نظمت الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية (أماييس)، عشية يوم السبت 7 يونيو 2014 بمدينة الدارالبيضاء، لقاء دراسيا وتواصليا حول مشاكل جفاف الفم والعيون المصنفة تحت اسم المتلازمة الجفافية ومتلازمة شوغرن، جمع بين المصابين بهذا المرض ومهنيي الصحة وفعاليات من المجتمع المدني، تحت موضوع «آخر مستجدات المتلازمة الجفافية و متلازمة شوغرن». ويعرف جفاف الفم والعيون المسمى بالمتلازمة الجفافية، باضطراب في الغدد الخارجية الإفراز، خصوصا الغدة اللعابية و الدمعية، مع نقص في إفراز اللعاب والدموع، كما يمكن أن يمس إفرازات الجلد والجهاز التناسلي عند المرأة و الأنف و القصبات الهوائية، وهو يؤدي إلى سلسلة من التداعيات من قبيل جفاف الفم، الزيادة في الإحساس بالعطش، الشعور بوجود الرمال في العيون، احمرار في الملتحمة، وتهيج الأنف والشعب الهوائية والسعال الجاف المزمن ... وهي أشياء لا بد أن يتم التعامل معها بجدية فائقة وألا يستهان بها ، لأن هذه الإفرازات هي بمثابة الحاجز الأول للدفاع ضد البكتيريا، لأنها تنطوي على عواقب متعددة ، كما هو الحال بالنسبة لالتهاب العين، تسوس الأسنان، تقرحات الفم، الالتهابات الفطرية، والتهابات الجهاز الهضمي، مما يؤثر سلبا بصفة ملحوظة على جودة الحياة. وأوضح المشاركون في هذا اللقاء ، أنه من المؤكد على أن هذه الاضطرابات، هي مستخف كثيرا بها حتى الآن في المغرب رغم انتشارها على نطاق واسع، وارتفاع وتيرتها حاليا بسبب الظروف التي تشجع حدوثها مثل تكييف الهواء، والأجواء الساخنة لكن غير المرطبة، التلوث البيئي، بما في ذلك ، كذلك، كثرة استعمال الحواسيب، إذ أن وتيرة وميض العيون تسقط إلى معدل 3-4 مرات في الدقيقة الواحدة في حين أن الوميض الاعتيادي يحدث في متوسط 15 في الدقيقة؟ ووقف المتدخلون في هذا اللقاء العلمي عند أسباب المتلازمة الجفافية ، التي صنفوا من بينها الشيخوخة الفسيولوجية، إذ أن ربع الأشخاص الذين يتعدون سن 60 يعانون من هذا المشكل بصفة مزمنة والربع الآخر يشهد نوبات عابرة، مؤكدين على أن هذا الجفاف يمكن أن تتسبب فيه كذلك عوامل متعددة أخرى من بينها استعمال بعض الأدوية، مشددين على أن هناك أكثر من 400 علامة تجارية من المحتمل أن تسبب جفاف العين والفم، لكن تظل متلازمة شوغرين من أسبابه المهمة و الفريدة. وأوضحت عدة مداخلات أن هذا الداء يطرح مشاكل عدة على صعيد التشخيص وكذلك علاجه، لأنه ليس هناك علاج جذري للمرض، مشيرين إلى أن الأدوية البيولوجية الحديثة تمنح آمالا واعدة ، وهي حاليا موضوع تجارب و دراسات عدة. وقد طالبت الجمعية المنظمة لهذه التظاهرة بتشجيع إدخال بعض الأدوية التي لاتزال غير متوفرة في بلادنا.