حين تفتقت قريحة كافكا عن ابتكار ذلك الجنس الروائي الفريد والمتفرد انطلاقا من قصته "التحول" (La metamorphose)، والقطيعة التي أحدثتها مع الأجناس الروائية الكلاسيكية، لم يكن أبدا ليتصور أنه سيأتي يوم يتجاوز فيه شخص ما في بلد كالمغرب هذا الإبداع الروائي، لكن هذه المرة بتثبيته على أرض الواقع! يتعلق الأمر بالكائن "التحولي" الغريب الذي رعه السيد الرئيس/ المدير في جسم التعاضدية الوطنية للفنانين التي تحولت ألى "أخطبوط" رهيب يقض مضجع كل الفنانين المنخرطين فيها. فكيف لتعاضدية تعيش من الانخراطات المتواضعة لأعضائها ومنح بعض الإدارات العمومية (وزارة الثقافة والاتصال بالخصوص) أن تصرف أكثر من مليون درهم في السنة ( 1.000.000,00 درهم) فقط ما بين أجور المداومين (أزيد من 40.000 درهم شهريا للسيد الرئيس/المدير وحده!) وكراء المقر (10.000 درهم شهريا!)، نعم في الشهر الواحد لا تستغربوا ؟! هذا دون الحديث عن توظيف السيد الرئيس/المدير لأفراد عائلته وأصدقائه وصرف مبالغ باهظة في سفريات "علاجية" بالخارج أو في مصحات خاصة من درجة عالية على شخصه وبعض المقربين منه ! ودون الحديث عن سن طريقة تسيير تسلطية فاشستية بعيدة عن الروح الجمعوية للتعاضديات المتعارف عليها دوليا. ألا يتجاوز هذا ما تصوره كافكا روائيا عن ذلك المولود الذي تحول إلى أخطبوط يكبر بشكل مرعب وغير مفهوم ؟ كيف لتعاضدية للفنانين أن تصرف هذا المبلغ الباهظ بينما تعجز عن صرف تعويضات مرض منخرطيها حيث وصل التأخير في صرفها إلى أكثر من سنة! ألا يستدعي ذلك إقالة كل أعضاء المكتب الإداري ومجموع المندوبين واستدعاء جمع عام استثناءي عاجل قصد تدارك الموقف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بانتخاب مكتب جديد قادر على تصحيح هذا الوضع الشاذ؟ ألا يستوجب هذا الوضع الشاذ، الشنيع والمتهور مطالبة المسؤولين المباشرين عنه باسترجاع كل ما صرفوه لأنفسهم بغير حق ؟ ألا يتطلب هذا الوضع الشاذ، الشنيع والمتهور التدخل العاجل والحازم للجهات المانحة والداعمة قصد وقف هذا النزيف؟ إنه لمنكر ما بعده منكر، وتهور ما فوقه تهور، واستهتار بالقانون والأعراف والأخلاق ما بعده استهتار! وبه الإعلام والسلام.