوي جديد ,يقضي بتنقيح ومراجعة المنهاج التعليمي الخاص بالسنوات الأربع الأولى من المستوى الابتدائي ,وتمت المراهنة على ملاءمة مكونات المنهاج الوطني في اللغة والعلوم والرياضيات والمنهاج الافتراضي المعتمد في التقويمات الدولية. ويندرج هذا التنقيح في حدود المستوى الرابع ضمن «التدابير ذات الاولوية «التي اعلنت عنها الوزارة السابقة و اعتبرت أن هذا التدبيرالذي ينسجم مع ما ورد في الرافعة الثانية عشرة من الرؤية الاستراتيجية للإصلاح، يهدف إلى تركيز العمل التربوي للمدرسين على الكفايات والمعارف الأساس في القراءة والكتابة والرياضيات والتفتح في ذات المرحلة، وكذلك إلى إرساء تقييم ممنهج للمكتسبات يدبر من طرف المدرسين ويمكن من تنظيم الأنشطة التربوية ومن تصحيح التعثرات بشكل مندمج وسلس خلال الأنشطة الصفية.كما كان قد تقرر اعتماد المنهاج المنقح على صعيد كل نيابة، بمؤسسة تعليمية على الأقل وإلى حدود 10 في المئة من المؤسسات الابتدائية بالنيابة، مع الحرص على مراعاة تمثيلية الوسط القروي والحضري وشبه الحضري، على أن تخصص بقية مؤسسات العينة المختارة لمكون القرائية، حيث سيتم تجريب الطريقة الأحرفية في تعلم القراءة في السنتين الأولى والثانية ابتدائي، مع توظيف مكتسبات هذه الطريقة في معالجة تعثرات القراءة التي يتم رصدها لدى تلاميذ المستويات الموالية. وللتذكير ,فإن أهم المستجدات التي جاء بها مشروع المنهاج الدراسي المنقح هي: إدراج مادة اللغة الفرنسية ابتداء من المستوى الأول بغلاف زمني قدره ساعتين وتقليص الغلاف الزمني الأسبوعي إلى 27 ساعة لكل من الأستاذ والتلميذ. -اعتماد حصص من 60 دقيقة يمكن تقسيمها في بعض المواد إلى حصتين 55 دقيقة لأنشطة التعلم,إضافة إلى5 دقائق للاستراحة داخل الفصل او لنشاط ترفيهي بين حصتين . مع تقليص عدد الوحدات من 8 إلى 6 في اللغة العربية ومن 12 إلى 6 في اللغة الفرنسية كل وحدة دراسية تمتد على مدى خمسة أسابيع. – حذف أسبوعي الدعم العام والخاص والاكتفاء بأسبوع واحد لتقويم ودعم الوحدة – تقديم القواعد اللغوية بكيفية مستضمرة خلال المستويات الاول والثاتي والثالث وإضافة مكون التواصل الشفوي بالمستوى الرابع. – تقديم الحروف العربية في المستوى الاول حسب ما يلي: تقديم حرف واحد في كل أسبوع طيلة الوحدات 1.2.3. ثم تقديم حرفين في كل اسبوع خلال وحدتين 4.و5 ثم تقديم نصوص قرآنية قصيرة وبسيطة مرتبطة بالمجال – تقديم الحروف الفرنسية بمعدل حرف واحد كل أسبوع طيلة السنة الدراسية بالمستوى الثاني-الاستمرار في تقديم الفونيمات المركبة في المستوى الثالث الى حدود الوحدة 3 ويتم تخصيص الوحدات 4.5.6.لقراءة النصوص البسيطة – اضافة مكون معالجة البيانات في مادة الرياضيات – توحيد المجالات في اللغتين العربية والفرنسية من حيث الموضوع. بالنسبة لمادة الامازيغية يتم الاحتفاظ بالبرنامج السنوي مع امكانية التخفيف من بعض مضامينه بتنسيق مع المفتشين التربويين المكلفين بتأطير تدريسها بالتعليم الابتدائي في انتظار إعداد برنامج جديد للمادة – توزيع غلاف زمني أسبوعي للمواد الدراسية حسب المستويات الاربعة : اللغة العربية المستوى الاول 10 ساعات- المستوى الثاني 9 ساعات – المستوى الثالث 7 ساعات –المستوى الرابع 5 ساعات- اللغة الامازيغية جميع المستويات 3 ساعات بكل مستوى. اللغة الفرنسية:المستوى الاول ساعتان- المستوى الثاني 3 ساعات-المستوى الثالث 5ساعات -المستوى الرابع 5 ساعات. قطب الرياضيات والعلوم :الرياضيات جميع المستويات من الاول الى الرابع 5 ساعات بكل مستوى . النشاط العلمي جميع المستويات من الأول إلى الرابع ساعتان بكل مستوى .