في حروب الإسبان في المغرب ضد قبائل الريف خلف إلقاء القنابل من الطائرات نهاية حرب سريعة، وذلك عبر محاولة تفجير القرى، شبه الواحات في المنحدرات الصخرية الجافة والمناطق الجبلية. في بداية سنة 1919، بعد فترة زمنية قصيرة و بعد اطلاق صراحه ، غادرعبد الكريم مليلية ، عازما على ضم قدر الأمكان الكثير من مجموعات القبائل و الدعم. فقد كان حافز البالغ أنذاك التاسعة و الثلاثين من العمر ربما هو نزعة الثأر، لكن هدفه تطور الى أبعد من ذلك . كان يرغب في إرغام مدريد على التخلي عن الحماية و تكوين دولة الريف إسلامية وطنية. على الأسبانيين ، كما عبر عن ذلك عبد الكريم ، الرجوع على الأقل إلى سبتة و مليلية ، لأن الحماية لم تأتي إلا بالبؤس ، الفقر، القسوة و العجز . (42 ) إمتدت حملة إقناع عبد الكريم حتى سنة 1921. ثم كانت هناك ستة قبائل مستعدة ، للكفاح جماعيا ضد سلطة الدخلاء . الجزء الكبير كان لا زال موقفه رافضا أو مترقبا . أقلية و عدد متقلب من القبائل قد أدعنت نوعا ما لسيادة المستعمر وجعلت نفسها كذلك في السنوات اللاحقة ، تُشترى للمعارك . لكن الإسبانيين لم يستطيعوا أبدا الإعتماد فعلا على هؤلاء المرتزقة. أنوال: نكبة لإسبانيا أول صفعة لقوات الحرب المتحدة لعبد الكريم ، مجموعة مكونة من 3000 إلى 6000 رجل المعطيات تتقلب ، حدثت في الشرق عند أنوال . فقد جاءت على الفور بالنصر الكبير للمقاومين و بأفدح هزيمة مخزية في تاريخ الجيش الإسباني. الذي سيره القائد العام ، الجنرال منويل فرناندس سيلفستر (43)، بعد حادثة تمويه الموقع بأمر الإنسحاب إلى مليلية نزع إلى فزع من الفرار . الجرحى، المرضى ، السلاح ، العتاد ترك كل شيئ . من إستطاع، نجى بنفسه خلف أسوار مدينة الميناء . الكاتب الإسباني و الجندي رامون خ . المراسلة تقدم في روايته الوثائقية إيمان . الحرب من اجل المغرب إنطباعا عن الحادث ، الذي صعق الجيش و الأمة : هكذا فروا ، يركضون أمام بعضهم ، يتعثرون ، يجرون عائدين و يسرعون إلى الأمام مثل المجنونين . قرب طول الطريق (...) في طريق المرور، الذي يسير بموازاته ، تكدس الموتى . في البعيد يختلط نفس الطاعون ، المتصاعد منهم بالأصوات الممتدة طويلا للبندير و الغيطة ( الات موسيقية مغربية) (...) . الفيلق المغربي أصبح في تزايد مستمر و من بوكيت ، المضيق الجبلي عند دار دريوس حتى تستوين (مكان بين أنوال و مليلية) كانت الأرض بالحرف الواحد متخمة بالجثة المجدوعة. دائما يأتي جنود مطاردين ، إنهم يفرون مذعورين في وجهات دون هدف ، و يقعون تحت رفس الحوافر و ضربات السيوف . تجمع أربعة من المشاة دون دخيرة ينتظرون فيلق فرسان الرماح بسيوف البنادق . حين يرى المُطاردون ، أن هناك مقاومة ، يتوقفون ثم يصوبون البنادق الثنائية الفوهة دون النزول من فوق الخيل. يطلقون بسرعة. الجنود يهرولون متوزعين و يسقطون . بعيدا عنهم تعصف المطاردة . (44) لم تعرف هذه الحرب معذرة من الطرفين . فقليل ما كان يؤخذ الأسرى . التعذيب مثل تشويه الجثت كان شائعا . فتسمية الحرب بين ماي و أغسطس سنة 1921 ب « نكبة أنوال » من الطرف الإسباني، قد توافقت تماما ، حيث عوقبت السلطات الإستعمارية بما بين 192 13 ، هكذا هو العدد المذكور رسميا و 35000 رجل 45 خسارة قوات الأهالي المساعدة لم تضاف إلى ذلك . هوامش : 42 وولمان، المتمردون في الريف، ص . 157 43 القسم التاريخي العسكري، فيلق المغرب، تومو، ص 431. 44 المراسلة، إيمن، ص. 133، 137، 157. الكتاب لفت الأنظار عند نشره سنة 1930 . إيمان رواية ضد الحرب و الجيش ، عمل وثائقي نقدي إجتماعي ، الذي إستعمل الأسلوب التعبيري ، و يعد من أهم الروايات الإسبانية للقرن العشرين. إيمان يوضع في مصاف الروايات الكبرى المعادية للحرب مثل رواية إريك ماريا رومركيز. لا جديد في الغرب ، التي ظهرت سنة 1928 . أنظر إلى جانب ميلر، los Testimonios 45 وولمان ، المتمردون في الريف، ص 96 تقرير كراور/ يشونيك (كما في الملاحظة 4). الدكتور هوكو شتولتسنبرك