أعلن تنظيم «داعش» عن إقامة دولته للخلافة الاسلامية وأزال اسمي العراقوسوريا من شعاره الحديث، كما أعلن تنصيب خليفة للمسلمين ومبايعة عبدالله إبراهيم «أبوبكر البغدادي» الذي قبل البيعة. وتشمل دولة البغدادي الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراقوسوريا، ويهدد بالتمدد في الاردن ولبنان وباقي المناطق السنية في العالم العربي، وضمنها شمال إفريقيا حيث للتنظيم مواقع متقدمة للتدريب في ليبيا، ويستقطب مئات المجندين من المغرب وتونس ومصر وغيرها، وحتى من المسلمين في أوروبا من مختلف الجنسيات حتى الأصلية منها والأمريكية. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» الإرهابي يوم الأحد، قيام الخلافة الإسلامية. وقال المتحدث باسم التنظيم إنه تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمّى الدولة، ليقتصر الاسم على الدولة الإسلامية. وجاء في البيان أنه «صار واجباً على جميع المسلمين مبايعة الخليفة وتبطل جميع الإمارات والولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جنده». الاعلان عن دولة الخلافة الاسلامية ، استقبل باستهجان في العراقوسوريا، التي اعتبرته مجرد كلام لا قيمة له وأعلنت تجندها لإسقاط التنظيم الارهابي في المواقع التي يسيطر عليها. وليست هذه المرة الاولى التي يعلن فيها تنظيم القاعدة عن دولته للخلافة، فقد أُعلن عن الدولة الإسلامية في العراق سنة 2006 وكان مصيرها الفشل ومقتل زعيمها الزرقاوي على يد القوات العراقية. وبالنسبة لخطر انتشار المد الداعشي خارج المنطقة، فقد سبق أن حذّرت مؤسسة الراند الأمريكية من خطر الإرهاب في منطقة المغرب العربي، وأساسا في الحدود الجزائرية وأقل بكثير في المغرب وحذرت من أن تنقل داعش «أنشطتها الإرهابية الى منطقة المغرب العربي لمنافسة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي». وصدر مؤخرا تقرير يقدم صورة تقييمية عن خطر عن الإرهاب في العالم العربي من إنجاز مؤسسة راند الأمريكية. وهذه المؤسسة تعتبر أهم مركز للدراسات الاستراتيجية في العالم، وتقدم الاستشارة للسلطات الأمريكية في مجال الدفاع والخارجية ومكافحة الإرهاب والعلوم. وركز التقرير الأخير على الإرهاب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وإضافة الى ليبيا وضع الجزائر في خانة الخطر الدائم بسبب قربها من مراكز التوتر في الحدود مع ليبيا وتونس والنيجر ومالي، بينما جاء المغرب في خانة أقل خطر مقارنة مع باقي الدول العربية، ويبقى الأخطر ما نبهت إليه عدد من وسائل الاعلام اعتمادا على تقارير استخباراتية، والذي يفيد باحتمال إعلان «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فرعا لها في المغرب العربي بعنوان «الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي «دامس». وهذا الاحتمال وارد لأسباب متعددة، أبرزها: في المقام الأول، تقدم «داعش» نفسها وريثة تنظيم القاعدة وقد رفضت العمل تحت إمرته، فأعضاء هذا التنظيم يدعون أنهم على خط أسامة بن لادن مؤسس الحركة وليس على خط أيمن الظواهري. وقد رفض قائد هذا التنظيم البغدادي الامتثال لأوامر الظواهري بالعمل تحت راية النصرة في سوريا. وعليه، ترغب في تأكيد وجودها في مجموع العالم العربي والإسلامي. والاخطر أنه يتوفر على آلاف المغاربيين بشكل لم يسبق حتى لتنظيم القاعدة عندما كان في عز قوته في أفغانستان، وهؤلاء المغاربيون يتميزون بالتطرف وكذلك بسهولة التحرك الآن في منطقة الصحراء الكبرى وجنوب الجزائر وليبيا، وكذلك الانتقال ما بين أوروبا والمغرب العربي وبالتالي فإعلان التنظيم قد يكون مسألة وقت لاغير. وكشفت قناة الميادين» عن وجود تقارير أمنية تتحدث عن قياداتٍ تونسيةٍ في هذا التنظيم تقود المعارك في سورياوالعراق، وخلايا في المنطقة المغاربية، وإن لم تعلن ولاءها له، فهي لا تخفي مشاركته في الفكر والمشروع كما يساعده الانفلات الأمني في ليبيا وفي بعض دول الساحل، مثل مالي، ويعزز مخاوف دول الجوار لكونه يفسح المجال واسعًا، أمام هذه الجماعات للتحرك والتدرب والتسلح والتنسيق والتنفيذ. اللقاءات الثنائية التونسية الجزائرية والتونسية المغربية، يحتل فيها الأمن حيزاً واسعاً ومهماً، وفي هذا الإطار جاءت الزيارة الخارجية الأولى للرئيس المصري التي كانت وجهتها الجزائر، وكان محورها الرئيسي الوضع في ليبيا وأمن المنطقة وضرورة التعاون وتنسيق المواقف. كما أعلن المغرب في وقت سابق توقيف عدة خلايا إرهابية أعلنت الداخلية المغربية أنها كانت تسعى لدعم الارهابيين في سورياوالعراق والعودة للمغرب للقيام بأعمال ارهابية تمس الاستقرار بالمغرب.