الغدد اللعابية هي عبارة عن أزواج من الغدد التي تقع في الرأس والعنق، تكون تحت الفك أو على جانبي الفكين، وتحت اللسان. ويفرز كل زوج من هذه الغدد سوائل وأنزيمات بنوع وتركيز مختلفين، لتسهيل عميلة الهضم داخل الفم. ويستطيع الإنسان، بوجود هذه السوائل التي تفرزها الغدد، الهضم بسهولة، ولكن أحيانا يحدث أن تصاب هذه الغدد ب«حصى الغدد». أن وجود الحصى في الغدد اللعابية يؤدي إلى سد طريق القنوات الداخلية لهذه الغدة المصابة، التي بدورها تغلق طريق السوائل والإفرازات، فيتسبب ذلك في إيقاف الإفرازات اللعابية أو في تقليل تدفقها. وكنتيجة لذلك، تتجمع الإفرازات خلف الحصاة، متسببة في الإصابة بالالتهاب والانتفاخ. علامات التشخيص: ومن العلامات التشخيصية لوجود حصيات في الغدة اللعابية، ازدياد الألم أثناء هضم الطعام، بسبب إفراز الغدة سوائلها وأنزيماتها أثناء المضغ وتجمع السوائل، بسبب الانسداد، وعادة ما يكون الالتهاب مصحوبا بالحمى. وفي حال عدم التشخيص المبكر للحالة، ومن ثم عدم إزالة السبب «الحصيات في الغدد»، فإن الالتهاب سوف يتكرر أكثر من مرة في السنة، بسبب وجود الحصاة التي تؤدي إلى الانغلاق وتواتر الالتهاب. ويمكن أن تكون في الغدد حصاة واحدة أو أكثر ولا يكون لها شكل ثابت، فأحيانا تكون دائرية، وفي بعض الأحيان، تتخذ أشكالا أخرى، ويعتقد أن سبب الحصاة هو التكلس من بعض السوائل في القنوات الداخلية. العلاج : يقول الدكتور راشد العبري إن إزالة حصيات الغدد اللعابية بواسطة الجراحة تعتبر إحدى الطرق الأكثر شيوعا حتى وقتنا الحاضر. ويمكن العلاج بإزالة الحصيات وحدها عن طريق الفم أو أن تتم إزالة الغدة المصابة كاملة. وتتم عملية جراحة إزالة الغدة تحت التخدير العامّ وتعتمد هذه الجراحة على موقع الحصاة، فإن كانت داخل القناة وفي متناول الجراح، أي في منطقة الفم، فتتم إزالتها عن طريق الفم، حيث يتم إحداث قطع في القناة. أما إذا كانت متعمقة داخل القناة أو كانت كبيرة من حيث الحجم، فإنه في هذه الحالة، يتم إزالة الغدة كاملة. وبعد إزالة الغدة المصابة، يكون هناك نقص في الإفرازات، حيث يصبح الإفراز من غدة واحدة بدلا من غدتين. وحيث إن الغدد اللعابية تقع مجاورة لبعض الأعصاب، فإنه يجب على الجراح اتخاذ الاحتياطات اللازمة، حتى لا يتسبب في إصابة الأعصاب القريبة أثناء إجراء العملية التي قد تحدث نادرا، حسب معطيات العملية. طريقة علاجية جديدة : إن منظار الغدد اللعابية واحد من الطرق المبتكَرة في السنوات الأخيرة في مجال جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق. وحيث إن حصيات والتهابات الغدد اللعابية تعتبر واحدة من أكثر أمراض الغدد اللعابية انتشارا، فإنه يجب أن يتم تشخيصها مبكرا بواسطة الأشعة، ثم معالجتها، سواء عن طريق الجراحة من داخل الفم أو التفتيت الحصوي الصوتي أو إزالة الغدة المصابة كاملة جراحيا، وهي أكثر الإجراءات تطبيقا. ويستخدم منظار الغدد اللعابية طريقة أقل ضررا جراحيا، والتي تسمح باستخدام المنظار المرئي لاكتشاف قنوات الغدد اللعابية وإزالة الحصيات بواسطة سلة مخصصة لهذا الغرض. ويستخدم منظار الغدد اللعابية للتشخيص والعلاج في آن واحد، حسب الاستنتاجات السريرية. ومن إيجابيات هذه الطريقة أنه يمكن أن يتم إجراؤها في جناح العناية اليومية، تحت التخدير العام، وكذلك في العيادة الخارجية، تحت التخدير الموضعي.