في إطار الموائد المستديرة التي تنظم على هامش مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، تم صباح أول أمس الثلاثاء تنظيم مائدة مستديرة ثانية بتعاون مع الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، انصب محورها حول مراحل صناعة وإنتاج الاعمال السينمائية خاصة و السمعية البصرية عموما. وقد نشط هاته المائدة كل من السينمائيين جمال السويسي وأحمد المعنوني والمنتج خالد الزيري وضيفتين أجنبيتين ، تمثل الأولى عالم الصناعة السينمائية الفرنسية وهي السيدة كاترين بيروزي، والثانية تمثل تمثل المجال السمعي البصري الفرنكوفوني وهي السيدة سعاد حسين. إن فكرة إطلاق هذه المستديرة، يقول المخرج أحمد المعنوني، في بداية هذا اللقاء السينمائي الفكري، كونها تدخل في صلب السياسية السينمائية بالمغرب، وخاصة ما يتعلق بالنظام الاقتصادي للإنتاج ومسألة الدعم الذي لا يمكن تبخيسه، إلا أن طريقة توزيعه أصبحت بدون معنى وعبثية في ظروف الراهنة، التي عرفت الكثير من المتغيرات والعديد من التطورات، لأنها لا تفرز كيفا فيلميا يرقى إلى مستوى الطموحات، الذي بدوره لا يترك أرباحا ولايجذب الجمهور إلى القاعات السينمائية..، ومرد ذلك- يضيف المعنوني – أن مشكل الكيف يكمن في عدم الاشتغال في العمق، من المرحلة الجنينية للعمل السينمائي إلى ولادته ومواكبته.. من مرحلة كتابة السيناريو وإعداد الانتاج و التصوير والتوزيع مع ما يتطلبه ذلك من إمكانيات مادية ومخاطبين معنيين بصناعة الشأن السينمائي لإعطاء نموذج عن طريقة العمل،أوضحت الفرنسية كاترين بيروزي أن «صناعة» الفيلم بفرنسا مثلا ينطلق من الفكرة إلى نهاية التصوير، مرورا بالإنتاج والبحث عن طرق التمويل التي يكون بعضها من طرف مؤسسات عمومية، قد تكون محلية، وطنية أو أوروبية (الاتحاد الاوروبي) مختصة، شريطة توفر العمل على مقومات العمل الجيد، وكذا احترام الالتزامات ولو تطلبت عملية الإنجاز مدة زمنية تفوق السنتين أو الثلاث سنوات، لأن الهدف من ذلك هو تفعيل الدورة الاقتصادية التي تساهم فيها الصناعة السينمائية بخلقها لآلاف فرص الشغل، وخاصة لدى الشباب من جهتها أكدت ممثلة منظمة الفرنكوفونية المهتمة بالمجال السمعي البصري سعاد حسين، أن هذه الهيئاة تشتغل على تطوير وإبراز الصناعة السينمائية وكل ما له علاقة بالمجال السمعي البصري لدول الجنوب، حيث كانت وراء ظهور العديد من الطاقات الشابة التي حصلت أعمالها وسائل دعم من الجهات المحلية و الدولية بالإضافة إلى الدعم التي تقدمه المنظمة، الذي يمنح وفق شروط والتزامات معينة لا بنبغي إغفالهما.. المنتج المغربي خالد الزيري بدوره بسط في تدخله إشكاليات ومعوقات الصناعة السينمائية و كذا التلفزيونية، موضحا أن هاته الصناعة تتحكم فيها سلسلة إنتاج بمراحلها المختلفة، وأن ذلك يتطلب الكثير من الالتزامات على مستوى الوقت وعلى المستوى المالي.. كاشفا أن ما يطبع عملية الإنتاج في بلادنا هو تنفيذ الانتاج، خصوصا على المستوى التلفزي..، وان اقتصاد سينمانا اليوم يرتكز تسعون في المئة منه على تسبيق الدعم. النقطة نفسها تحدث عليها المخرج جمال السويسي، كما تحدث عن مشكل التوزيع، الذي اعتبر أنه ينبغي إعادة النظر فيه، وإيجاد الحلول المناسبة له ، حيث أن قلة من الأفلام السينمائية تستفيد، في حين أن الباقي يواجه المصير المجهول.. هذا، ومن بين أهم النقاشات التي أعقبت ما جاء في هذه التدخلات، التي كانت أحيانا حادة وخلقت تصادمات وانسحابات..بين المهنيين أنفسهم، أن المنتج السينمائي المغرب لدينا لا زال بمفهوم « صاحب الشكارة» ، لكنه في الحقيقة ليس هو كذلك في دول أوروبا، حيث المنتج يكون على اطلاع كبير بالسيناريو ويبحث عن الجهات الممولة التي تهتم بمشروع الفيلم سواء على المستوى المحلي القاري او الدولي..