نظمت جمعية آفاق لموظفي كلية العلوم بمكناس لقاء تواصليا تحسيسيا حول موضوع التبرع بالدم، دعت لتأطيره كلا من رئيس جمعية مكناسة الزيتونة لواهبي الدم والدكتور الأستاذ الخمليشي هشام والدكتور الأستاذ سدرة محمد المنتسب لكلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة الدراسات الإسلامية. في معرض كلمتها الافتتاحية عبرت رئيسة جمعية آفاق لموظفي كلية العلوم عن الأهداف المتوخاة من الحملة التحسيسية داخل الحرم الجامعي باعتبار الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به الطلبة في مجال التبرع بالدم باعتباره فعلا إنسانيا مقدرا لروح المبادرة والتبرع بمادة لم يستطع العلم إيجاد بديل لها لحد الساعة. رئيس جمعية مكناسة الزيتونة لواهبي الدم أثنى على هذه المبادرة التي لها أبعادها الإنسانية والتضامنية والرمزية بحكم انعقاد الندوة في حرم الجامعة مما يعطي للقاء دلالاته القوية وبعده الإنساني التضامني من لدن طلبة الجامعة، منوها بالمبادرة وبالانخراط التلقائي للطلبة في عملية التبرع بالدم الذي يعد مادة ضرورية لإنقاذ العديد من الحالات المحتاجة لدم المتبرعين والمتبرعات . الدكتور الخمليشي هشام نيابة عن مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم التابع لوزارة الصحة، ثمن اللقاء على أكثر من مستوى، مشيرا إلى أن انتهاج سياسة التواصل والقيام بالحملات التحسيسية في مجال تحاقن الدم أدى إلى تجاوز كل التصورات الخاطئة والمسبقة عن عملية التحاقن ، مؤكدا على أن الدم مادة أساسية للحياة خصوصا مع غياب بديل له، معتبرا أن الاحتياج للدم هو احتياج دائم بحكم الحالات المستعجلة التي تتطلبها خصوصا في مجالات الجراحة والولادات القيصرية وحوادث السير والحالات الطارئة من كوارث وغيرها. مشيرا في عرضه العلمي المزاوج بين التخصص والممارسة، إلى إعطاء العديد من الإيضاحات المرتبطة بمجال التحاقن الدموي خصوصا على مستوى مراجعة الطبيب والتحاليل المخبرية الكاشفة لمختلف الإصابات الفيروسية المحتملة خاصة الكبدية والجنسية منها، مؤكدا على المزايا الصحية للتبرع بالدم، مشيرا إلى أن المركز الجهوي لتحاقن الدم يخضع كل العمليات التبرعية لأقصى درجات الأمان المعمول بها دوليا والمحترمة للضوابط المانعة لكل الانعكاسات الصحية التي يمكن أن تحدث للمتبرع، مضيفا أن التبرع بالدم يرفع من مستوى أداء جهاز المناعة عند المتبرع مع تجديد الخلايا الدموية وتسهيل سيولة الدم وتخفيض العوارض المرتبطة بالصداع النصفي والرعاف. خاتما عرضه بالتأكيد على مجانية الدم ومنحه دون مقابل مادي أو معنوي ، شاكرا جمعية آفاق لموظفي كلية العلوم على تنظيمها لهذه الندوة العلمية داخل الحرم الجامعي والتي أكسبها دلالات اجتماعية وتربوية وتواصلية مع الطلبة الذين يشكلون رافدا أساسيا في هذا المجال. الرؤية الدينية للتبرع بالدم تطرق لها الأستاذ محمد سدرة مركزا على أن الدين الإسلامي هو منطلق التضامن والتكافل خصوصا في مجال التبرع بالدم ، مؤكدا على أنه يدخل في إطار فرض عين لما له من ايجابيات على مستوى إنقاذ الأرواح البشرية المحتاجة للدم خصوصا مع ما تعرفه طرقاتنا من حوادث للسير تستوجب وجود الاحتياط الكافي من هذه المادة لمواجهة الاحتياجات الطارئة، مشيرا في معرض مداخلته إلى الأهمية التي أعطاها الإسلام للتراحم والتضامن والتضحية وإنقاذ الروح البشرية معتبرا أن تكثيف الحملات التواصلية و الإعلامية وكذا على مستوى البرامج والمناهج الدراسية المثمنة لعملية التبرع بالدم منهيا مداخلته بضرورة استثمار خطب الجمعة في هذا المجال. في نهاية اللقاء عبر رئيس جمعية مكناسة الزيتونة على أهمية هذه المبادرة وأهدافها التواصلية والتوعوية مما يؤكد على الدور الأساسي للجامعة في مجال له أهميته القصوى في إنقاذ الحياة البشرية بالإضافة إلى كون توفر احتياط كافي من الدم يسهم في توفير هذه المادة الحيوية للمحتاجين لها في ظروف طبية ملائمة. في نهاية اللقاء تم توزيع العديد من الشواهد التقديرية على المتبرعين تزكية وتثمينا لمبادراتهم الإنسانية التطوعية.